سبحان مغير الأحوال.. بعد فترة القطيعة التاريخية الشهيرة.. أصبح منافس الأمس صديق اليوم هذا الوضع ينطبق علي السياحة في مصر وتركيا فبعد أن دخلت العلاقة الاقتصادية بصفة عامة والسياحة بصفة خاصة بين البلدين مرحلة من المنافسة الشرسة والحرب الباردة تغيرت الظروف تماما بعد ثورة 25 يناير وفتحت البلدان خطأ جديدا من العلاقات السياحية المبنية علي التكامل لا التنافس . أولي ثمار العلاقات الجديدة افتتاح خط الطيران التركي بين كل من اسطنبول وشرم الشيخ والغردقة حيث وصل مؤخرا إلي مطار شرم الشيخ وفد سياحي تركي علي أولي رحلات الخطوط التركية إلي مطار شرم الشيخ مع وفد من منظمي الرحلات الأتراك بالقاهرة بالإضافة إلي رئيس مجلس إدارة الخطوط التركية وحسن عوني السفير التركي بالقاهرة بالإضافة رئيس مجلس إدارة الخطوط التركية وذلك في إطار دعم الحركة السياحية الوافدة من تركيا كما ظهرت باكورة الاستثمارات التركية في مصر أيضا حيث افتتح وزير السياحة هشام زعزوع بمدينة شرم الشيخ مؤخرا فندق ريكسوس الذي تديره شركة تركية واقيم باستثمارات مصرية تركية مشتركة ليبدأ الأتراك في الظهور بقوة في شرم الشيخ سواء للسياحة أو الاستثمار. في البداية يؤكد هشام زعزوع وزيرالسياحة أن خط الطيران الجديد بين اسطنبول شرم الشيخ والغردقة يمثل نقلة سياحية كبيرة إلي مصر ويزيد من الروابط بين البلدين لافتا إلي أن الأقصر وأسوان هما المحطتان القادمتان مشيرا إلي أن القيادة السياسية المصرية والتركية متقاربتان وهناك توجه للمزيد من التعاون في كل المجالات يضيف زعزوع أن هذا الخط سوف يدعم علاقات التعاون المشترك بين البلدين.. مشيرا إلي أن شرم الشيخ هي الوجهة رقم 203 للخطوط التركية كما أنها تعتبر النقطة رقم 85 للطيران الأوروبي موضحا أنه تم الاتفاق إلي زيادة رحلات مصر للطيران من 14 إلي 17 رحلة أسبوعية وزيادة رحلات الطيران التركي بنسبة مماثلة.. مشيرا إلي أن زيادة الرحلات القادمة من الصين كنتيجة للمباحثات التي أجراها الرئيس الدكتور محمد مرسي في بكين مؤخرا مؤكدا أن كل هذه الأحداث سوف تعجل بعودة الحركة السياحية. تذليل العقبات ويطالب الوزير بحصول المواطنين الأتراك علي التأشيرة من المطارات مثل السياح الأوروبيين وهي تجربة فعلتها تركيا وزادت السياحة فيها بنسبة 51% موضحا أنه تم الاتفاق مع وزارتي الخارجية والداخلية علي تذليل جميع العقبات أمام دخول السياح الأتراك إلي مصر ويؤكد زعزوع أن المنافسة مع تركيا لا تضر بالسياحة المصرية فهناك أوجه للتكامل أكثر بكثير من المنافسة بمعناها التقليدي فالسائح الذي يأتي من أمريكا الجنوبية يزور عدة دول وبالتالي فالنقط التي لا تصل إليها خطوط الطيران المصرية تصل إليها التركية والعكس. ويتوقع الوزير بأن الأيام القادمة ستشهد تدفقا مباشرا للسياحة التركية لشرم الشيخ والغردقة بالإضافة إلي تسيير رحلتين أسبوعيا إلي أوساكا اليابانية مشيرا إلي أن الوزارة تتطلع لمضاعفة الأعداد والدخل السياحي بحلول عام 2020 وأن خطة العمل تهدف إلي تحقيق نسبة نمو تتراوح ما بين 5 و10% عما تحقق في عام 2011 لكي تصل الاعداد خلال العام 2012 إلي 11،6 مليون سائح ويعلن وزير السياحة عن رغبته في عقد وإبرام اتفاقية مع الخطوط التركية التي تطير إلي 94 دولة وتصل إلي 201 مدينة في العالم، وذلك للوصول إلي الأسواق البعيدة مثل اليابان والصين وأمريكا الشمالية والجنوبية وأستراليا مشيرا إلي إمكانية عقد اتفاقية للتسويق المشترك سياحيا مع الجانب التركي. ويطالب الوزير من كبار قيادات الطيران التركي، بعمل تسويق مشترك في المعارض الدولية وحملات دعائية وقوافل مع الجانب التركي وذلك في إطار ما أسماه الوزير "التكامل وليس التنافس بين مصر وتركيا هو هدفنا". ويشير زعزوع إلي أنه تلقي طلب من شركات برازيلية ترغب في الطيران لمصر، ولذا يري أن في مثل هذا الشأن فرصة ذهبية للجانب المصري والتركي لاستجلاب السائحين في المقاصد البعيدة حيث يرغب السائح في زيارة أكثر من مقصد "مصر وتركيا" ويشدد زعزوع علي أن جهود الحكومة تتواصل لاستعادة الحركة السياحية بشكل كامل.. مشيرا إلي دور هشام قنديل رئيس الوزراء في رفع حظر سفر اليابانيين إلي مصر وزيادة حركة الطيران مؤكدا أن انحسار الحركة السياحية حرم محافظات الصعيد من عوائد السياحة رغم تشغيل رحلات النايل كروز للخروج من هذا النفق المظلم ويضيف الوزير أن جهود الترويج حاليا تنحصر في إيجاد الطلب علي السياحة والتركيز علي قطاع الطيران للاستجابة لتلبية حركة السياحة وفتح أسواق جديدة منتقدا أداء شركة مصر للطيران والتي لا تشجع علي استعادة الحركة السياحية ولا تحاول إيجاد الطلب قبل التفكير في زيادة الأسعار مؤكدا أن سعر تذكرة الطيران علي الخطوط التركية من اسطنبول إلي شرم الشيخ لا يتجاوز 99 يورو. القطيعة تنتهي ويوضح يحيي باش نائب وزير النقل التركي أن فتح هذا الخاص سيصب في تنمية العلاقة بين مصر وتركيا خاصة وأن الشعبين مرتبطين بأواصر تاريخية مشيرا إلي أن فترة القطعية التاريخية يجب أن تنتهي وأن خط الطيران هو الملاذ والطريق لذلك..موضحا أن الطيران التركي يصل إلي 200 نقطة حول العالم. ويضيف باش أن الارقام التي حققتها مصر يجب أن تكون أكبر من ذلك بكثير وأنها حققت في 2012 حوالي 14 مليون سائح وفي نفس الوقت حققت تركيا 31 مليونا ونحن ننظر أننا كدولتين حققنا 50 مليون سائح.. مشيرا إلي أن الرسالة التي يريد توصيلها للعالم أن مصر بأمن وأمان. ويقول رئيس شركة الطيران التركي أن خط الطيران بين اسطنبول وشرم الشيخ أعظم جسور التواصل بين الشعبين والذي سيؤثر علي زيادة التعاون بين البلدين بالإضافة للتواصل الثقافي معربا عن أمله أن تقف البلدان جنبا إلي جنب. ويؤكد اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء أن هناك علاقات تاريخية بين مصر وتركيا وأن تشغيل هذه الرحلات سيعيد العلاقات الثقافية بين البلدين وتنمية التجارة.. مشيرا إلي أن جذب السوق التركي إلي شرم الشيخ إضافة للسياحة في المحافظة خطوة ممتازة في هذا التوقيت، خاصة أن السياحة التركية قليلة بالمدينة، كما أن افتتاح خط الطيران بين تركيا وشرم الشيخ سيؤدي إلي جذب المزيد من السياحة التركية إلي المدينة. ويضيف المحافظ إننا نأمل في المرحلة القادمة أن تودي رحلات الطيران إلي تنشيط السياحة بين البلدين.. مشيرا إلي الجهود التي تبذلها وزارة السياحة لانجاز هذا الخط بين اسطنبول وشرم الشيخ.. مؤكدا حرص الحكومة المصرية علي توفير الحماية لجميع الزوار. شرم الشيخ آمنة ويوضح اللواء فودة أن شرم الشيخ تفتح ذراعيها لجميع الزوار، متمنيا أن يستطيع كل سائح تركي أن يشاهد من شرم الشيخ العديد من المقاصد السياحية ليتعرف علي أجمل وأهم أماكن السياحة الترفيهية والتاريخية والدينية، وأيضا مناطق السياحة العلاجية مؤكدا أن شرم الشيخ آمنة تماما ومصر أيضا آمنة وهناك تنمية حقيقية بدأت بالفعل علي أرض مصر عقب استقرار الأوضاع كم أن شرم الشيخ تتميز بمناظرها الخلابة والتي وضعتها علي قمة المقاصد السياحية العالمية كأفضل مدينة سياحية عالمية حتي لقبت بمدينة السلام، وأصبحت مقصدا لكبار الشخصيات العالمية.