انعكست أنباء المساعدات القطرية الجديدة من خلال ضخ 3 مليارات دولار إلي الحكومة المصرية علي سوق الصرف اليوم حيث شهد الطلب علي العملة الأمريكية هدوءا واضحا فيما سارع الكثيرون إلي التخلص من الدولار بعد توقع تراجعه خلال الأيام القادمة. وكانت الحكومة القطرية قد أعلنت اليوم عن توجيه 3 مليارات دولار إلي مصر من خلال استثمارها في سندات حكومية مستقبلا وهو ما يمثل دعما للحكومة المصرية في ظل ظروف حرجة يمر بها الاقتصاد الوطني والاحتياطي النقدي للبلاد. وتمثل الودائع القطرية والتي تصل إلي 8 مليارات دولار في حالة وصول الأموال الجديدة ركيزة أساسية للاحتياطي المصري من النقد الأجنبي والذي يبلغ الآن نحو 13،4 مليار دولار منها ما يقدر ب7 مليارات دولار عبارة عن سبائك ذهب. وعمل الرغم من الانتقادات التي يوجهها البعض حول دور قطر في المرحلة المقبلة إلا أن الواقع يؤكد أن المساعدات القطرية تأتي في ظروف اقتصادية معقدة حيث تعاني مصر من تراجع حاد في الاحتياطي من 36 مليار دولار قبل الثورة إلي 13،4 مليار دولار وهو لا يغطي شراء سلع لمدة 3 شهور فضلا عن تفاقم عجز الموازنة وانخفاض موارد الدولة من النقد الأجنبي وبشكل عام مع تدهور السياحة وارتباك المشهدين الأمني والسياسي. واعتبر سامح صلاح مدير القطاع المالي بأحد البنوك الخاصة أن الاستثمارات أو الودائع القطرية تأتي أهميتها في ضوء ما يعاني منه الاشعار المصري المصري الآن، ولا شك أن دخول النقد الأجنبي إلي البلاد يشكل أداة قوية لكبح جماح السوق السوداء التي توغلت في الأيام الأخيرة ويعزز من قدرة المركزي والسلطة النقدية في التحكم بالسوق. وأشار صلاح إلي أنه يلزم وجود آليات عمل ورؤية حكومية للتعامل مع الموقف الراهن وايجاد بدائل بعيدة عن الاقتراض وإذا كانت الأموال القطرية قد دعمت موقف المركزي قبل ذلك فإن السوق استجابت لأبناء الاستثمارات القطرية ليهدأ الطلب علي الورقة الخضراء وينزوي مضاربو السوق السوداء وتتراجع معاملات السوق الموازي ووصف عزت أبو زيد حالة المتعاملين في سوق الصرف أمس بالترقب الحذر حيث فضل حائزو الدولار والراغبون في الشراء الانتظار لحين ظهور مؤشرات أقوي لتأثير هذه الأموال علي المعروض في السوق وهو ما تسبب في هدوء وبطء شديد في التعامل سواء داخل البنوك أو في الصرافات وسجل سعر الدولار بالبنوك أمس 6،84 جنيه للشراء و6،87 جنيه للبيع فيما بلغ سعر صرف اليورو 8،90 جنيه للشراء ونحو 9،00 جنيهات للبيع. وبلغ سعر صرف الجنيه الاسترليني نحو 10،40 جنيه للشراء و10،51 جنيه للبيع، بينما زاد الين الياباني بمقدار قرشين لتصل المائة ين إلي 7،65 جنيه للشراء و7،72 جنيه للبيع. وتراجع السعر في السوق الموازية بشكل كبير مع مخاوف توجيه المركزي ضربات جديدة للمتعاملين في السوق.