طلب بنك القاهرة خلال الأيام الماضية من البنك المركزي السماح له بمد فترة العمل في بعض فروعه إلي الساعة الثامنة مساء بدلا من الساعة الخامسة بعد الظهر هذا الطلب اثار جدلا بين المصرفيين حول جدوي استمرار العمل إلي الساعة الثامنة مساء حيث أكد المعترضون علي ان حالة السوق لا تسمح باستمرار العمل إلي هذا الوقت المتأخر، علما ان مواصلة العمل سوف تكلف البنوك اعباء اضافية بسبب زيادة الاعباء المالية التي سوف تتحملها البنوك. وأشار آخرون إلي ان بنك القاهرة يهدف إلي جذب أكبر عدد من العملاء والاستفادة من العمالة الموجودة لديه. في نفس الوقت شكك البعض في نجاح هذه التجربة حيث أكدوا ان كل العملاء معتادين علي المواعيد الرسمية ومن الصعب تغير هذه المفاهيم لديهم. بداية تقول مني ياسين نائب رئيس بنك القاهرة ان هناك عدة أسباب وراء طلب مد العمل بالبنك منها تحقيق رغبات بعض العملاء الذين لا تسمح ظروفهم بالتوجه إلي الفروع خلال مواعيد العمل الرسمية وكذلك زيادة نصيب البنك من حجم التعامل في السوق المصرفية وذلك عن طريق اجتذاب عملاء جدد وتقديم خدمات جديدة غير متوافرة في بنوك اخري. وتضيف ان هذا الطلب لم يقدمه بنك القاهرة بصورة عشوائية بل تم تقديمه بعد عدة ابحاث لتؤكد أهمية استمرار العمل إلي الثامنة مساء حيث وجد البنك ان هناك بعض الدول المجاورة تطبق هذا النظام منها السعودية التي تعمل بنوكها في الصباح وفي المساء، كما ان بعض العملاء طالبوا البنك بفتح بعض الفروع إلي الساعة الثامنة لان ظروف عملهم تمنعهم من الذهاب إلي البنك في أوقات العمل المتعارف عليها. وأشارت إلي ان البنك يهدف من ذلك إلي استغلال العمالة الموجودة لديه وتوظيفها بشكل مناسب وذلك بتوفير نظام حساب آلي يتيح امكانية استخدامه لمدة 24 ساعة. وأكدت مني ياسين ان البنك لو تم السماح له بالعمل إلي الساعة الثامنة مساء لن يتحمل أي اعباء كما يعتقد البعض لانه سيتم توزيع العمالة بين مجموعتين كل مجموعة منها لها "الشفتات" الخاصة بها. بالإضافة إلي ان هذا النظام لا تعمل فيه كل الإدارات طوال اليوم فالفتح لن يطبق الا علي بعض الإدارات منها الحسابات الجارية والتوفير والايداع والسحب وصرف المعاشات والحوالات وبيع وتسويق البطاقات وكذلك بيع وتسويق الأوعية الادخارية وقروض موظفي الحكومة والقروض الصغيرة وكذلك بيع وشراء العملات الحرة. ورفضت مني ياسين القول بان السوق المصرفية ليست في حاجة إلي زيادة فترة العمل بها في ظل الكساد الذي تعاني منه وقالت ان طلب البنك جاء لتلبية رغبات بعض العملاء بالإضافة إلي اجتذاب عملاء جدد وتسويق وبيع منتجات من الممكن أن تؤدي إلي زيادة نشاط وارباح البنك. وأوضحت مني ياسين ان العملاء سوف يعتادون علي هذه الموعيد وكل البنوك من حقها ان تطلب مد العمل بها وليس بنك القاهرة وحده. وأشارت إلي ان البنك ينتظر رد المركزي علي هذا الطلب وبعده سيتم تحديد الفروع التي سيطبق فيها هذا النظام. ومن جانبه يقول أحمد مرتضي مدير فرع بنك مصر بالزمالك ان مد العمل إلي الساعة الثامنة لا يحقق أي فائدة لأي بنك بل علي العكس فهو يكلف البنك ويحمله اعباء تتمثل في زيادة اجور الموظفين وتأمين وتكاليف كهرباء وغيرها من التكاليف التي سوف تترتب علي مد العمل. ويضيف مد العمل الي الساعة الخامسة في بعض الفروع يكفي ولا يوجد أي مبرر لمد العمل إلي الساعة الثامنة. ويؤكد مرتضي ان البنوك من الممكن ان تستفيد من مد العمل إلي الساعة الثامنة إذا توافر لها شغل مناسب يعوض هذه التكاليف ولكن للأسف لا توجد أعمال يمكن ان تتم في هذا الوقت والعملاء غير معتادين علي ذلك وكل الاشخاص يعرفون ان عمل البنوك ينتهي الساعة الثانية وبعض الفروع ينتهي العمل فيها الساعة الخامسة. ويشير مرتضي إلي أن العمالة في بنوك القطاع العام ليست كبيرة كما يردد البعض اذ ان عددها يتناسب مع عدد الفروع المنتشرة في جميع انحاء الجمهورية. ويضيف ان حالة الركود التي تعاني منها الأسواق لا تتطلب مد العمل. وفي نفس الوقت توجد بعض الإدارات التي تبيع وتشتري العملة وتعمل حتي الساعة الثامنة وتؤدي الخدمة للعملاء. ويوضح مرتضي ان البنوك الخارجية لا تعمل إلي هذا الوقت لان أغلب التعاملات تتم عن طريق الانترنت والعملاء لا يذهبون إلي البنوك إلا في اضيق الحدود. ويقول يحيي سالم مدير بأحد البنوك العامة ان اتجاه احد البنك إلي مد فترة العمل الي الساعة الثامنة يرجع إلي شكوي بعض العملاء من ضيق فترة عمل البنوك خاصة من جانب أصحاب المصانع الذين يقومون بايداع اموالهم في البنوك خاصة ان اغلب اعمال رجال الأعمال تنتهي في وقت متأخر. ويضيف سالم ان حالة السوق الحالية لا تحتاج لهذا المد حيث لا يوجد ضغط علي البنوك يتطلب اضافة وقت زيادة لعملها. فاغلب صالات البنوك خالية طول اليوم ولكن هذا الاتجاه من البنوك إلي مد فترة العمل يرجع إلي عملية المنافسة حيث يقوم كل بنك بتقديم خدمة جديدة تختلف عن البنوك الاخري أي ان ذلك محاولة لتسويق الخدمات ليست أكثر. وبين سالم ان مد العمل لا يعني استغلال العمالة بشكل جيد بل علي العكس هذا المد يمثل ضغطا علي العملة ويضيف اعباء اضافية، والبنوك ليست في حاجة لها وهذه التكلفة تتمثل في ساعات العمل الاضافية التي يتكلفها البنك والتي لا تعود عليه بفائدة كبيرة يمكن ان تعوض هذه التكاليف. ويقول سيد حسن بإدارة الودائع بأحدفروع بنك المهندس ان مد فترة العمل إلي الساعة الثامنة ستضيف اعباء اضافية وذلك من خلال الأجور التي ترتفع والتي يتحملها البنك بالإضافة إلي الاعباء الإدارية التي تنتج عن ذلك والتي تحتاج إلي تأمين كبير. ويضيف ان مد فترة العمل يجب ان يكون في المواسم فقط وليس طوال العام وان يكون ذلك في بعض الفروع وليس كلها. ويشير حسن إلي ان فترات العمل في قطاع البنوك في الخارج لا تصل إلي هذه الحدود بالإضافة إلي ان يوم الجمعة نصف يوم والسبت والاحد اجازة. ويضيف ان عملية مد فترة العمل في بعض الفروع يحتاج إلي دراسة لمعرفة أي الفروع التي يجب ان يتم فيها مد الفترة واستمرارها كما هي ويؤكد ان حالة الكساد العام حاليا ليست دافعا لإقدام البنوك علي هذه الخطوة في هذا الوقت بالذات.