رغم ان كارلوس غصن الرئيس التنفيذي لشركة نيسان اليابانية للسيارات لم يتجاوز الحادية والخمسين من عمره فان حياته مليئة بالتحولات الكبري.. فهو مهندس التحول التاريخي في عالم السيارات الذي اعاد نيسان الي تحقيق الارباح بعد ان كانت علي وشك الافلاس.. وقد تم هذا الانجاز الذي تحقق لثاني اكبر شركة سيارات يابانية في اعقاب عمليات اعادة هيكلة تعرضت لها كل من شركة رينو الفرنسية للسيارات وشركة ميشلان عملاق صناعة الاطارات.. وبعد ايام وفي 29 ابريل سيبدأ كارلوس غصن عمله كرئيس تنفيذي لشركة رينو الي جانب عمله في نيسان اي انه سيكون اشبه بالرجل الذي يركب جوادين في سباق صناعة السيارات العالمية ومعروف ان القيمة السوقية لشركة رينو تناهز 53 مليار دولار وانها تملك 44% من شركة نيسان التي تبلغ قيمتها السوقية هي الاخري 70 مليار دولار. وتقول مجلة "بيزنس ويك" ان تحالف نيسان رينو يبيع سيارات اكثر من اي شركة في العالم عدا جنرال موتورز وتويوتا وفورد وان نصيبه من السوق العالمي للسيارات وصل الي 9.3% بعد ان كان 8.9% في عام 2000، ويقول ميخائيل راب خبير صناعة السيارات في اوبنهايم آندكو بفرانكفورت ان تحالف نيسان رينو هو التحالف الوحيد الذي يعمل بنجاح في مجال صناعة السيارات.. ومن المنتظر ان يدخل غصن بهذا التحالف مرحلة العمل الثابتة بتكثيف عمليات خفض التكاليف والبحث عن نصيب اكبر من السوق العالمي.. ولاشك ان ادارة شركتين كبيرتين لصناعة السيارات ليس مسألة سهلة والخشية ان يزدحم غصن بالعمل الي درجة تفقده ميزته الاساسية في التعامل السريع مع المعلومات المعقدة. وعموما هناك الكثير الذي يجب عمله فرينو كانت تعمل بنجاح تحت قيادة سلفه لويس شفايتزر.. وقد اصبحت واحدة من اكثر الشركات الاوروبية ربحية وبدأت تندفع الي العمل في الاسواق الناشئة وتزداد جودة سياراتها من حيث التصميم والامان.. ولكن شفايتزر ترك لغصن العديد من التحديات، فالشركات اليابانية والكورية تكثف هجومها علي السوق الاوروبي للسيارات وتدفع هوامش الربح فيه الي الانخفاض.. وفي العام الماضي رفعت تويوتا نصيبها من السوق الاوروبي الي 5.5% بعد ان كان 3.7% فقط عام 2000 وحتي شركة بيجو ستروين الفرنسية صارت ذات انتاجية اكبر من رينو، والاسوأ من ذلك هو تحالف تويوتا مع بيجو ستروين في مشروع مشترك بدأ في مارس انتاج 3 طرز من السيارات الميني في تشيكوسلوفاكيا ذات العمالة الرخيصة، ومن المؤكد ان تحويل تحالف رينو نيسان الي تحالف قادر علي مواجهة المنافسين سيفرض علي غصن تحسين الاداء في كل عمليات رينو ودعم التعاون بين امبراطوريتين متراميتي الاطراف.. وقد اعلن غصن انه لن تكون هناك مقدسات تعترض طريق تعظيم الاداء.. وقد تعهد غصن بتعظيم الجودة وتحسين كفاءة المصانع وتثبيت اوضاع قسم السيارات الكبيرة وتسريع خروج رينو الي العولمة ففي عام 2004 كانت انتاجية بيجو 24.3 سيارة لكل عامل مقابل 19.5 سيارة فقط لكل عامل في رينو ورغم ان رينو ليست في ازمة فهوامشها التي تتراوح ما بين 3 و5% يتعين ان تزيد الي نحو 6 و8% لكي تصمد في المنافسة العالمية.. وسوف يتعين علي غصن زيادة المبيعات مع خفض التكاليف بدعم التكامل بين نيسان ورينو في عملية الصناعة. وتقول "بيزنس ويك" ان نقل النموذج الياباني للجودة والكفاءة الي رينو سيكون ضروريا لتمكينها من اقتحام السوق الامريكي من جديد وهو حلم يقدر شفايتزر وغصن ان يتحقق في غضون عام 2010.. وتفتقر رينو حاليا الي موديلات مميزة تميزها في السوق الامريكي المزدحم ولكن المحللين يرون امكان امتلاكها هذه الموديلات بدعم التعاون مع نيسان موتورز. وفيما يخص الجواد الاصلي الذي يقوده غصن وهو شركة نيسان فان هوامشها البالغة 10% تجعلها اكثر الشركات ربحية في صناعة السيارات العالمية ولكن لديها نقاط ضعف هي الاخري.. ومن ذلك علي سبيل المثال شك المستثمرين في قوة ورسوخ ما ادخله غصن من تطوير علي ثقافة الشركة وفي قدرة هذه الثقافة الجديدة علي النمو بعد ان يضطر غصن الي تقسيم وقته بين رينو ونيسان.. والمؤكد ان نيسان لم تعد تحتمل اي انتكاسات في الجودة لان ذلك سيعني حدوث اضطراب في التكامل بينها وبين رينو وهو تكامل يسير بثبات حتي الان.. ويتوقع ان ينتج التحالف كل سياراته علي 10 هياكل بحلول عام 2010 بعد ان كان ينتجها علي 42 هيكلا وهذه العملية ستوفر لرينو هذا العام وحده نحو 518 مليون دولار وهذه الوفورات ستدفع للنجاح مشروع غصن لانتاج السيارات الشعبية لوجان التي لا يتجاوز سعرها 6500 دولار للواحدة ويتم انتاجها في مصانع رينو برومانيا وفي مصانع مشتركة بكل من الهند وروسيا وستكون هي السيارة التي تغزو بها رينو الاسواق الناشئة وتتوقع ان يصل حجم مبيعاتها الي مليون سيارة عام 2010.