قال مصطفى الجندي، المنسق العام السابق لتحالف 25-30، إن رفض الشعب المصرى لقائمة عبدالجليل مصطفى الانتخابية كان سببًا رئيسيًا في تفكك التحالف، خاصة أن بعض أعضاء 25-30 أرادوا أن ندعم تلك القائمة المنبوذة شعبيًا. أضاف الجندي، في حواره ل"البوابة نيوز" أن الإخوان والسلفيين يمثلون خطرًا كبيرًا على البرلمان القادم، خاصة أنها جماعات مدعومة من أجهزة غربية، لافتًا إلى أن قائمة "في حب مصر" قائمة وطنية قادرة على الفوز بجميع مقاعد القوائم الأربع. * أعضاء تحالف 25-30 يتهمونك بأنك كنت سببًا في تفكك التحالف؟ - في البداية لا بد أن تعلم أن هذا التحالف أسس لكى يملأ فراغًا مهمًا، وهو المنافسة على المقاعد الفردية فقط والتي تمثل 80% من مقاعد البرلمان القادم، وكنت متأكدًا أن عدم وجود تحالف انتخابى محسوب على الثورتين سيؤدى إلى كارثة؛ لأنه لا توجد قوى موحدة قادرة على منافسة فلول الإخوان والوطنى على هذه المقاعد، لذلك قررنا إنشاء التحالف لمنع فلول الإخوان والوطنى من الوصول للبرلمان. * ولكن توجد أحزاب محسوبة على الثورة قادرة على مواجهة الإخوان والحزب الوطنى.. فلماذا رفضت ضمهم للتحالف؟ - مصر لا توجد بها أحزاب حقيقية، فجميعها أحزاب كرتونية ليس لها رصيد في الشارع، كما أن التجربة تؤكد دائمًا أن المستقلين هم مَن يفوزون بالانتخابات وليس الأحزاب، وهذا ما كان يحدث في عهد الحزب الوطنى، نرى معظم الأعضاء مستقلين ويتم ضمهم للحزب الوطنى. * نعود إلى أزمة التحالف؟ - كما قلت التحالف أسسته مجموعة من الرموز الوطنية أمثال عبدالحليم قنديل ومحمد غنيم ومحمد الأشقر ونور الهدى زكى وغيرهم، حيث كتبنا وثيقة مستقبل مصر التي وضعنا فيها عددًا من البنود وطرحناها على مرشحى الرئاسة الرئيس السيسى وحمدين صباحى، والتزم بها السيسى فانتخبناه. وبعد إعلان تشكيل تحالف عُرفى وليس رسمى، لأن ذلك طبيعة المستقلين، فوجئت أثناء سفرى للخارج بقيام التحالف بتنظيم مؤتمر انتخابى لقائمة صحوة مصر الانتخابية، الأمر الذي أدى إلى وجود حالة غليان بين الأعضاء المستقلين. * لماذا كانت هناك حالة غليان.. خاصة أن معظم الأعضاء مؤيدون لصحوة مصر؟ - مرشحو تحالف 25-30 يعلمون جيدًا أن المواطنين والفلاحين الذين يسكنون في الأرياف لن يؤيدوا عبدالجليل مصطفى وقائمته "صحوة مصر"، لأن أعضاء تلك القائمة هم مَن ساندوا الإخوان في الوصول للحكم في اجتماع فيرمونت الشهير، كما أن المواطنين لا يحبون التيار الشعبى ومحمد البرادعى وحزب الدستور، كما أن وجود حمدين صباحى وغيره من تلك الأسماء المؤيدة لصحوة مصر أدى إلى حدوث قلق كبير بين المرشحين من احتمالية تأثر شعبيتهم باستغلال قائمة صحوة مصر المنبوذة شعبيًا لاسم التحالف، الأمر الذي سيعرضهم لخسارة في الانتخابات البرلمانية. * .. ولكن أعضاء التحالف أكدوا أنك وافقت على انضمام أعضاء بالتحالف لقائمة صحوة مصر؟ - هذا حدث بالفعل ولكننا اتفقنا أن تكون المشاركة في التحالف بصفة العضو الشخصية وليست بصفته عضوًا في التحالف؛ لأننا في الأصل تحالف مستقل لخوض الانتخابات على المقاعد الفردية وليس القوائم، ولكن مجموعة أحمد دراج أرادت أن تفرض "صحوة مصر" على الجميع. * لماذا رفضت أن تخوض الانتخابات على قائمة "صحوة مصر" وأعلنت مشاركتك في "في حب مصر"؟ - أنا لدى موقف من عبدالجليل مصطفى من أيام وقفات ميدان التحرير ضد الإخوان، كما أننى لا أنسى وقوفه في فندق الفيرمونت لمؤازرة الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعته، كما أنه كان من ضمن أعضاء جبهة الإنقاذ الذين نادوا بإخلاء الميدان في عهد الإخوان، وكانوا يقولون الميدان مليان ناس بتشرب بانجو وحشاشين، وهو نفس الكلام الذي كان يردده الإخوان. * تقول إنك من الثوار ولكن قيادات تحالف 25-30 يتهمونك بأنك من فلول الحزب الوطنى؟ - هذا كلام الأطفال الصغار ولن يصدقه أحد، فأنا كنت واحدًا من عدد قليل جدًا من السياسيين الذين جلسوا في الميدان وسط الشباب، خاصة أنهم كانوا يرفضون جميع الوجوه السياسية الموجودة على الساحة، وهم أيضًا يعلمون جيدًا أن الحزب الوطنى أسقطنى في البرلمان، كما أننى خضت الانتخابات في عهد الإخوان في تحالف الثورة مستمرة الذي كان يضم قامات وطنية كبيرة أمثال عبدالغفار شكر وأبو العز الحريرى ومحمد غنيم.. وإذا كنت أنا "فلول" لماذا جعلونى المنسق العام للتحالف. * حتى نغلق باب تحالف 35-30 إلى أين انتهت تلك الأزمة؟ - انتهت من حيث بدأت، وقد قررت تقديم استقالتى أنا وعبدالحكيم عبدالناصر وأكثر من 70% من أعضاء التحالف فعلوا ذلك وقررنا تشكيل تحالف انتخابى جديد يكون خاصًا بالشباب فقط، وسيكون دوري الوحيد تقديم الدعم المعنوى لهم وهم لهم حرية إدارته. * البعض يرى أنك انضممت لقائمة "في حب مصر" لأنها مدعومة من الدولة فما صحة تلك الاتهامات؟ - رئيس الجمهورية قال أنا لا أدعم قائمة انتخابية، ولكنه طالب بالتوحد في كيان انتخابى بسبب الأخطار التي تواجهها البلاد وانضممت للقائمة بعد أن اتصل بى قامات وطنية كبيرة مثل طاهر أبو زيد وسامح سيف اليزل، ورغبتى في توحد القوى السياسية كان سببًا رئيسيًا في انضمامى على الفور لأننى مؤمن بالتوحد. * ولكن ذلك يناقض كلامك بأنك ضد دعودة فلول الوطنى.. والقائمة تضم مجموعة كبيرة منهم؟ - قبل أن أنضم رسميًا للتحالف سألت سامح سيف اليزل، هل تلك القائمة هي قائمة الجنزورى؟، فأكد لى أنها ليست قائمة الجنزورى كما أن القائمة تضم أحزابًا عريقة مثل الوفد والمصريين الأحرار وغيرهما من الأحزاب السياسية و"تمرد"، ولو حسبت نسبة الفلول ستجدهم يمثلون بها 7 أو 8 مقاعد على الأكثر، وهم فلول شرفاء وقفوا ضد الإخوان، فالقائمة تضم أساتذة جامعة وأنا أقل واحد في الوطنية داخل قائمة "في حب مصر" حتى رجال الحزب الوطني المتواجدون بالقائمة لديهم وطنية كبيرة. * .. ولكن كل القوائم الانتخابية تهاجم قائمة "في حب مصر" بسبب استعانتكم بأعضاء الوطنى؟ - قائمة "في حب مصر" مثلها مثل أهل بدر الذين حاربوا مع الرسول؛ لأن مواقفهم كانت واضحة، فنحن أيضًا من نتاج ثورى حقيقى وقف ضد الإخوان وكلنا نعرف قيمة العلم المصرى، ففخر لى أننى موجود في قائمة في حب مصر، وأحمد دراج الذي يهاجمنى لو عُرض عليه الانضمام لقائمة في حب مصر هو أو غيره كانوا سينضمون لتلك القائمة. * كيف ترى فرص الإخوان والسلفيين في العودة للبرلمان؟ - فرصتهم خطيرة جدًا على البرلمان القادم، لأنهم صناعة غربية تسعى لضرب مصر واستقرارها، فهم تركوا الدعوة والدين وكانوا سببًا رئيسيًا في وجود داعش وغيرها من الأفكار الغريبة الهدامة، فهم يساعدون أمريكا وتركيا في تحقيق أهدافهما ويجب أن يعلم المصريون أن الإخوان والسلفيين صناعة غربية تستخدم لتدميرنا ونجحوا في تدمير صورة الإسلام السمح. * .. وهل خطورة الإخوان والسلفيين أقل من أعضاء الوطني؟ - الخطورة واحدة، فلدينا ثورتان مضادتان واحدة ضد 25 يناير التي أتت بالسيسى رئيسًا للجمهورية وليس ثورة 30 يونيو، ولولاها لكان جمال مبارك هو مَن كان في الحكم الآن وأعداء تلك الثورة هم مبارك وزبانيته، أما ثورة 30 يونيو فأعداؤها هم الإخوان والسلفيين. * هل ترى أن الحكومة تعمدت تعطيل الانتخابات بعدم دستورية بعض القوانين؟ - في كل الأحوال الحكومة سواء كانت تقصد أم لا، فإن الانتخابات من المتوقع أن تجرى قبل رمضان المقبل؛ لأنها العمود الثالث لشرعية السيسى والثورة، كما أن تأجيل الانتخابات سيساهم في وجود برلمان مستقر غير قابل للحل بعد تعديل كل القوانين غير الدستورية. * عدد المقاعد التي ستحصل عليها قائمة "في حب مصر"؟ - أعتقد أننا سنحظى بالفوز بمعظم القوائم لأننا نعبر عن حالة شعبية حقيقية، نظرًا لوجود كل أطياف المجتمع بقائمتنا، وسنحقق نفس الفوز الساحق الذي حققه الرئيس السيسى في انتخابات الرئاسة لأننا نمثل حالة إجماع وطنى أيضًا. * في النهاية كيف ترى شكل البرلمان القادم؟ - الشعب هو مَن سيحدد شكل البرلمان، كما أنه هو مَن سيجبر النواب على العمل؛ لأن الشعب الذي حبس رئيسين قادر على حبس نواب البرلمان أيضًا، خاصة أن منصب النائب لم يعد مغنمة كما كان في السابق، ولكنه مسئولية كبيرة ويجب أن يبتعد الشعب عن انتخاب كل من خان سواء كان من الفلول أو الإخوان.