"إننا اتينا بمن يعلموننا بدلا من الذهاب اليهم".. كلام لا يصدر إلا عن شخص شجاع وصادق.. وهذا الشخص كان الوزير الفريق احمد شفيق..". والحقيقة فإني أتابع باهتمام بالغ جميع الآراء التي قيلت ومازالت تنشر حول قرار وزير الطيران المدني الفريق احمد شفيق بالاستعانة بشركات المانية وفرنسية لإدارة المطارات المصرية.. بداية.. فإنني أؤيد تماما فكرة الاستعانة بأجانب في أي مجال يستفيد منه المصريون..! وبالذات في مجال الطيران والمطارات حيث ان له علاقة مباشرة ومتنامية مع العالم وشعوب العالم..! ثانيا أننا نستعين بالفعل بأجانب لمساعدتنا في مجالات تقل في الاهمية عن مجال الطيران المدني، ثم ما هو الفرق بين مهام الطيران المدني ومهام القوات المسلحة التي تفوقها في الاهمية فالقوات المسلحة لابد لها من الاستعانة بخبراء يتولون المساعدة في اعمال التدريب وتصنيع السلاح ويحدث ذلك في كل دول العالم.. إذن فلماذا الصراخ والنحيب علي فعل شجاع قام به وزير صريح مع نفسه وشعبه، أراد أن يساعد أبناء وطنه في الاحتكاك بخبراء في فنون علم إدارة المطارات ولمدة محدودة..؟!.. من الواضح ان الفريق احمد شفيق وزير الطيران المدني قد اختير لحقيبة الطيران وفي رأسه تخطيط شامل لتطوير هذا القطاع.. وجدير بالذكر ان الرجل بدأ في تنفيذ هذه الخطة التي لابد أن يكون قد عرضها علي القيادة السياسية بشكل متدرج ومنضبط.. ولعلنا نتذكر الخطوة الشجاعة التي أقدم عليها عندما قام بتحويل شركة مصر للطيران التي كانت مثل التكية الي شركة قابضة اما الذين عارضوا ذلك فكانوا هم الذين ينهبون من التكية إياها والتي لم يكن أحد يدري أرباحها من خسائرها أما الآن فقد تم وقف توزيع الأرباح والحوافز التي كانت توزع علي العاملين بشكل جماعي.. واقتصر توزيعها الآن علي المتميزين فقط وأصبح بقاء رؤساء الشركات التابعة للشركة القابضة مرهونا بنجاحهم في تحقيق الأهداف مع حرمان موظفيها من أية حوافز وكل شركة صارت تقوم بتوزيع ارباحها وحوافزها علي العاملين بها فقط طبقا لما تحققه من عائدات.. ومازلنا ايضا نذكر للوزير احمد شفيق قراره باغلاق محطات مصر للطيران التي لم تحقق الاهداف، بل كانت خاسرة ووقتها تعرض لانتقادات لاذعة من المستفيدين من تكية مصر للطيران..! إن التعليقات اللاذعة التي رفضت القرار الاخير بخصوص الاستعانة بالخبرات الاجنبية لادارة مطار القاهرة الدولي وخمسة من مطارات مصر الاخري تذكرنا بالتعليقات التي عارضت احمد شفيق عندما أعلن عن تنظيم قاعة كبار الزوار التي كانت صالة للتهريب والمنظرة وبوابة لدخول وخروج الراقصات والفنانين! إن الفريق أحمد شفيق كان حاسما ازاء تلك التعليقات عندما قال: حاسبونا بعد عام.. والشركة التي لا تتمكن من تحقيق أرباح لن تحصل علي مليم واحد.. لأننا نستهدف من ذلك زيادة أعداد القادمين الي مصر ورسوم الطائرات الهابطة والمغادرة، كما اننا لسنا الأوائل في تطبيق هذه السياسة، ونفي الوزير وجود تعارض بين وجود الشركات الاجنبية وتأمين حدود مصر، وقال نحن قادرون علي تأمين أنفسنا، كما ان الاجانب بعد احداث 11 سبتمبر اصبحوا يتشككون في الجميع ولديهم ضوابط اكثر صرامة.. وأن مصر للطيران لن تتوسع الا اذا تم بيع تذاكر طيرانها بأسماء شركات عالمية. إن إدارة المطارات اصبحت اليوم صناعة مهمة.. لأنها واحدة من أهم عناصر نجاح توافد السياح والتي صارت هي الاخري من أهم ايرادات الدولة من العملات الصعبة وكان لابد من مسايرة التطور العالمي الذي حققته هذه الصناعة، ومن هنا فإن الحصول علي الخبرات الاجنبية والتعلم منهم أصبح ضروريا.. ويجب ان يعرف الرافضون ان التعلم من الغير يحتاج الي اتفاقيات وعقود، لأن من يملك الخبرة لن يقدم خبرته مجانا أو لسواد عيون المصريين.. وقد اتفقت الشركة القابضة للمطارات مع شركة المانية لادارة مطار القاهرة لمدة ثماني سنوات وشركة فرنسية لادارة خمسة مطارات بشرم الشيخ والغردقة والاقصر وأسوان وأبو سمبل لمدة ست سنوات بموجب عقود واضحة ومحددة المدة. انني أري أن التعاقد مع شركات أوروبية يعد خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح ولا تعني بأي حال التشكيك في قدرة العمالة المصرية الوطنية علي الادارة والتخطيط، وإنما هي اضافة لسوق النقل الجوي.. وبتنفيذ هذا التعاقد مع وضع خطط تسويقية لسوق النقل الجوي للركاب والشحن الي القاهرة والعمل علي تطوير مطار القاهرة ليصبح مطارا محوريا، فسوف يحقق هدف تعظيم العائد من خلال التسويق الجيد وتحسين الخدمات ورفع كفاءة العمالة بالتدريب في الداخل والخارج وادخال التكنولوجيا المتقدمة للمطارات، مع العلم بأنه لن يكون هناك أي مساس بحقوق العاملين المصريين، ولا دخل للشركات الاجنبية بهؤلاء العاملين ولكن يمكنهم أن يعيدوا توزيع تلك العمالة بالشكل الذي يتناسب مع كفاءتهم..