أكدت مصادر رسمية مصرية أمس الثلاثاء أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان سيزور القاهرة الأسبوع القادم لبحث التنسيق السياسي والعلاقات الاقتصادية، وهي الزيارة التي تثير قلق "إسرائيل" التي تشهد علاقتها بأنقرة تدهورًا حادًّا. وصرح محمد حجازي المتحدث باسم رئيس الوزراء المصري إن أردوغان سيصل إلى مصر يوم 12 سبتمبر وسيغادرها يوم 14 سبتمبر. وأضاف المتحدث: "توجد بضعة اتفاقات سيتم التوقيع عليها"، مشيرًا إلى أن الجانبين سيبحثان التنسيق السياسي والعلاقات الاقتصادية. وسيجتمع أردوغان خلال الزيارة مع المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الذي يدير شؤون مصر حاليا ورئيس الوزراء عصام شرف ومسؤولين وسياسيين آخرين. وتأتي زيارة أردوغان إلى مصر في وقت تشهد فيه علاقات أنقرة مع تل أبيب أزمة حادة بعد الإعلان عن التقرير الأممي بشأن الهجوم على السفينة التركية "مرمرة"، وما ترتب عليه من إعلان وزير الخارجية أحمد داود أوغلو تخفيض التمثيل الدبلوماسي بين تركيا و"إسرائيل" إلى درجة سكرتير ثان وتعليق كافة الاتفاقيات العسكرية. وفي وقت سابق ، أعلن أردوغان عن "تعليق كامل" للعلاقات العسكرية والتجارية مع "إسرائيل"، التي ترفض تقديم اعتذار عن قتل تسعة أتراك خلال مهاجمتها أسطول الحرية الذي كان متوجها بمساعدات إنسانية إلى قطاع غزة نهاية مايو 2010. وتحدثت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية بقلق عن زيارة أردوغان لمصر، مشيرة إلى أن مصدر القلق "الإسرائيلي" هو احتمال تأسيس تحالف إستراتيجي ضد "إسرائيل". ورجحت وكالة رويترز لدى نقلها خبر زيارة أردوغان لمصر أن "تلقى الرحلة متابعة عن كثب من جانب إسرائيل التي شهدت علاقاتها مع البلدين تدهورا حادا". وهددت مصر التي ترتبط بمعاهدة سلام مع "إسرائيل" بسحب سفيرها في خلاف بشأن مقتل خمسة من عناصر الأمن المصري برصاص "إسرائيلي" على الحدود الشهر الماضي أثناء ملاحقة القوات "الإسرائيلية" لمسلحين قتلوا ثمانية "إسرائيليين". وكان وزير خارجية تركيا قد أعلن الأسبوع الماضي عزم أنقرة نقل ملف الهجوم "الإسرائيلي" على أسطول الحرية وحصار غزة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية. كما دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الدول العربية إلى دعم التوجه التركي في مواجهة "إسرائيل".