" من حق أي معارضة أن تعارض سياسات الحزب الحاكم بكل قوة، لكن عليها الانتظار حتى الانتخابات القادمة حيث يفصل الشعب بين المعارضة والحزب الحاكم من خلال صناديق الاقتراع ، أما أن تحاول المعارضة الانقلاب على الحزب الحاكم كما تفعل المعارضة المصرية الآن، فهذا ليس فعلاً معارضاً بقدر ما هو محاولة انقلابية مفضوحة " .. هذا كان رأى الدكتور فيصل القاسم فى الممارسات الأخيرة للمعارضة المصرية. فلقد عادت قوى الشر واستجمعت قواها وبدلت جلودها والتفت على الشارع المصرى كالحيات والثعابين من جديد ، وجذبت بإعلامها المضل الفاسد من يطلق عليهم مجازا النخبة السياسية والمجتمعية ، فكانوا كسحرة فرعون يسحرون الناس على شاشاتها ، وحشدت حولها بأموالها وملياراتها البلطجية والراقصات والداعرات والفاسدين المفسدين من كل حدب وصوب ، يتزعمهم بعض من مرشحى الرئاسة السابقين الذين لا يسعون للاستقرار والقوى الشيوعية والصوفية ، والحشود الكنسية . .. فجميعهم قد عجزوا ونالهم الفشل فى الحصول على ثقة الشعب المصرى فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية الماضية. والأمر المشين ومن غير اللائق بالمرة فى حق القوى السياسية التى تعتبر نفسها ثورية ، والتى كانت كالشيطان الأخرس حينما أصدر المجلس العسكرى إعلانا دستورياً قبل إعلان نتيجة الفائز برئاسة الجمهورية بساعات ، أن تضع أيديها فى أيدى الظالمين قتلة الثوار من فلول الحزب الوطنى المنحل وتتحالف معهم فى مظاهرات مغرضة ، للإعتراض علي قرارات الدكتور محمد مرسى وضد الإعلان الدستوري الذي أصدره رئيس الجمهورية يوم الخميس 22 نوفمبر 2012 . والذى جاء كخطوة أولى لبداية التطهير ، ووفاء من الرئيس بتعهداته للقوى الوطنية والثورية ، وفى سبيل المحافظة على مكتسبات الثورة ، والتي كان أبرز ما فيها عزل النائب العام المستشار عبد المجيد محمود وتعين نائبًا جديدًا هو المستشار طلعت إبراهيم ، وإعادة محاكمة أركان نظام مبارك وقتلة الثوار وتعويض مصابي وشهداء الثورة، ورد الأموال المنهوبة ، مع تحصين مجلس الشورى والجمعية التأسيسية للدستور من الحل ، وتحصين قرارات رئيس الجمهورية من الطعن عليها مؤقتا لحين إنهاء الدستور الجديد خلال شهرين. حيث يرى المنصفيين والوطنيين هذه القرارت بأنها المخرج الوحيد لإسقاط دولة الفساد المتحصنة بالقضاء العاجز ، وبمثابة الدرع الواقى لحماية مصر وضرورة ملحة فى حالة الفراغ الدستوري والمؤسساتي والسياسي التي تعيشها ، فلن تكتمل الثورة ولن نتمكن من البدأ في بناء مصر الجديدة إلا بعد صياغة دستور جديد وإعادة بناء مؤسسات الدولة وإجراء الانتخابات. وعلى هذا فأن هذه القرارت ليست إساءة استخدام للسلطة من قبل الرئيس كما تزعم بعض القوى التى تدعي أنها مدنية ، وهي تتحالف مع فلول النظام السابق ضد الرئيس وقرارته ، خاصة وأن هذه الصلاحيات مؤقتة وليست دائمة طوال فترة الرئيس ، بل هى وعلى العكس تمهد لواقع سياسى ودستورى صحى يكون لكل المؤسسات فيه استقلالها ودورها الفعال. وجميع تلك القرارات مطالب ثورية ، لطالما نادت بها القوى الشعبية .. فعجبا لمن يطلبون بها بالأمس ، وحينما تأتى لهم من قبل رئيس شرعى منتخب يرفضونها ويقفون ضدها..ويطالبون بإسقاط رئيس حصل على غالبية أصوات الشعب. لقد ارتكبت تلك القوى جرماً وتخريباً فى حق البلاد وعاثوا فيها فساداً ، ودنسوا ميدان التحرير الطاهر الذكى بدماء الشهداء ، وسمحو لفلول الحزب الوطنى المنحل والراقصات وقتلة الثوار أن يدوسوا بأقدامهم النتنة على أشلاء وحجارة ميدان الشهداء (التحرير ) ، لقد جعلوا منه ماخورا وقلبوه سيركاً .. الدخول بتذاكر ..والنخبة بدعوات .. وأهلا.. ومرحبا.. بالمتحرشين والداعرات. ولا عزاء للذكريات الوطنية النبيلة لمن ضحو بأرواحهم ونزفت جراحهم فداء للوطن على أرصفت الميدان والممرات . فضلاً عن تقسيم تلك النكبة (النخبة سابقا ) الشعب المصرى وشطروه لفريقين ، وحرضوا الجماهير والبلطجية المأجورين على التخريب والحرق و الإعتداء علي مقرات الحرية و العدالة و الإخوان المسلمين في محافظات عديدة ، وإشعالوا النيران بها وبمكتب الجزيرة الإعلامى وبمدرسة الليسية ، والداخلية ، وقذفوهم بالحجارة وزجاجات الملوتوف الحارقة كاستعراضاً منهم للقوة. تلك أفعال وممارسات النكبة السياسية: فعندما يصبح صاحب السيجار وزير خارجية نظام المخلوع مبارك .. ثورياً...!! وعندما يصبح زعيم الهلوكوست الملهم مفجر الثورة" التويتارية " المرضى عنه أمريكياً.. وطنياً ...!! وعندما يصبح الناصرى عاشق الرئاسة قدوته القذافى والمؤيد لنظام بشار المجرم ..مناضلاً...!! وعندما يصبح مغيب العدالة ومحب النائب العام المخلوع والمحسوبية رمزاً .. للشجاعة ...ً!! وعندما تصبح القاضية حبيبة سوزان وصديقتها الشخصية ومستشارة العسكرى رمزاً ... للاستقلال..!! وعندما يصبح الرافضون والمنسحبون من اللجنة التأسيسية وكارهى التيار الإسلامي ومناهضى الشريعة الإسلامية رمزا ..للنواحى التوافقية والحقوقية...! فلا تستغرب فتلك هى قوى المعارضة المصرية ، وهؤلاء هم المناهضين للإعلان الدستورى وقرارت الرئيس المنتخب . ، وأعلم بأن الرئيس على الحق .. وقد وضع يده فى عش الدبابير ، لذلك فهم يحاربونه ويقفون أمامه بشدة ، ويحشدون ضد القرار بكل ما أوتوا من قوة ومن سبل ممكنه مستنصرين بحلفائهم خارجياُ وداخلياً. وعلى الشعب أن ينتفض ، و يدرك أن اللحظة الحاسمة أصبحت قاب قوسين أو أدنى ، وأن لا ينساق وراء هؤلاء ويتصدى لقوى الشر التى تدبر المكائد للوطن فى الخفاء والعلن ، فلقد خاض العلمانيون والليبراليون والمناهضون حرباً خاسرة منذ البداية وسيتحققون من اكتمال هزيمتهم شعبيا وجماهيريا بأذن الله ، في مليونية " قندهارية " مصرية حاشدة تقول لهم اليوم : " لا للأقلية المتآمرة ولا للاتجاهات المدمرة .. نعم للاستقرار نعم للشريعة والشرعية ". وهاهى الحشود والمسيرات تنهمر اليوم كالسيل وتدفق أضعاف مضاعفة فى أرجاء المدن والميادين المصرية فى مليونية " الشرعية والشريعة " لإعلان تأييدهم ودعمهم للشرعية وهوية الآمة ولرئيس الدولة المنتخب بإرادة شعبية ، لإغاظة المنافقين و الفاسقين ، ومطالبين باستكمال مسيرة التطهير و إزالة الفساد و ترسيخ العدل. وليعلم أرامل مبارك وحلفائهم من بائعى الثورة ، والمتاجرين بدماء الثوار حجمهم الحقيقى ، وبأن الشعب المصرى مع الشرعية ، وقادر على الحشد فى كافة ميادين الجمهورية بملايين البشر ، ليلقنونهم درساً قاسياً فى الوطنية ، بأن العبرة ليست فى أضواء التلفزيون والشاشات الفلولية وصفحات الجرائد ومليارات الجنيهات التى ينفقونها لحشد الشارع ، بل العبرة لقرار الشعب فى الصندوق. وتحية لكل من يعارض الرئيس لأجل المصلحة العليا للوطن وليس لأجل المعارضة فى حد ذاتها والمصلحة الشخصية... وكل التحية لرئيس بلادى الأبية .. من بنت مصر الثورية بشرى المرصفى [email protected]