سواح تصل نهاية مارس الحالي أول طائرة شارتر بريطانية الي مطار العلمين الجديد إيذانا بدخول الساحل الشمالي الي الخريطة السياحية المصرية. هذه البادرة قامت بها شركة "بل تورز" التي تستضيف أول فوج سياحي بفندق موفينبيك بقرية لاسياندا التي قامت الشركة بحجز 80 غرفة اسبوعيا به علي مدار العام مما يعني انها قامت بتسويق الموقع. ايطاليا بدورها وهي من اولي الدول الموردة للسياحة الي مصر ستقتحم المنطقة السياحية الجديدة بطائرة شارتر كل يوم اثنين ابتداء من 20/3/2005. ها هو إذًا مقصد جديد اضيف فعليا الي المقاصد السياحية المصرية ويتم تطويره وتسويقه حتي تنتهي هيئة التنمية السياحية من تنفيذ مخططها العام لمنطقة رأس الحكمة ورأس حواله ثم مرسي مطروح. والاتجاه لتنمية الساحل الشمالي الذي يعج بالقري السياحية والكتل الخرسانية الصماء كان فكرة صائبة لكي تدب الروح في المليارات التي انفقت علي هذا الساحل وركدت هذا الركود دون اي عائد أو فاقد منها ولانجاز هذا الهدف جاءت فكرة احياء واستنباط شكل جديد من اشكال السياحة في العالم هو "السكن الشخصي" وهذا النوع من السياحة امتازت به بعض الدول السياحة العظمي مثل اسبانيا وسويسرا وفرنسا وامريكا واليونان وكذلك مدينة مراكش المغربية. وتقول الاحصائيات السياحية الدولية ان 40% من سياح العالم يفضلون شراء بيت لهم في المنطقة السياحية التي يحبونها كما يضيف الخبراء ان تملك الشقق او الفيلات السياحية نمط سياحي غني يجمع بين التسويق المعماري والتسويق السياحي، فالطبيعي ان من يملك بيتا في منطقة يقضي فيها معظم اجازاته هو وعائلته مما يعني تكرار الزيارة. واسبانيا خير شاهد علي هذا فقد قامت ببيع 5.3 مليون وحدة سكنية ومن حسن الطالع ان اسبانيا التي تلعب علي نفس الوتر السياحي الذي نلعب عليه نحن وهو الشمس والبحر والجو قد كفت عن طرح هذا المنتج السياحي مما يفسح المجال امامنا لتنشيط منطقة الساحل الشمالي اقتصاديا وسياحيا. لكن هذا النوع من السياحة يحتاج الي تأهيل المنطقة لكي تساعد في عملية تسويق السكن الشخصي ولكي يرغب السياح في الشراء لابد ان نهتم باحياء المنطقة بسوق تجاري كبير علي مستوي عال، كما لابد من اقامة عدة مطاعم بدرجات مختلفة مع مقاه ومحال وجبات سريعة ومستشفي عالمي يراعي فيه كل التخصصات وتحديدا ما يخص رياضة الغوص مع الاحتفاظ بثقافة المنطقة وتشجيع البدو علي عرض اعمالهم اليدوية والحياتية واستغلالها سياحيا لمزيد من تثبيت خصوصية المنطقة حتي تظل موقعا سياحيا عالميا مثل الاندلس التي منعت اسبانيا بيع اي وحدة سكنية بها حفاظا علي تراثها اما مراكش فقد وضعت شروطا للبيع اولها الحفاظ علي خصوصية او طابع الوحدات السكنية وترميمها ومن يخالف يطبق عليه قانون الاخلاء فورا. أمر اضافي يكاد يكون الوجه الآخر لسياحة السكن الشخصي وهو سياحة المعاش وهذا ايضا منتج سياحي جديد فاكثر المشترين للسكن الشخصي هم اصحاب المعاشات وهم في حالة تحويل معاشهم يعيشون في احسن حال مع توافر الجو الصحي والماء والشمس. ان حجم الاستثمار في الوحدات السكنية المشتراة في العالم 20 مليار دولار سنويا لو حصلنا علي 1% منها فهذا هو الكنز السياحي الجديد في مصر.. فبيوت الاجازات كما قلنا يقوم عليها نوع جديد من السياحة واصحاب المعاشات واكثر الدول المرشحة لتقدم لنا هذا الكنز هي الدول الاسكندنافية وان كان التسويق سوف يتم في العالم كله. هناك منطقة اخري تعاني من تناقص السياح هي منطقة العين السخنة ورأس سدر والتي لا تستطيع شركات السياحة وضعها علي قائمة برامجها السياحية في العالم لانه لا يتوافر فيها شرط وجود عدد معين من الحجرات الفندقية وهي من 3500 حتي 5000. لكن في العين السخنة فيلات سياحية ممكن تسويقها من خلال الشقق الفندقية خاصة انه ليس من الاولويات الان فتح مطار في هذه المنطقة بل ان المنطقة لا تستدعي قيام مطار دولي بها او حتي محلي. ان هيئة التنمية السياحية قد قامت حتي الآن بانشاء 000.34 وحدة سكنية تم بيع 000.12 منها للمصريين ويتبقي 000.12 مطروحة للبيع وهناك تجربة ناجحة في "الجونا" التي قامت علي بيع بيوت الاجازات وأنشأت بجانبها مجتمعا كاملا من الخدمات مما سهل بيع الوحدات. ان استنباط انواع جديدة من السياحة مع تكثيف الدعاية لها يستدعي ان تستيقظ المحليات وتنشط لتأهيل منطقة الساحل الشمالي حتي السلوم في خطة محكمة سريعة لا تسير كعادتها كالسلحفاة انما تقفز لتوازي سرعة استجابة السياح في العالم حتي لا يخيب الأمل ونلطم الخدود.