قال الدكتور جابر جاد نصار، رئيس جامعة القاهرة، إن ما تعاني منه المدن ناتج عما يعانى منه الريف من خلال تصدير مشاكل جوهرية سواء بما يتعلق بنشأة العشوائيات أو الإشكاليات الاجتماعية والسياسية الناتجة عن عدم تنمية ريف مصر، مؤكدًا أنه لا بد من الاهتمام بالريف وليس فقط بتوصيف المشكلات أو الحديث عنها وإنما بوضع خريطة لإنقاذ ريف مصر، ولا بد أن ندرس كيفية تغير أنماط الاستهلاك والإنتاج والتفكير لدى أهل الريف في مصر. وأضاف نصار، خلال كلمته في المؤتمر القومي الذي ينظمه مركز بحوث التنمية الريفية بكلية الزراعة جامعة القاهرة تحت عنوان "تنمية ريف مصر في إطار سياق مؤسسى جديد: بين الواقع والمأمول"، اليوم الاثنين، قائلًا: "إنه منذ عدة سنوات كان الذي يشترى الخبز من المطعم أو المخبر كان يعاير ويقوم بتخبئته عند شرائه، أما اليوم بعد صلاة الفجر يقف الفلاحون أمام المخابز بالطوابير". وتابع رئيس جامعة القاهرة، أن هذا نوع من التغير في أنماط الاستهلاك جعل الريف عبئًا على الدولة والمجتمع وليس منتجًا، حيث يكون الأمر موصولًا بالثقافة التي تأصلت في أذهان الكثير من المثقفين من احتكار المهن الزراعية والنظرة الدونية لها مما أدى لهروب الأجيال الشابة من العمل في الإنتاج الزراعى على الرغم من الثقافة الدينية والتاريخية التي ترفع من قيمة هذا العمل باعتباره عملًا منتجًا.