"الإبداع هو العمل الوحيد الذي يفسده التخطيط".. كان هذا مبدأ عمل به قبل أن يقوله للناس، لم يهتم بالمنصب قدر اهتمامه بالحرية والأفكار، فكان فتحي غانم كاشفًا للكثير من الضعف الإنساني الذي أثّر على مصير الكثيرين قبل أصحابه، كما أظهر الحب كنقطة قوة استخدمها البعض لأغراضه. ولد الأديب والكاتب والصحفي محمد فتحي غانم في الرابع والعشرين من فبراير عام 1924، لأسرة عادية، تخرج في كلية الحقوق جامعة فؤاد الأول، والتي أصبحت جامعة القاهرة، عام 1944، ليبدأ العمل بالصحافة في وكالة أنباء الشرق الأوسط، مجلة روز اليوسف، ودار التحرير. "نجح التليفزيون في تعريف الناس باسمي، أما فكري.. فلست مُتأكدًا من ذلك".. يُعدّ غانم واحدًا من أهم كتاب الرواية العربية، فاشتهرت روائعه "ست الحسن والجمال"، "تجربة حب"، "زينب والعرش"، و"الرجل الذي فقد ظله"، وحصل على العديد من الجوائز المصرية والعربية، وتحولت بعض رواياته إلى أفلام سينمائية، ومسلسلات تليفزيونية ناجحة، فكان شاهدًا على عصره وتحولاته، راصدًا لأحوال الصحافة المصرية وما أصابها من تغيير وصراعات. "الأدب يرتبط بالسياسة والاجتماع والجريمة، ولا بدّ من مُشاركة الأدب في صياغة الفكر السياسي".. تعرض غانم لمضايقات كثيرة، قيل أن السبب وراءها كان الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، لأنه استوحى منه شخصية يوسف عبدالحميد السويسي بطل روايته "الرجل الذي فقد ظله"، كما أن رواية "الرجل الذي فقد ظله" التي تم نشرها عام 1962 تم حذف 250 صفحة منها، ورواية "تلك الأيام"، التي نُشرت في مجلة "صباح الخير" عام 1963 وتم نشرها عام 1966 تم حذف 130 صفحة منها لأسباب غير معلومة. تعرض غانم كذلك للظلم الأدبي، حيث لم يكتب عنه كثيرون كما يستحق، رغم أن نجيب محفوظ، وهو الاسم الأشهر في عالم الرواية العربية طالما أشاد به، وأثنى على أعماله، وقال عنه "إنه لم يأخذ حقه"، وكانت سيطرة الأقلام اليسارية على الساحة الثقافية سبب في ظلم غانم، بسبب احتفائها بأقلام أقل منه بسبب ميولها اليسارية. وفي الثاني من فبراير عام 1999، لقي غانم ربه عن عمر يناهز الخامسة والسبعين، تاركًا لتاريخ الإبداع المصري روائع لا تُنسى.