إن كنت تدري فهي مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أكبر.. وفي الحالتين انت من سيدفع الثمن.. لا أحد يتعاطف معك وقت لا ينفع الندم.. وقت لا تقبل فيه الأعذار.. ولا تهضم المبررات.. فالغضب كالسيف إن لم تقطعه قطعك.. الغضب جامح قاتل لا يرحم ولا يستثني أحدًا أو شيء.. الغضب أعمى لا بصر له ولا بصيرة صحيح أنك منشغل بالاهم من وجهة نظرك.. ونظرنا بالمناسبة.. ولكن البعض يستغل ذلك ببراعة واقتدار.. يحاولون دس السم في العسل واستغلال الظروف والأجواء الضبابية لتمرير ما يريدون ضربك به، هم يعرفون تماما من خلال خبراتهم السابقة أن كل هذا ضدك يضرك ضررا شديدا.. يضربك في مقتل هم يعلمون وضرباتهم تقتلك ببطء لو تعلم لأنهم يبغون انهيارك.. أنت عقبة تقف أمام فسادهم وحجر عثر في طريق طموحهم في استعادة ملكهم المخلوع.. هم يستغلون عدم إدراكك لخبثهم.. عدم اكتشافك لنواياهم الحقيقية. هل تعرف ماذا يفعلون؟ هم يفسدون كل شيء إيجابي تقوم به، يفعلون دائما عكس ما تصرح به حتى تظهر في ثوب الكذاب.. حتى تفقد مصداقيتك ومعها هيبتك مثل من سبقوك، ويروجون ان كل هذا يحدث بمباركتك ولهم الحق في ذلك لأنك لم تعترض أو تتصدي لما يحدث.. هم يظهرون القبيح و ويبرزون المكروه ويهللون للسيء، وأنت في صمتك مستمر والسكوت علامة الرضا.. يعطون الفرصة للمغضوب عليه أن يدافع عن نفسه أن يظهر في مظهر المظلوم وهو الظالم.. المجني عليه وهو الجاني.. حتي يصيب الاحباط من يؤمن بك.. فيكفر بك.. أولا وقبل أي شئ لأنك ترعى من ظلمه ونسف أحلامه وسرق رزقه ودفع أبناءه للعمل وسط النيران فذبح أمام عينه.. ومات غريبا في بلاد غريبة.. هو مات مرة ولكن أهله يموتون كل مرة يشاهدون فيها من يرقص على دماء أبنائهم.. وأنت تتجاهل وتسكت وتاني السكوت علامة الرضا. عندما تصرح بفخر أنك ستخرج المظلوم من الظلمات إلى النور.. يبقى المظلوم يقتله صمتك ويخرج الظالم فرحا بهزيمتك.. هزيمتك أمام من شاهدك وسمعك وهلل لك.. أمام من صدق وعدك.. هم يسحبون من رصيدك الكبير حتى يجيئ اليوم الذي ينفد فيه كل رصيدك ولا يتبق لك إلا الغضب واللعنة.. هم يفعلون ذلك حتى تخذل من كان خلفك وفي ظهرك يدافع عنك بالروح والدم.. والخذلان شعور قاس يصيب القلب بالتحجر والجمود، ويصيب الروح بالانكسار.. يتبع ذلك هدوء.. ولكنه هدوء ما قبل العاصفة.. احذر العاصفة فقد تأخذ في وجهها الجميع ولا تفرق.. وعندما تشير إلى القاتل وتطلب ضبطه ولا يحدث.. بل أن المجنون يقتل من جديد في مكان آخر تحت سماءك.. أطلقت على الشهيدة بنتك ولكنهم فى يوم آخر قتلوا ابنك هم يريدون أن يضعوك في مأزق.. أن تبدو عاجزا ومرتبكا وأن من يحيطون بك لا ينفذون أوامرك بل أنهم يردونك الى أهلك خائبا لأنك لا تستطيع أن ترد اليهم حقوقهم التي ينتظروها منك بعد أن وعدتهم وعاهدتهم على ذلك.. والأمر يزداد سوءا.. أنت تحارب في جبهه وتنتصر لأنك قائد منتصر.. ولكنهم يسرقون الفرح ويطفئون بهجة النصر.. يشعلون جبهه أساسية نيرانها لا تنطفئ بسهولة.. وأحيانا لا تنطفئ أبدا تحرق وتهدم وتحطم بمنطق.. علي وعلى أعدائي.. القدر لن يقف في صفك كثيرا.. لن يصد عنك نيران الغضب عندما تشتعل.. التاريخ يعلمنا أن القدر لا بد أن يستجيب عندما يريد أهلك الحياة.. فلا تنشغل عنهم كثيرا.. انتبه واحذر من الخبثاء.. من الثعابين التي تحوم حولك وتلدغك وانت لا تدرى.. وللأسف ما أكثرهم.. انتصر للحق.. ولا تأمن لغير الحق.. افتح أبواب الحرية على مصراعيها ولا تخف.. فإنها من سيدافع عنك على مر التاريخ.. حارب الباطل كما تحارب قوى الشر وطيور الظلام.. من ساندك وآمن بك يستحق.. فلا تخذله.