أكدت اجتماعات قادة اقتصادات مجموعة العشرين في مدينة سان بطرسبرج بروسيا مؤخرا أهمية التعامل مع الوضع الاقتصادي والمالي الحالي في العالم وتعزيز التعاون علي الصعيد الاقتصادي ومواجهة تباطؤ الانتعاش في الدول المتقدمة وحدوث تقلبات في الاقتصادات الصاعدة. وذكرت وكالة أنباء (شينخوا) في تقرير لها أن الرئيس الصيني شي جين بينغ عرض خلال اجتماعات القمة وجهات نظر الصين وسياساتها وأكد مجددا علي إلتزام الصين بتعزيز النمو الاقتصادي العالمي والتعاون الدولي. وأشار شي إلي أن أعضاء مجموعة العشرين يتحملون الحد الأدني من واجب الحفاظ علي بيتهم منظما وبحاجة أيضا إلي بناء شراكة أوثق لدعم الاقتصاد العالمي. ودعا الرئيس الصيني أعضاء مجموعة العشرين إلي الحفاظ معا علي انفتاح الاقتصاد العالمي وتعزيزه ومعارضة كافة أشكال الحمائية التجارية. وأضاف أنه ينبغي علي أعضاء مجموعة العشرين دعم نظام تجاري متعددة الأطراف حر ومفتوح وينبذ التمييز، ومحاولة تحسين قواعد الاستثمار العالمية. وطرح الرئيس الصيني أيضا اقتراحا من ثلاثة نقاط حول الدفع بالاقتصاد العالمي يتضمن رفض اقتصادات مجموعة العشرين الحمائية وان تحمي وتنمي اقتصادا عالميا مفتوحا. وحث دول مجموعة العشرين علي تعزيز مناخ تجاري عالمي حر ومنفتح والدفع نحو تحرير وتسهيل التجارة الدولية والتمسك بمبدأ حل المنازعات التجارية عبر الحوار والمفاوضات. وأضاف انه ينبغي علي بعض الدول المتقدمة ان تتخلص من فرض قيود غير معقولة علي صادرات التكنولوجيا الفائقة. كما ينبغي علي اقتصادات مجموعة العشرين تعزيز النظام التجاري العالمي المتعدد الاطراف والدفع قدما نحو جولة محادثات الدوحة. وقال شي انه في الوقت الحالي لا تزال منظمة التجارة العالمية محور واساس النظام التجاري العالمي متعدد الاطراف الذي تكمن حيويته في شموليته وعدم التميز في اطاره. وقال شي يجب ان تسعي مجموعة العشرين لتصبح شريك تنمية للدول النامية. وينبغي ان تسخر تماما ميزاتها وتبدي التزاما سياسيا أكبر للدفع من أجل إيجاد حلول لقضايا التنمية العالمية. كما ينبغي أن تصيغ شراكات عالمية أكثر فعالية حول التنمية، وتقوم بتعبئة المزيد من الموارد الاقتصادية لمعالجة العدد المتزايد من التحديات التي تواجه التنمية. وفي هذا الخصوص، قدمت الصين اسهامات ب?قلبها? و?قدرتها?. وبحلول نهاية العام الماضي، تجاوز عدد مشروعات المساعدة الصينية في البنية التحتية بالدول النامية 110 مشروع. وتعهد قادة مجموعة العشرين بمواصلة بذل جهودهم المضنية لتحقيق التعاون والتنسيق والثقة في ظل تعهدهم باتخاذ اجراءات حاسمة للعودة لمسار النمو الغني بالوظائف والقوي والمستدام والمتوازن. وقال القادة خلال البيان المشترك، فيما يعرف باعلان سان بطرسبرج نحن ملتزمون باعتبارنا قادة اكبر اقتصادات في العالم بالعمل معا للتعامل مع التحديات الاقتصاديات العالمية الرئيسية. وأضافوا انهم يدركون ان عملهم لم يكتمل بعد ومن المهم للمجموعة ان تركز علي جميع الجهود المشتركة لايجاد مخرج صلب للازمة الاطول في التاريخ الحديث. وقد صاغ المشاركون في سان بطرسبرج خطة عملهم التي وضعت لتعزيز الانشطة الاقتصادية وسوق العمل ودعم التعافي والتعامل مع المخاطر القريبة في الوقت الذي يتمسكون بالتزامهم تجاه تعزيز الاساسات لاقامة نمو اقتصادي طموح ولكنه يستهدف الاصلاحات بشكل جيد لاسيما في افق التنظيم المالي. وأكد قادة مجموعة العشرين مجددا علي التزامهم المستمر والكامل باتخاذ اجراءات حاسمة للعودة إلي مسار النمو الغني بالوظائف والقوي والمستدام والمتوازن. وأكدت روسيا، وهي اول دولة في مجموعة البريكس تقوم باستضافة قمة مجموعة العشرين، علي النمو عبر تحسين جودة الوظائف والاستثمار والنمو كذلك من خلال تحقيق الثقة والشفافية وكذا من خلال وضع لوائح فعالة. وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تتولي بلاده الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين هذا العام بأنه رغم تحسن الوضع بفضل الإجراءات التي اتخذتها الدول الأعضاء بالمجموعة، إلا أنه لا يزال من المبكر للغاية ان نشعر بالرضا حيث تكمن المهمة الرئيسية للمجموعة في استعادة النمو المستدام والمتوازن للاقتصاد العالمي. وقال بوتين للأسف، لم تحل هذه المشكلة بعد؛ فثمة مخاطر وأوضاع منهجية تفضي إلي تكرار حدوث أزمة حادة مازلات قائمة. ومن جانبه قال وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف نحن نتفهم جميعا ان السياسات التي تعادل منح حزم مالية لا يمكن أن تستمر لأجل مسمي، لهذا بدأ شركاؤنا الآن في إلغاء الإجراءات المتعلقة بالسياسات المالية والاقتصادية غير المعيارية، وهذا قد يؤثر علي وضع المخاطر العالمية الرئيسية واقتصادات البلدان الأخري، وفي الواقع، نحن نعلم أنها تأثرت بالفعل. ومن جانبهما وجه رئيسا المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي خوسيه مانويل باروسو وهيرمان فان رومبي مناشدة مشتركة لزعماء قمة مجموعة العشرين بضرورة إرسال رسالة واضحة حول تحسن الثقة العالمية عن طريق دعم الانتعاش العالمي. ودعا زعماء الاتحاد الأوروبي زعماء دول مجموعة العشرين لإظهار الوحدة حول هدفهم المشترك واظهار ان مؤسستهم تقوم بتوصيل الرسالة جيدا. وأضافا حققنا تقدما مهما منذ قمة مجموعة العشرين الأخيرة في لوس كابوس لكننا في حاجة للمزيد، نحن في حاجة لأن نظل متيقظين وحذرين وأن نلجأ لتدابير وقائية من أجل دعم الانتعاش وان نجد طريقة لتحقيق نمو قوي ومتوازن ومستدام وشامل.