أفاد مراسل الجزيرة في ليبيا بأن الثوار الليبيين سيطروا على مدينة زلة القريبة من مدينة الجفرة المعقل الرئيسي لكتائب العقيد معمر القذافي في جنوبي ليبيا، كما تتواصل المعارك في مدن بني وليد وسبها وسرت بين الثوار وكتائب القذافي. وقد تمكن الثوار من إحكام السيطرة على مداخل عدة لهذه المدن، استعدادا لحسم المعارك فيها. ففي سرت، جدد الثوار حملتهم على مسقط رأس القذافي بعد أن أحرزوا تقدما يوم السبت، وأحكموا سيطرتهم على بلدة الهراوة الواقعة على بعد ستين كيلومترا إلى الشرق من سرت. وأطلق الثوار صواريخ من المدخل الجنوبي لمدينة سرت اليوم وتبادلوا إطلاق النار مع قوات موالية للقذافي تتحصن في مركز للمؤتمرات. وقال محمد عبد الله وهو من الثوار على أطراف المدينة الساحلية "الوضع خطير جدا جدا"، وتابع "هناك الكثير من القناصة وكل أنواع الأسلحة التي يمكن تخيلها". وقال طبيب في مستشفى ميداني أقيم في محطة للوقود على المشارف الغربية لمدينة سرت إن 16 من الثوار وسائق سيارة إسعاف قتلوا أمس كما أنه استقبل 62 مصابا، لكنه لم يذكر وجود قتلى أو جرحى في هذا اليوم. وقال ثوار عائدون من العمليات الدائرة في سرت وبني وليد إن المقاتلين الموالين للقذافي أبدوا مقاومة شديدة، واستخدموا الصواريخ والقذائف والمدفعية الثقيلة. وقال سالم جحا قائد قوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي في مدينة مصراتة إن مطار سرت بات تحت سيطرة مقاتليه تماما منذ مساء الجمعة الماضي. وأضاف جحا -في تصريحات لهيئة الاذاعة البريطانية الأحد- "إننا نركز الآن على مجموعة من مباني المدينة وضواحيها، لا سيما في وادي أبو هادي وبعض المناطق الأخرى التي لا تزال تشهد مقاومة حيث تتجمع قوات القذافي". مدنيون يهربون وفي الأثناء، تقدمت عشرات السيارات والشاحنات التابعة لمدنيين اليوم للخروج من المدينة، وتحدث سكان عن انقطاع في إمدادات المياه والكهرباء وسط معارك تندلع في الشوارع، وقالوا إن "قوات القذافي تجوب شوارع وسط المدينة مما أحال حياتهم إلى جحيم". وقال طاهر المنسلي (33 عاما) وهو أحد السكان عندما كان الثوار يفتشون سيارته عند نقطة تفتيش "الوضع سيئ للغاية. الناس يعيشون في رعب". وأضاف "قوات القذافي تحاول إقناع الناس بأن الثوار مجرمون وأنه لا بد من قتلهم حتى إذا لم تكن تصدق هذا فلا بد أن تظهر أنك مقتنع". بني وليد أما في مدينة بني وليد -التي تبعد 170 كلم جنوب شرق طرابلس- فتحدث مراسلون لرويترز عن انفجارات قوية ونيران أسلحة آلية تهز المدينة بفعل قصف الثوار مقابل قصف تقوم به القوات الموالية للقذافي للمواقع التي يسيطر عليها الثوار من المدينة. وقال القائد الميداني للثوار عبد السلام قنونة عند البوابة الشمالية لبني وليد إن الثوار خاضوا معارك طول الليل، وإنهم حاصروا المدينة من كل الجوانب على مدى أربعين كيلومترا. وأضاف "إنها معركة كبيرة" وذلك في الوقت الذي كان فيه مقاتلوه يحتمون وراء الأسوار والسيارات من القصف المكثف الذي يستهدفهم من جهة المدينة. وقال جمال الغرياني (50 سنة) الذي عمل لسنوات في جيش القذافي قبل الانحياز للثوار "نحتاج إلى تنظيم أنفسنا بشكل أفضل لأننا لسنا منظمين الآن". ومضى قائلا "لتحرير بني وليد لا بد أولا من استمرار القصف المكثف ثم يعقبه دخول المشاة كما يحدث في أي مكان آخر. حاليا الوضع ليس فوضويا تماما، لكن الكثير من مقاتلينا لا خبرة لهم، لذلك فالعملية ليست بهذه السهولة". مسألة وقت وكان المتحدث العسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي أحمد باني قد قال في مؤتمر صحفي في طرابلس السبت إن حسم السيطرة على بقية المدن الليبية بات مسألة وقت وخلال أيام قليلة قادمة، على حد تعبيره. وتمنى باني أن يكون القذافي في إحدى المناطق التي يخوض الثوار الحرب فيها "ليقبضوا عليه ويخلصوا العالم من شروره". وبخصوص مدينة سبها -معقل قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها معمر القذافي وتبعد 750 كيلومترا جنوب العاصمة طرابلس- أوضح باني أنه "عندما يرى المؤيدون والمرتزقة والمأجورون للقذافي في سبها سقوط النظام في بني وليد وسرت فسيكون لديهم رأي آخر". وأعلن متحدث باسم المجلس الوطني أن القوات المناهضة للقذافي سيطرت السبت على بلدة براك بينما كانت تتقدم نحو بلدة سبها وهي من معاقل القذافي.