كلما شاهدت النائب العام كلما تذكرت عهد مبارك بكل ظلمه وبطشه وجبروته..فقد كان أداة النظام البائد الأولى فى الفتك بالشعب وإذلاله..وكان الوسيلة الأساسية لمبارك والعادلى فى ترسيخ وتأصيل والحفاظ على الدولة البوليسية القمعية المجرمة. فكم من فاسد افسد وسرق ونهب مقدرات الشعب..ولم يتعرض له النائب العام..وكم من مواطن قدم بلاغات ضد وزارة الداخلية بتهمة التعذيب وهتك العرض..فتتحول تلك البلاغات فى النهاية إلى مجرد أرقام تعج بها كشوف النيابة العامة التى صرخت من الفساد والتواطئ. وكم من بذور مسرطنة ادخلها رجال مبارك وقتلت الشعب..والنائب العام متستر..وكم من أكياس دماء مسرطنة..تسرطن بها الشعب وقُتل..والنائب العام متواطئ..وكم من برئ سجن فى معتقلات مبارك دون محاكمة..والنائب العام متهاون..وكم من مجرم نال البراءة وهو قاتل للمتظاهرين السلميين فى ثورة يناير..والنائب العام يحميهم. لا استطيع فى مقال واحد أو ألف مقال أن أحصى جرائم ارتكبها وشارك فيها وتوطئ معها عبد المجيد محمود النائب العام او محامى الشعب الذى عينه الرئيس المخلوع حتى يقمع الشعب ويسحقه. وبالرغم من هذا كله يجب علينا بعد أن قامت الثورة أن نحترق ونقبل وجود هذا الرجل الفاسد دون إقالة أو محاكمة..بل الأسوء من ذلك أن تستمع إلى احد المتنطعين وهو يقول:" أن سيادة النائب العام قامة وقيمة لا يعزل ولا يقال".. وكأنه نبى مرسل وجب علينا أن نصلى عليه ونسلم. ليس مقبول بعد الثورة أن نسمح لأمثال عبد المجيد هذا والذين على شاكلته أن يتركون يفسدون فى الأرض بسبب موروثات مبارك التى وضعها حتى يخضع له الشعب. وحينما تحن الفرصة ويتحدى عبد المجيد محمود الشعب ويبرئ قتلة موقعة الجمل لعدم كفاية الأدلة التى هى مسؤوليته تجاه الشعب وتجاه اهالى الشهداء..ويقيله ويعزله مرسى..يقوم الداعرون ويرفضون الإقالة. مع انهم كانوا يتاجرون دوما بدماء الشهداء ويطالبون بإقالة النائب العام..ويدعون العسكر إلى اتخاذ قرارات ثورية من اجل هذا الغرض. فلما فعلها مرسى ثاروا وجاروا على حقوق الشهداء وطالبوا بعدم عزله..لمخالفته لقانون مبارك..وما حديثهم عن القرارات الثورية والعدالة الناجزة ودماء الشهداء إلا متاجرة بأوجاع الثكالى وأنات المصابين. ان هذه المعارضة الداعرة لا تختلف عن نائب عام مبارك والنظام البائد..فكلاهما اجتمعا على إيذاء الشعب وعلى كراهية الوطن. لن تسقط مصر فى براثن خونة الشهداء وسيكتب التاريخ يوما أن هؤلاء كانوا الثورة المضادة التى لفظها الشعب..وسيكتب التاريخ أيضا أن المصريين طهروا أنفسهم من الهوام الذين ادعوا الشرف والوطنية. [email protected]