على الرغم انى غير مؤيد لفكرة الحشد الجماهيري التي تتبناها القوى السياسية، وانها تزيد الانقسام، وتؤدى إلى ما يشبه الحرب الخفية والانتقام، كل من الآخر، وعلى الرغم انى مؤمن تماماً أن ما يحدث الآن هو صراعات نخبة بالدرجة الأولى، قبل أن يكون صراع تيارات سياسية شعبية تؤمن بفكرة وتصارع من أجلها، وان اهتمامات الناس البسطاء لم تعكسها تلك الصراعات، وأن هناك قدر كبير من التخوين والعمالة المرتبط في أفكار كل طرف، واتهام كل بذلك من قبل الآخر، على الرغم من كل هذا، فان من اهم أسباب تلك الحالة هو عدم تحقيق نتائج على ارض الواقع تحقق رغبات ومطالب الناس البسطاء، مما دفع بالرئاسة إلى إجراءات حاسمة تحقق بعض تلك المطالب، وتعيد الثقة بين الرئيس والشعب، كما أنه ليس خافياً أن بعض النخبة السياسية تكمن كراهية سياسية وليس معارضة سياسية للرئيس والمؤيدين له، وأن حل تلك العقدة المركبة والاحتشاد للأفكار لا يزال تحتاج لكثير من الوقت لحلها، لأننا أمام قوة شعبية تتمركز حول الرئيس غالبة ومسيطرة وموجودة على الأرض، وقوى تحاول بالشعارات والإعلام والأموال واتباع النظام السابق أن تخلق لها مكاناً معارضاً، املاً في تحقيق طموحات بعض الشخصيات التي ترى أن نجاح الرئيس وزيادة شعبيته تحقق خسارة لها، وهزيمة قد تقضى على أحلامها بعد الثورة في الوصول إلى السلطة، ولعل من يهدم مصر الآن هم الغربان الذين يشكلون جبهة معارضة لغالبية آراء المصريين، والمتمثلين في الفاسدين والراغبين في عدم التغيير من القضاة والصحفيين والإعلاميين بقيادة شخصيات سياسية ممولة من عدة جهات حقيقة وتستخدم كل الوسائل سواء الاستعانة بالخارج، أو استخدام الشباب دون العشرين عاماً في إحداث شغب، ولا يستطيع احد أن ينكر أن هناك تمويل لتلك الحملة من الداخل والخارج، فهناك دولاً عربية بجانب إسرائيل لا ترغب في استقرار مصر، ولديها استعداد للمساعدة في بقاء تلك الحالة بكل ما تملك من أموال ومخططات ونشر إعلام مضاد، والحقيقة بحثت عن غراب ابيض وسط تلك الغرباء، لعله يكون معارضاً منصفاً، ينتقد ويبنى رؤيته على أسباب مقنعة أو يطرح رؤية بديلة أو حلولاً فلم اجد، فاجتمعت تلك الغربان على تحقيق هدف واحد، هو إسقاط الدولة المصرية، ومما نتج تلك الرؤية أن المؤيدين لقرارات الرئيس لا يزالون اكثر حرصا على استقرار مصر، واكثر خوفا على تماسكها، ويبعدون بكل الطرق عن التصادم، إلا أن الجميع ينظر إلى السماء، ليهدي الله الراغبين في نشر الخوف والرعب لدى المواطنين وأن مصر تتجه نحو الحرب الأهلية، وهذا بعيد عن الواقع، ولا يمكن أن يحدث، وأسباب ذلك تكمن في أن معظم المعارضة المصرية الحالية تكمن في النخب القديمة المرتبطة مباشرة أو كونها النظام السابق، وتستغل الأحداث، لكن ببعض الوقت سنفض المؤيدين لهم بعد عدم تحقيق أهدافها المغرضة، ونفاذ أموالها، وحرق إعلامها السيء المدمر، فهل سنعثر على غراب ابيض في تلك الأحداث من المعارضة المصرية ؟ د.سرحان سليمان [email protected]