أقيم مساء أمس الثلاثاء حفل توقيع ومناقشة رواية "رحلة العائلة غير المقدسة" للكاتب "عمرو العادلى"، ويديرها الدكتور محمود الضبع، بحضور الكاتبة اللبنانية سونيا بومادى، وعدد من الكتاب والمثقفين بمقر دار المصرية اللبنانية. وفى البداية قال الناقد محمود الضبع، أن الحبكة التي قام بها العادلى خلال الكتاب هي حبكة حقيقية وواقعية بالفعل لأن الأسرة تتكون من الأب والأم وفتحى والرواى ولكن بين فتحى والرواى شخصية أنس الذي فقد جسده للنمو لمدة عامين، وهذا النموذج يوجد في العديد من المناطق الفقيرة وذلك يكون نتيجة أدوية خطأ وممارسات سيئة للأم في حالة الحمل. وأضاف الضبع، أن الكاتب يمارس في الرواية حركة الكاميرا الديجيتال السينمائية، حيث يعتمد على اللقطة المتحركة براعة في تصوير "الذباب" وهو ينتظر لعاب أنس لكى يمتص منه، نحن قد أعتادانا أن نتذكر شعرًا ولكن أن نتذكر مقطع سرديًا ربما لا يعرف أحد السر ولكن أنا كناقد أعرف ربما. وتابع، الكاتب قادر على أن يصور فصل الرواية كمشهد بعين كاميرا السينما، ومرسومة بالفيديو ولذلك نجد الفصل لايزيد عن صفحتان ونصف وذلك يستجيب إلى ذاكرة التلقى المعاصرة. ومن جانبه قال الكاتب عمرو العادلي، لقد لفت انتباهى الدكتور محمود الضبع إلى أشياء عديدة بالرواية عند قرائته لها، هذه الرواية أكثر عمل اعتز به وكان من المقترح أن تكون اسم الرواية "عيشة" وليست "عائشة" لأن الموضوع يتحمل وقد تم الاعتراض على اسم "رحلة العائلة غير المقدسة" نظرا لدلالاته الدينية. وأضاف، بداية الرحلة في الرواية كان أبطالها رحل من مكان لمكان طوال الوقت كانت عين الكاميرة مع الأبطال، ومن اقرب الشخصيات إلى قلبى "انس" والشخصية الوحيدة في الرواية التي تمنيت أن تكون لها رواية كاملة لشخص لا يتكلم كلامنا ولا يتلفظ بالفاظنا. يذكر أن أحداث الرواية تدور حول عائلة بسيطة، ليس فيها ما يميزها عن مثيلاتها من العائلات الساكنة تحت خط الفقر، والعائشة على هامش الحياة، سوى تفاصيل إنسانية بالغة الشجن، تناولها الكاتب بلغة طافحة بالواقعية، ليُقدِّم للقارئ عالمًا خفيًّا لا يُدرك وجوده كثيرون رغم وضوحه الشديد، عبر رحلةٍ مقدَّسةٍ لعائلة ليست مقدسة، وإن كانت تكتسب نوعًا من القدسية تستمده من إيمانها بالقدر والمقسوم، والإصرار رغم شظف العيش على الوفاء برسالتها في عمران الأرض، وتقبُّل الحياة بشقائها وعذابها قبل بهجتها وسعادتها.