قائمة المتهمين الذين ألقت أجهزة الأمن القبض عليهم أول أمس الجمعة، بسبب إشتراكهم في أحداث الكاتدرائية بالعباسية، كانت أغلبها من المسجلين خطر، فقد كان من بين العشرة الذين تحقق معهم نيابة الوايلي الآن، 7 مسجلين خطر، من المسلمين والأقباط، وأبرزهم ?بطاطاس و?فايزة? و?الجبالي?.. و?بروكيه? والأخير سبق اعتقاله مرتين وخرج بعد إلغاء الطوارئ، وتبحث الشرطة الآن عن 21 متهما أخرين، من بلطجية منطقة الوايلية، المجاورة للكاتدرائية المرقسية، والذين ثبت إشتراكهم في تلك الأحداث المؤسفة، ومن بينهم كريم بسكوتة، والذي يشارك في معظم المواجهات، بإعتباره بلطجي مأجور، يضرب بالخرطوش والمولوتوف، لحساب من يدفع أكثر. وقد أثبتت الأحداث الدامية المتلاحقة في الشهور الأخيرة، التي عادة تحدث عقب إنتهاء من المليونيات والمظاهرات السلمية، إن هناك عناصر إجرامية مندسة، تشارك في تلك المظاهرات أو المليونيات، التي تنظمها القوي السياسية، في مناسبات مختلفة، وتقوم في نهاية المظاهرات بأعمال شغب، وتلقي بقنابل المولوتوف والحجارة وطلقات الخرطوش، علي المتظاهرين والمدنيين والشرطة معا، وهو ما أطلق عليه ز بالطرف الثالث ، أو عناصر الثورة المضادة أو البلطجية أو أولاد الشوارع، وتارة يكون الغرض من مواجهات هؤلاء المندسين المجرمين ، مع رجال الامن هو السرقة تارة، أو تشويه صورة فصيل سياسي أخر، أو تكدير الامن العام وزعزعة الإستقرار، لحساب أطراف سياسية معارضة للنظام، وعادة ماكانت الشرطة تلقي القبض علي بعض من هؤلاء المجرمين المأجورين المندسين، ثم تطلق النيابة سراح بعضهم، وتحيل البعض الأخر للمحاكم المختلفة، وما أن تحدث مظاهرات أخري، حتي يظهر بعض هؤلاء المجرمين، ويكررون أفعالهم البغيضة، وكأن هناك جهات معينة تستخدمهم، وتنفق عليهم، من أجل إشاعة الفوضي قي المجتمع، وتقويض نظام الحكم . ولكن ماحدث أمام الكاتدرائية يوم الأحد الماضي أمر مختلف، فإستغلال هؤلاء البلطجية لمراسم دفن 4 أقباط قتلوا في مواجهات الخصوص الدامية الأسبوع الماضي، وقيامهم بإشعال نار الفتنة حول محيط الكاتدرائية، لم يكن مجرد تعبير عن الغضب، أو معارضة النظام أو التنديد بالظلم ضد الأقباط، بل كان مخطط مقصود لأحداث مواجهات دامية بين المسلمين والأقباط، وإشعال فتنة طائفية بغيضة، تقضي علي الأخضر واليابس، وتحرق كل إنجازات ثورة يناير، بل لم تكن ستسقط النظام القائم عند إتساعها فقط، ولكن قد تسقط الدولة المصرية وتحرقها بنار الفتنة، ولاسيما أن المجتمع المصري الان يعيش حالة من الإنفلات لأمني، والإستقطاب والإنقسام السياسي، ويعاني من أزمات إقتصادية خانقة، مع غياب دور الدولة مثل كل المجتمعات التي تمر بمراحل إنتقالية بعد الثورات ومن السهل أن يحترق الوطن بأكمله بنيران الفتنة الطائفية، وهو في تلك الحالة ?الرخوة ? ومن هنا كانت خطة أعداء الوطن، وليس أعداء الثورة فقط، في الإنقضاض علي مصر الحبيبة، وضربها بسلاح الفتنة الطائفية البغيض، وحرقها بنيران التعصب، فخططوا كي تخرج الجنازة في مشهد مهيب من الكاتدرائية، بدلا من كنيسة شجرة مريم المجاورة لمستشفي المطرية، التي كانت بها جثامين الأقباط، وإستأجروا البلطجية من أجل الإندساس في الجنازة من أجل إحداث الفتنة بين المسلمين والأقباط، خاصة إن هناك بلطجية أقباط كانوا أو مسلمين إعتلوا سطح الكاتدرائية، وألقوا بقنابل المولوتوف علي المارة، بل أطلقوا الخرطوش بشكل عشوائي علي المواطنيين ورجال الشرطة، حتي يظهر المشهد وكان الاقباط يطلقون الرصاص والقنابل علي المسلمين من داخل الكاتدرائية، ولاسيما أن أنظار العالم كانت متجهه علي الكاتدرائية وقتئذ، ولكن في حقيقة الأمر، كان بطاطا وبسكوتة وبروكية وفايزة هم من قاموا بتلك الأفعال الإجرامية، وكاد هؤلاء البلطجية الماجورين الجهلة، أن يحرقون وطنا بأكمله، لأنهم تجاوزوا هم ومحرضيهم كل الخطوط الحمراء، وحاولوا إشعال نار لفتنة الطائفية، في جسد وطن مثخن بالجراح، وتخيلوا أن تلك هي فرصتهم الأخيرة للتخلص من نظام الحكم القائم ، حتي ولو إحترق الوطن بأكمله بأيدي أبنائه من المسلمين والأقباط ! . وللحديث بقية حمدي البصير