تشتهر محافظة الإسماعيلية بزراعة اجود انواع المانجو، حيث تضم مساحات شاسعة من الاراضي الزراعية الخصبة التي تنتج المانجو الاسماعيلاوي، ومن اشهر انواع المانجو العويس، السكري الممتاز، السكري الأبيض، الزبدة، خد الجميل، فص عويس، وهناك أنواع أخرى من المانجو مثل البربرى والعزيز وقلب الطور الدبيش. وأهم ما يلفت النظر ويؤكد ارتباط المانجو بحياة المزارعين، أن الكثير منهم يحددون مناسباتهم الاجتماعية، خاصة إقامة حفلات زواج أبنائهم وفقا لإنتاج المحصول، وتتزين ميادين المدينة وواجهات بناياتها ومحالها التجارية باللون الأصفر "لون المانجو"، حتى أن فريق "الإسماعيلي" لكرة القدم تحمل فانلته اللون الأصفر، كما تجمع تجار ومزارعي المانجو صداقات شخصية بالكثير من نجوم المجتمع المصري بفضل المانجو، حيث يكونون على موعد سنوي معهم لشراء المانجو في "المدينة الصفراء". وتتركز زراعة المانجو بمصر في محافظاتالإسماعيلية بنحو 33904 أفدنة لأن العوامل المناخية مناسبة لزراعة المانجو في أغلب محافظات الجمهورية، وتنجح زراعتها في أنواع متباينة من الأراضى وتحقق دخلا وفيرا للمزارع مقارنة بكثير من الفواكه الأخرى. وفي السنوات الأخيرة تعرضت اراضي المانجو للحرق والتلف بسبب الصقيع والذي كبد أصحابها خسائر فادحة، وذلك بعد أن تحولت أشجار المانجو إلى ما يشبه "خيال المآتة" بصورة لم تشهدها الإسماعيلية من قبل وهو ما أدى إلى تراجع الإنتاج خلال العامين التاليين وارتفاع مديونيات الفلاحين لدى البنوك، محذرين من وقوع كارثة جديدة تهدد مستقبل زراعة المانجو في مصر. وأكد المزارعون أن الصقيع لا يؤثر على الأراضي المتشبعة بالماء، ولكن هذه المرحلة من زراعة المانجو تتطلب وقف الري لضمان طرح المحصول في مواعيده ليتميز بجودة عالية وإنتاج وفير، وأشاروا إلى أن بعض المزارعين يلجئون إلى إشعال النيران في إطارات السيارات لتدفئة التربة والبعض الآخر يلجأ إلى رش الأشجار بالكبريت لتدفئة الأشجار والبراعم الجديدة التي تستعد للإنبات خوفا من الصقيع، وطالب الفلاحون بضرورة التأمين على أراضيهم ضد الكوارث الطبيعية وخاصة المانجو باعتباره المحصول الرئيسي بالمحافظة وإنشاء نقابة للفلاحين للدفاع عن مصالحهم وإعفائهم من ديون بنك الائتمان الزراعى وتشجيعهم على الإنتاج باعتبار أن الزراعة مصدر دخل ثابت لمئات الأسر وإحدى الموارد المهمة للدولة. كما يعاني مزارعو المانجو بالإسماعيلية من مشاكل الديون والأسمدة والمبيدات والجمعيات الزراعية وبنك التنمية والإئتمان الزراعى، وغلق المساقى لمدة 8 أيام مقابل فتحها 4 أيام فقط والذي يعرض نحو 1200 فدان مزروعة بالمانجو للبوار نظرًا لارتفاع درجة الحرارة، وطالب المزارعون بإعفائهم من ديون بنك الائتمان الزراعى وتشجيعهم على الإنتاج باعتبار أن الزراعة مصدر دخل ثابت لمئات الأسر وإحدى الموارد المهمة للدولة. ويقول المزارعون: إن محصول المانجو هذا العام وفير وجودته متوسطة مقارنة بالمواسم الماضية، نظرا للعوامل الجوية التي شهدتها الإسماعيلية وندرة حصة الأراضي من مياه الري، مؤكدين أن الأراضى في الإسماعيلية رملية لا تحتاج إلى أسمدة اليوريا التي تصرف من الجمعيات الزراعية لأنها سريعة الذوبان ولا يقبل عليها المزارعين وتؤدى إلى سقوط الأزهار، وتتطلب المانجو كميات وفيرة من المياه في الوقت الذي توفر مديرية الري المياه كل 8 أيام لمحصول المانجو، وطالب المزارعون بزيادة كميات النترات ونوبات الرى لتصل إلى 7 أيام أسبوعيا لطبيعية الأرض الرملية. وعلى مشارف محافظة الإسماعيلية تجدها تطل عليك حدائق المانجو وتتنوع إيقاعاتها، وتخطف حواسك وشهيتك، فبمجرد أن تقطع مسافة 140 كيلومترًا شرق القاهرة باتجاه قناة السويس، أنت على موعد مع رائحة المانجو الزكية، تفوح من بين الغصون والأشجار التي طوقت مدينة الإسماعيلية طولا وعرضًا، وأصبحت مشهدا مألوفا للمارة على جانبى الطرق المؤدية إليها بعد أن تدلت منها ثمار "المانجو الإسماعيلاوى" التي تعد أفخر أنواع المانجو المزروعة في مصر.