منذ بداية عام 2015، والأزمات تضرب الفضائيات الخاصة، بسبب التوسع في العمل دون رؤية واضحة أو هدف حقيقى، ورغم نفى ملاك الفضائيات أكثر من مرة وجود أزمات مالية حينها، إلا أن هذه الأيام أثبتت بالفعل ما تعانيه هذه القنوات من أزمات مالية وخسائر ضخمة اتخذوا على إثرها العديد من الإجراءات لتجاوزها، فمنها قنوات أغلقت وأخرى خفضت ميزانيتها، وأخرى قامت بتسريح عدد كبير من العاملين، وإجراءات كثيرة ستظهر أكثر خلال الأيام المقبلة. طالت الأزمة المالية شبكة قنوات «الحياة» التي يمتلكها رجل الأعمال السيد البدوى، وحققت القناة خسائر مالية ضخمة، كما طالت أيضا قناة «أون تى في» التي يمتلكها رجل الأعمال نجيب ساويرس، ووصلت مؤخرا إلى قناة «المحور» لمالكها حسن راتب، وشبكة قنوات «سي بي سي» لمحمد الأمين، وأيضا قنوات «دريم» التي يمتلكها أحمد بهجت، بالإضافة لقناة «التحرير» التي استغل رجل الأعمال إيهاب طلعت أزماتها المالية الطاحنة لشرائها، وفرض سيطرته الكاملة عليها، وتغيير اسمها إلى «ten»، وحتى الآن ما زالت تعانى من أزمات مالية، ومن القنوات التي تعانى أيضا من الأزمات المالية وكشفت مصادرنا الخاصة أنها في طريقها للإغلاق هي قناة «ltc». وستشهد الفترة المقبلة إغلاق عدد كبير من القنوات، لأنها لم تقم على خطة واضحة وأهداف مرجوة من بث هذه القنوات، خاصة مع ظهور قنوات «بير السلم» التي سحبت نسبة إعلانات كبيرة من الفضائيات المعروفة، وهو ما يؤثر عليها بشكل واضح عليها، إضافة إلى القنوات التي تبث بطرق غير شرعية، وفى نفس الوقت تحصل على إعلانات من شركات ومؤسسات كبرى. وهو ما جعلنا نسأل خبراء الإعلام عن أسباب الأزمة المالية التي تعانى منها الفضائيات الخاصة ورؤيتهم للخروج منها، ويقول صفوت العالم، أستاذ الإعلام: إن أسباب الأزمات المالية في الفضائيات الخاصة هي سوء التخطيط والتنظيم من الإدارة والمحسوبيات والواسطة التي ما زالت تسيطر على الإعلام الخاص، وأوضح العالم أن انخفاض معدلات الإعلانات والظروف الاقتصادية المحيطة سبب رئيسى في الأزمة، وأن القنوات الخاصة لم تراع الأزمة المالية، وتوسعت في مشروعاتها دون رؤية للمشهد الاقتصادى الحقيقى، وتوقع أن المرحلة المقبلة ستشهد اندثارا لقنوات خاصة وصعودا لقنوات أخرى. في حين قالت هويدا مصطفى، خبيرة الإعلام: إن حالة اللا وعى الإعلامي التي يعيشها الإعلاميون أنفسهم وملاك الفضائيات هي سبب الأزمة، موضحة أن ارتفاع أجور الإعلاميين في ظل الأزمة الاقتصادية يؤثر على القنوات بشكل ملحوظ، وأكدت أن أجور الإعلاميين في الفضائيات الخاصة أكبر من تكلفة الإنتاج والإستوديوهات وغيرها من الأمور الأساسية لخروج البرامج على الشاشة. من النسخة الورقية