أخطات أمريكا بقرارها القاضي بتعليق جزئي للمساعدات التي تحصل عليها مصر والذي يتضمن حظر تصدير الدبابات والطائرات ?الأباتشي? ومقاتلات ?إف 16? وقطع الغيار اللازمة لهذه الاسلحة القرار يعكس تخبط إدارة أوباما في السياسة التي تتبعها تجاه دول الشرق الأوسط ويأتي ليكشف عن وجه الولاياتالمتحدة القبيح، فالقرار لايليق بالعلاقات مع حليف تاريخي مثل مصر لاسيما مع التوقيت الذي اختارته أمريكا والذي جاءبينما تخوض مصر حربا شرسة ضد الارهاب في سيناء بل وجاء متزامنا مع دعوة زعيم القاعدة ?أيمن الظواهري? للمصريين إلي إنشاء جيش حر لمواجهة جيش مصر، وهو مايؤكد أن أمريكا تتناغم في قرارتها مع القاعدة وأنها خادمة لأهدافها داعمة لكل خطواتها ولاغرابة، فأمريكا هي من صنعت القاعدة منذ البداية لكي تسلطها علي الاتحاد السوفيتي لإجياره علي الرحيل من أفغانستان وإنهاء احتلاله لها ولكنها مالبثت أن انكوت بنار القاعدة بعد ذلك. وتكذب أمريكا عندما تدعي بأن القرار اتخذ من أجل استعادة الديمقراطية في البلاد وتربط ذلك بعودة الاخوان إلي الواجهة السياسية مرة اخري ويتساءل الكثيرون كيف يمكن لأمريكا أن تتحالف مع الاخوان وهي التي طالما نظرت إليهم بوصفهم إرهابيين يتعين محاربتهم.. ولكنها المصالح التي دفعتها لاحتضانهم ومساندة حكمهم الفاشي الديني فلقد كانوا الاداة التي راهنت عليها في تنفيذ مخططها لنشر الفوضي في مصر إمعانا في تفكيك الوطن وتفتيته ولقد نجح الإخوان في المهمة عندما داسوا علي الدستور وأطاحوا بالقانون واشاعوا مناخا مضطربا مليئا بالريبة والتآمر والتشر ذم والصفقات المشبوهة ونشر العنف ولتطرف من خلال الالتحام بالقاعدة والتكفيريين. وتكفي ديكتاتورية ?مرسي? اجتراؤه علي الوطن من خلال إعلان دستوري أصدره خصيصا في 21 نوفمبر 2012 لكي يحصن به قراراته، وهي سابقة لم تحدث من قبل الأ أن أمريكا الآثمة ضاجعت الاخوان رغم كونهم جماعة الافك والضلال فلقد انقلبوا علي كل ماهو مشروع عبر عنصرية مقيتة اتبعوها وأقصوا من خلالها الآخر وكفروه واستحلوا دمه ونسفوا المواطنة وأبادوا الحضارة والعلم وطمسوا كل معلم للسلام والأمن الاجتماعي.اجترأوا علي الوطن عندما كونوا ميليشيات مسلحة وعاثوا في مصر فسادا.ويكفي إفراج ? مرسي? عن محترفي الإرهاب في السجون وفتحه أبواب مصر لرموز التكفيريين القادمين من أفغانستان وباكستان وإتاحة الفرصة لهم للتمركز في سيناء وتشكيل بؤر إرهابية تعمل ضد جيش مصر العظيم. هل يمكن لعاقل أن يصدق أن تتخذ أمريكا قرارها الصارم بتخفيصض المساعدات لمصر من أجل هذه الجماعة التي تجبرت أدمرت وأفسدت وأقصت الجميع وحصرت السلطة في الأهل والعشيرة؟ وهل غاب عن أمريكا أنها تحت مظلة هذه المساعدات التي تمنحها لمصر قد حصدت في مقابلها الكثير من المكاسب لعل أهمها حماية مصالحها الاستراتيجية في المنطقة والسماح لطائراتها بالتحليق في الأجواء العسكرية المصرية ومنحها تصريحات لمئات البوارج الحربية لعبور قناة السويس بالإضافة إلي التزام مصر بشراء المعدات العسكرية منها والتي تحتل نصف المعونة تقريبا من الافضل لمصر الأن أن تتنفس الصعداء للخروج من بوتقة شروط الإذعان التي تفرضها أمريكا وتستخدم فيه المساعدات كذريعة لتمريرها. بل إن الفرصة متاحة الآن أمام مصر للتوجه نحو تنويع مصادر السلاح وإنهاء العلاقات الخاصة مع أمريكا ولن تعدم مصر السبيل للاستعانه بدول أخري تمدها بشأن صفقة الأسلحة التشيكية الذي أنهي احتكار المعسكر الغربي للسلاح. استدعي أيضا ما قاله ? عبدالناصر عام1964 : ? إذا كان الأمريكان فاهمين إنهم بيدونا المعونه عشان يتحكموا فينا في سياستنا فإني أقول لهم إحنا مستعدين نقلل من استهلاكنا ونحافظ علي استقلالنا. وإذا كان سلوكنا مش عاجبهم يشربوا من البحر? وبالتالي ليتنا ننسج اليوم علي نفس المنوال وننفض أيدينا من أمريكا الشيطان الأكبر.