لو خرج الرئيس السابق المخلوع مبارك من السجن الآن، وجاز له أن يترشح للرئاسة.. كيف ستتصورون الموقف؟! الكثير من الآراء في الشارع المصري تجزم إن النتيجة ستكون لصالح مبارك - بكل شفافية - حيث حصد مبارك خلال الشهور الماضية تعاطفا يضاهي أو يفوق ما كان يتمتع به في بداية التسعينيات، أي خلال العقد الأول من فترة حكمه. هذه اجابة خيالية لسؤال مستحيل! ولكن أهمية طرحها الآن تعكس إلي أي حد فقدت الثورة بريقها، وماتت جذوتها، وانشغلنا في تداعياتها السلبية، وغرقنا في مستنقع الحكم الجديد، بل النظام الإخواني الذي يسعي لترسيخ ?خرسانته? في مبني الوطن، دون أن يهتم بالمواد التي تتكون منها الخرسانة، هل يعقل أن يشيد المبني بعنصر واحد وهو الأسمنت مثلا.. أو الحديد.. أو الطوب والحجارة والرمل؟! هذا هو الوطن كما يلوح خلال الشهور الماضية: عنصر واحد: إخوان.. إخوان.. إخوان.. ?طوب?.. ?طوب?.. ?طوب?.. أو حتي لو حسبوا أنفسهم من فئة ?الحديد?، فكم سيصمد هذا الحديد يا تري؟! لقد ظن مبارك أنه حديد، ولم يصمد، بل ?ساح? في أقل من أسبوعين، هذا الدرس سرعان ما نسيه النظام الجديد، واستل سيوف العنترية، وراح يحارب كل من لم يشبهه، ليطيح بمعارضيه! نسي ?الإخوان? وهم في زهوة السلطة أن المسئولية كبيرة، وأن ?البيت? يحتاج للم الشمل، وبناء البيت يحتاج لمواد البناء كافة حتي يصبح راسخا. ولأن آفة النسيان تأكل صاحبها، فسرعان ما حصد النظام كرها منقطع النظير، يتسع ويعلو كالجبال في بضعة شهور فقط، وجبال الكراهية تلك لا يمكن أن يمتطيها نظام يسعي للنجاح، مهما كانت ثقته في أنصاره. وقد راهن الإخوان علي ?الطوب? لوحده، أو ربما ?الزلط?.. لكنه لا يعلي مبني، ولا يُطمئن ساكنا. ولقد علمتنا الحياة وتجارب الشعوب إن الحاكم المغرور عمره قصير ويقتله غروره فتتركه تلك الشعوب يصفي نفسه بيده. وهكذا كان مشهد المحاكمة وردود أفعال الناس تجمع إن مرسي هو من أصبح داخل القفص، قفص الاتهامات والجرائم المتراكمة في وقت قياسي بينما تحول مبارك لدي الكثيرين إلي منطقة اللامبالاة أو التعاطف .. أو حتي النصر وإعادة الاعتبار. سبحان الله مغير الأحوال!