عقدت ظهر اليوم، الجلسة الأولى من فعاليات ملتقى الرواية العربية في دورته السادسة بقاعة المؤتمرات بالمجلس الأعلى للثقافة، بحضور الكاتب الكبير نبيل سليمان، والناقد هيثم الحاج على، الكاتبة مني إبراهيم، صبحي حديدي، الدكتور عبد الرحمن الشرقاوي، حسين عبيد. قال الكاتب الكبير نبيل سليمان، أسرعت الرواية في سوريا إلى التعبير عن الزلزال السوري الذي تفجر في 15 مارس 2014، ولايزال يزداد تفجرا، مضيفا أن عدد الروايات التي تحدثت عنه وتناولته بلغت 19 رواية، 7 منها هي أول أعمال لأصحابها، حيث عالجت السؤال بين الكتابة الإبداعية في عصف المتغيرات وبين انتظار مابعد العصف. ومن جانبه قال الكاتب صبحي حديدي، حظيت الإسكندرية بجاذبية عالية لدى أجيال مختلفة من الروائيين المصريين، فتحولت جغرافيتها إلى ميدان للسرد متشابك، كما أن أحيائها اتخذت صفة الشخصيات الروائية والانماط الإنسانية، مضيفا أن التمثيلات والخلفيات كانت قد كلفت استدراج مشهد الإسكندرية الزاخر البشري والمعيشي، الظاهر والباطن، المادي والمجازي، ضمن المستويات المتعددة التي تتخذها مرئيات المدينة. وتابع، في باطن الإسكندرية العميق تروي حكاياتها وشخوصها ورموزها واساطيرها، كما أن هناك خمسة وجوه للإسكندرية وهي:مدينة الهوية، الذاكرة، المنفى، القرية، الأسطورة، مشيرا إلى أن هناك بعض الأعمال عن إلاسكندرية ومنهم "لا أحد ينام في الإسكندرية"، لإبراهيم عبد المجيد، "بنات إسكندرية" ادورد الخراط. ومن ناحية أخرى قال الدكتور عبدالرحمن الشرقاوي، كنت مهتم برؤية "الفيل الأزرق"، ولكن أصابني الإحباط، حيث برز اسم أحمد مراد باعتباره كاتبا روائيا ناجحا ومتميزا، وحققت رواياته الصادرة خلال أقل من عشرة سنوات رواجا ونجاحا، بعكس تحويل النص لعمل سينمائي، مضيفا أن أعمال مراد تحولت من شكلها المقروء إلى صور مرئية أخرى عبر الشاشة، كما تلعب الصدفة في هذه الروايات دورا مهما في حركة الأحداث بحيث تحتل مكانا مهما من الحبكة ومن تغيير مسار الأحداث لأكثر من مرة في الرواية الواحدة. وتابع، وللصدفة في الأعمال الأدبية دور خصوصا في الأعمال التي تتزامن مع لحظات الصراع الكبيرة خلال القرن الماضي. كما طرحت الكاتبة مني إبراهيم، الشخصيات الثانوية بين التهميش والترميز في روايتي "الحرام" ليوسف إدريس، و"آمال عظيمة " لتشارلز ديكنز، وتقول تقدم الروايتين مجموعة ثرية ومتنوعة من الشخصيات الثانوية يتفنن كلا الكاتبين في خلقها، مضيفة أن الدراسة تركز على الفرق الكبير في استخدام إدريس المتميز للشخصيات الثانوية، دون وجود مايسمى بالشخصيات الرئيسية في نظريات الرواية الحديثة. وتابعت، تقديم تلك الشخصيات في ضوء واقع اجتماعي يحاول وقتها أن ينتصر للمهمشين في مرحلة مابعد ثورة يوليو حيث تصبح تلك الشخصيات الثانوية في مجموعها هي ذاتها الشخصية الرئيسية في الرواية. وقال الناقد هيثم على الحاج، إذا كان من المستحيل تصور نص سردي دون تصور للصوت الذي ينتجه فإن هذا الصوت يمكنه أن يؤدي دورا مهما في بناء تصورات واضحة عن هذا النص، مضيفا أنه على هذا الأساس فإني احاول النظر إلى ماطرا من روئ روائية خصوصا بالنظر إلى هذه التقنية التي شاع في السرد التقليدي. وتابع، ومن هنا يمكن قسمة أنماط السارد الأساسية إلى السارد العليم، السارد البطل، السارد المشارك، وهو مايمكن النظر إليه بوصفه مدخلا لمحاكمة مدى الثقة فيما يطرحه ذلك الصوت داخل النص. وأشار إلى أن ورقته البحثية تناقش التحولات التي طرأت على مثل هذه الرؤى من خلال روايات الصوت والروايات التي تتداخل فيها ضمائر السرد وقد تم تطويرها في المرحلة الأخيرة من مراحل تطور الرواية.