نعلم جميعا أنه لولا قدر الله ومشيئته ثم دعم ملايين ساويرس وحزب المصريين الأحرار لما اكتمل نمو طفل الأنابيب في المعامل الإعلامية العلمانية ، وما رأي سقف مجلس الشعب . ولكن النائب (أبو خرطوش) لم يشأ أن يخيب ظن الست أمي فيه عندما قالت في حق أمثاله : « اللئيم دايما خصيم مالهوش نديم » . قضي النائب الفحل حاجته من ساويرس ومن الحزب ، حملوه بالفضائيات و بملايين الجنيهات علي أعناق المواطنين المصريين إلى مقعد المجلس وإلى مقعد النجومية الإعلامية والسياسية المزيفة . ولما تم له ما أراده منهم تنكرلهم ولأموالهم ولدعمهم وراح لسان حاله يردد : «إنما أوتيته علي علم عندي»،عند أول فرصة تنَكَّرلهم تنُكُّر اللئيم للئيم وبدأ يبحث عن لئام آخرين يمتطيهم لمآرب شخصية ذاتية أنانية أخري . أثبت فعلا أنه طفل وغير حر وأنه لا يحفظ الفضل لذوي الفضل؛ فمن شيم الأحرارحفظ الفضل لأهل الفضل وإن كانوا أهل فجر، وقد قيل : «اللهم لا تجعل لفاجرعلى فضل حتي لا أحبه» . ومن شيم الأحرار أنهم يحفظون العهد ويصونون الود ولا ينسون الفضل ،إلا أن الأحرار المزيفين بدوا أنهم غير الأحرار الحقيقيين فتسمّوا باسم غير اسمهم واتشحوا برسم غير رسمهم . لقد تحول اسم « المصريون الأحرار» بفضل جهود ساويرس والنائب الطفل وبعض قيادات الحزب إلى عنوان للسخرية والتندر لكونه اصبح يحمل دلالة غير ما تدل عليه الكلمات فلم يعد لا «مصريون » ولا «أحرار» . فالأحرار لا ينقضون العهود بمثل هذه الخفة ، ولا ينسون الفضل بمثل هذه السرعة ، ولا يدهسون الود بمثل هذا اللؤم ، وأيضا لا يطلبون تدخل الغرب للتخلص من الوطنيين الشرفاء. استقالة بالبريد الإلكتروني بعد منتصف الليل هي كل ما حصل عليه ساويرس و«المصريون الأحرار» من النائب الطفل . لقد انتهت مهمة ساويرس وانتهت مهمة الأحرار! وانقلب السحر على الساحر وارتد السهم المُسمّم الذي أنفق عليه ساويرس دم قلب المصريين لضرب التيار الإسلامي إلى نحره ونحر حزبه وسبحان من لا قبل لماكر بمكره . أدرك طفل الأنابيب أن حالة الاستياء الشديد من تصرفاته الصبيانية ونزعته الشخصية الذاتية تحت قبة البرلمان والتي سادت بين أعضاء وقيادات حزب المصريين الأحرار لن تسمح له بتحقيق طموحاته الشخصية لصدارة الحزب فمثله لا يري نفسه إلا أولا وغيره آخر . وأدرك بذكاء من يبحث عن مصالحه الشخصية أن الحزب سيء السمعة والإيديولوجيا ليس له مستقبل بين الأحزاب في مصر وأن الحزب ليس عند المصريين له من اسمه إلا رسمه كما قلت . ومادام هو الطفل غير مرغوب فيه من أعضاء الحزب ولن يكون له المكان الذي يريد ، ومادام مستقبل الحزب غير واضح المعالم ومهدد بالزوال ، فلا بأس من القفز منه الآن قبل الغد . ولا عزاء لرؤية أو رسالة أو حرية صدع بها القوم ومعهم طفلهم أدمغة المصريين طوال الفترة الماضية ؛ ففي لمح البصر تصاغرت رسالة الحزب إلى رسالة استقالة عبر البريد الإلكتروني ، وبأسلوب بالغ الدلالة على معادن الرجال الأحرار . طفل الأنابيب قفز من السفينة قبل أن يغرق هو داخلها وقبل أن تغرق السفينة في بحر الوطن ، إلا أنه لا يعلم أن قفزته هذه قد تكون سببا في تأكيد غرقه و نجاة السفينة . وعلي أية حال فإن أي حزب لديه الحد الأدني من الحس السياسي له أن يستبشر بنعمة التخلص من خبث أمثال هذا الخصيم اللئيم الذي ليس له نديم سوي هواه ومآربه الشخصية التي ستكون من أهم أسباب سقوطه في أية انتخابات برلمانية قادمة بإذن الله . الحرية هي الحل [email protected]