كشفت الزيارة التي قام بها رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ الي سويسرا عن توسيع التعاون والتبادلات الشعبية والثقافية وتوثيق الاتصال والتعاون مع بعضهما البعض في القضايا الإقليمية والعالمية واقامة منطقة تجارة حرة والنمو بحجم التبادل التجاري حيث إن التجارة البينية بين الصين وسويسرا تجاوزت 30 مليار دولار أمريكي في عام 2011، مسجلا زيادة قياسية بنسبة 50% مقارنة بعام 2010، ورغم استمرار أزمة الدين بمنطقة اليورو وعدم اليقين بشأن الاقتصاد العالمي، بقي حجم التجارة الثنائية مرتفعا وسجل 26.3 مليار دولار في العام الماضي. وذكرت وكالة أنباء ?شينخوا? في تقرير لها أن رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانج قال إن المحادثات بشأن تحرير التجارة بين الصين وسويسرا سوف توجد مجالا واسعا لتعزيز تنمية العلاقات الثنائية فضلا عن تطوير العلاقات بين الصين وأوروبا.. وقال لي انه والرئيس السويسري أولي مورير توصلا إلي كثير من التوافقات المهمة خلال اجتماعهما الودي والصادق، مصيفا ان الصين وسويسرا صديقان وشريكان حميمان.. وإن البلدين قررا إطلاق المحادثات بشأن اتفاق التجارة الحرة قبل ثلاث سنوات خلال زيارته لسويسرا.. ووقعا الآن علي وثائق تعاون ذات صلة في اختتام المحادثات، التي تعتبر حدثا هاما في تاريخ العلاقات الصينية - السويسرية.. وقال إن الاتفاق العالي في الجودة والغني في المحتوي، يظهر معارضة الصين وسويسرا بحزم للحمائية التجارية، مشيرا الي أن الصين ستتخذ تدابير إضافية لتوسيع انفتاحها، مضيفا ان هذه الخطوة سوف تلعب أيضا دورا مهما وقويا في تعزيز تحرير التجارة العالمية. وقال رئيس مجلس الدولة الصيني ان الجانبين اتفقا علي احترام بعضهما البعض ومعاملة بعضهما البعض علي قدم المساواة سياسيا، لتوسيع التعاون والتبادلات الشعبية والثقافية وتوثيق الاتصال والتعاون مع بعضهما البعض في القضايا الإقليمية والعالمية.. كما اتفق الجانبان علي القيام بتعاون أوثق في مجالي التجارة والاقتصاد وإقامة آلية حوار في المجال المالي، مضيفا ان الجانبين يعتقدان انه بقدرتهما توجد المزيد من المعجزات في التعاون في مجالي التصنيع والمالية. ومن جانبه، أشاد مورير بالتنمية السلسة للعلاقات الثنائية.. وقال ان سويسرا نالت شرف اول دولة في قارة أوروبا تبرم اتفاق تجارة حرة وتقيم آلية حوار مالي مع الصين.. معربا عن اعتقاده بان ذلك من شأنه أن يعزز بقوة التنمية في سويسرا ويرسي أساسا أكثر صلابة لتطوير العلاقات السويسرية - الصينية علي المدي الطويل.. وقال إن سويسرا مستعدة للعمل مع الصين لتعميق تعاونهما الشامل والارتقاء بالعلاقات الثنائية إلي مستوي جديد. وتعد الصين ثالث أكبر شريك تجاري لسويسرا بعد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، في حين تعد سويسرا سابع أكبر شريك تجاري للصين في أوروبا.. وقال وزير التجارة الصيني قاو هو تشنج إن الانتهاء من محادثات التجارة الحرة بين الصين وسويسرا يعتبر حدثا تاريخيا في التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وسويسرا.. وإن هذا يمثل إنجازا مهما بالنسبة للصين التي تسارع لتنفيذ استراتيجية منطقة التجارة الحرة.. وأضاف قاو أن اتفاقية التجارة الحرة ستكون واحدة من الاتفاقيات الرفيعة المستوي والأكثر شمولا التي وقعتها الصين مع دولة أجنبية في السنوات الأخيرة.. وستغطي الاتفاقية العديد من المجالات الجديدة مثل البيئة والتعاون في العمل والتوظيف وحماية حقوق الملكية الفكرية وتبادل المعلومات بشأن المشتريات الحكومية، وفقا لقاو. وأشارت ?شينخوا? الي ان خبراء صناعة الدواء والكيماويات السويسرية وقطاعات الهندسة وصناعة الساعات وشركات إنتاج الغذاء والسياحة يرون ان سويسرا مؤهلة للاستفادة من توقيع اتفاقية التجارة الحرة.. حيث قال لوزيزس واسيتشا المستشار الخاص لوزارة الخارجية السويسرية إن اتفاق التجارة الحرة بين سويسرا والصين هو فرصة للصين لتستخدم سويسرا كمعمل لتطوير علاقاتها مع الدول الأوروبية الأخري.. وقال واسيتشا، الذي عمل سفيرا لسويسرا لدي منظمة التجارة العالمية بين عامي 2007 و2012، إن الخبرة التي يمكن أن نتقاسمها معكم ربما تكون مفيدة لكم في تطوير استراتيجيات باتجاه الدول الأوروبية الأخري. وقال كلوز شواب، مؤسس والمدير التنفيذي للمنتدي الاقتصادي العالمي، إن الاتفاق المتبادل النفع يمكن أن يشجع الدول الأخري علي تعزيز التجارة العالمية.