أبرز كتاب الصحف في مقالاتهم اليوم "السبت" عددا من القضايا الداخلية والخارجية. ففي عموده "نقطة نور" بصحيفة "الأهرام" أكد الكاتب مكرم محمد أحمد أنه عندما تعلن نيجيريا أكبر دولة إسلامية في إفريقيا أن إسرائيل كانت حليفها الأول في مقاومة إرهاب جماعة بوكو حرام ، وكانت الأكثر عونا للقوات النيجيرية في حربها على هذه الجماعة التي لم تعد تكتفي بنيجيريا ميدانا لعملياتها الإرهابية ، ولكنها تمد نشاطها الآن إلى دول أخري وتهدد رؤساء إفريقيا وتحاول توسيع رقعة نفوذها في المنطقة ، يصبح من الضروري أن يسأل العرب والمصريون أنفسهم عن أوجه التقصير العربي والإسلامي في معاونة نيجيريا في هذه المعركة المهمة التي يتوقف علي مصيرها طبيعة العلاقات المستقبلية بين الإسلام ودول وسط القارة السمراء، خاصة أن نسبة غير قليلة من سكان معظم هذه الدول ينتمون إلى الإسلام، ويشكلون حزاما سكانيا يصل بين السكان الأفارقة من أصول عربية وأشقائهم من أصول زنجية يمتد من شرق القارة إلى غربها. وقال إنه مع الأسف فإن بوكو حرام تحت زعامة رئيسها أبوبكر شيخو تقدم للأفارقة صورة قبيحة للإسلام لا تقل بشاعة عن الصورة التي تقدمها داعش ، تحرق القري وتخطف تلميذات المدارس وتسبي النساء وتبيعهن في سوق النخاسة ، وتجبرهن على معاشرة مقاتليها ، وتحرض على قسمة البلاد واثارة الفتنة الطائفية والحرب الأهلية بين سكانها سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو وثنيين!. وأشار إلى أنه إذا كانت مصر تري في إصلاح علاقاتها مع دول حوض النيل المدخل الصحيح للارتقاء بعلاقاتها الإفريقية، فإن اضطلاع مصر بدور رئيسي في الحرب على الإرهاب داخل أفريقيا يمثل مدخلا استراتيجيا مهما لتزايد دورها الأفريقي والإقليمي، والتزاما أساسيا بتصحيح صورة الإسلام في أفريقيا ، لأن جميع الأفارقة يتطلعون إلى دور أكثر نشاطا للأزهر الشريف، يقوض أفكار التطرف ويعزز لحمة الاتصال بين سكان القارة المسلمين وأقرانهم المسيحيين. وأكد أنه من الضروري أن تفكر الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي في الدعوة إلى مؤتمر إفريقي عربي يناقش أخطار الإرهاب وتحدياته في القارة السمراء، ويعظم دور الأزهر في تحسين صورة الإسلام داخل إفريقيا الذي طبعته بوكو حرام بالقسوة والغلظة وانعدام السماحة والرحمة. ووجه د. عمرو عبد السميع فى عموده " حالة حوار " فى صحيفة " الاهرام " التحية الى سامح شكري وزير الخارجية ، الذى نجح في هندسة عمل وزارته (وهي الضلع الثالث مع الرئاسة والمخابرات في صنع قرار السياسة الخارجية) وعلي نحو مبهر إستعاد لتلك السياسة الخارجية منطقيتها وإتساقها مع المصالح الوطنية ، وبكل إرتياح أقول أنه نجح - بشكل لافت - في إعادة الإنضباط للسياسة الخارجية المصرية. وأضاف أن الرجل مشغول ببناء محاور أحدهما يصوغ جبهة إقليمية لمواجهة الإرهاب في الجزائر وليبيا وتشاد ومالي والسودان ، وثانيها يبني توافق مصالح في أثيوبيا وأوغندا وغينيا الإستوائية والسودان وجنوب السودان والصومال والكونغو ، وثالثها جبهة دولية عريضة تنبني - أولاً وأخيراً - علي فكرة الإستقلال الوطني وتعمل علي دحر الإرهاب ، ودعم التنمية وتسويق البلد كبيئة صديقة للإستثمار ، وتعميق التغير المحسوس في مواقف بعض الدول من مصر مثل روسيا والصين وفرنسا وإيطاليا ، فضلاً عن دعم وحشد التحالف العربي وتعظيم القواسم والمشتركات بين أعضائه. وأوضح أن السفر - بحيوية - إلي تلك المقاصد ليس هو المحك في الحكم علي أداء وزير الخارجية ، ولكنه التحرك علي أساس أجندة واضحة نحقق تقدماً في بنودها بنحو قياسي ، فالوزير لا يتحرك بنفسه إلا بوجود ضرورة لذلك ، والمسئولون الذين يستقبلونه - حول العالم - لا يضيعون دقيقة أو ثانية ليس لها ضرورة ، وقد نجح الوزير سامح في خلق تلك الضرورة. ومن جانبه قال الكاتب فهمي عنبة رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية" إن الأحداث تتداعي بسرعة من حولنا وأصبحت المنطقة على صفيح ساخن والإرهاب يحاصر العالم شرقا وغربا ولابد من تكاتف كافة الدول أمام هذا الخطر الذي يهدد الجميع. وأكد أنه لم يعد أمام الدول العربية سوى التضامن والعمل المشترك للوقوف أمام الهجمة الشرسة لتقسيم المنطقة وتفتيتها ولابد من الوقوف صفا واحدا لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تتعرض لها الأمة من المحيط إلي الخليج. وأشار إلى أن دول الشرق الأوسط تحتاج إلى العمل معا لصد هجمات المنظمات الإرهابية سواء التي تقوم بها "داعش" في العراق وسوريا وليبيا أو "القاعدة" في اليمن وفجر ليبيا وأنصار بيت المقدس وغيرها والتي لا يمكن مواجهتها إلا بالتعاون المشترك أمنيا وعسكريا واستخباراتيا. وقال إنه لا يوجد وقت عند العرب لإضاعته في المشاحنات.. ولا تملك دول الشرق الأوسط ترف تبادل الاتهامات فعلي الجميع التغاضي عن الخلافات ووقف الحملات الإعلامية التي تزيد من هوة الخلاف فالخطر أصبح داخل البيت العربي والإسلامي فلنترك كل شيء ونتفرغ لمواجهته وبعدها قد يأتي وقت الحساب والمراجعة والعتاب والمعاقبة. وأكد أنه يوجد حكماء يمكن الاعتماد عليهم للقيام بهذه المهمة والعمل على تقريب وجهات النظر وجمع الفرقاء واحتواء الشاردين وتهدئة النفوس حتى تصفي النفوس ويتم تغليب الصالح العام ووقف كافة الممارسات والأفعال والأقوال التي تؤدي إلى إشعال نيران الفتنة بين الدول الشقيقة والصديقة. وقال إن مصر الكبيرة هي المنوط بها دائما جمع شمل العرب والمسلمين عليها أن تسعي لاحتواء قطر وتركيا وإيران ومصر بعد 30 يونيو، كما عادت لدول الخليج واستعادت دورها العالمي ننتظر منها الكثير لإنقاذ المنطقة من مخططات التقسيم والتفتيت. وأكد أننا لن نتجاوز الحقيقة إذا قلنا إنه ليس أمام دول المنطقة الفرصة للخصام لأن الإرهابيين لن يمنحونا الوقت حتى للخلاف ولن يوقفوا هجماتهم وتدميرهم لبلادنا ولا يوجد أمام العرب والمسلمين سوي التصالح والتسامح والتضامن والاتحاد قبل فوات الأوان.