انتقلت إليها عدوي الوقفات الاحتجاجية والإضرابات: العمالة الاجنبية صداع في رأس السياحة!

الاحتجاجات والمظاهرات الفئوية خلال الفترة الاخيرة اصبحت بمثابة "شوطة" واصابت الجميع، بعضها عن حق والبعض الاخر دون وجه حق، وصل الوباء الي السياحة رغم انها "مش ناقصة" اي اضرابات ويكفيها ما اصابها خلال ال 22 شهرا الاخيرة حيث تعرضت لخسائر فادحة لا يمكن تعويضها بسهولة.. ورغم ان الجميع يعلم تماما ان فساد 30 عاما لن ينصلح في شهور قليلة وان الفترة الحالية تحتاج لتغليب المصلحة العامة علي الخاصة.. الا ان هناك اصرارا من البعض علي التظاهر والاحتجاج سواء كان ذلك في محله او في غير محله، حيث نظمت نقابة تسمي ب "المرافقين السياحيين" وهي بالمناسبة نقابة تحت التأسيس وتختلف عن نقابة المرشدين السياحيين بمطار شرم الشيخ وقفات واحتجاجات تطالب بعزل وزير السياحة هشام زعزوع لدرجة انهم هددوا بأنهم سيضربون عن الطعام حتي تنفيذ مطالبهم وفقا لتصريحات وزير السياحة بعد لقائه مؤخرا مع خالد الازهري وزير القوي العاملة والتي فهموا منها انه يرغب في زيادة العمالة الاجنبية... رغم ان كل الحكاية سوء فهم وشائعات.
عقدت النقابة الفرعية للمرشدين السياحيين بأسوان مؤخرا اجتماعا طارئا للتنسيق مع اللجنة المشرفة علي الاضراب العام الذي تنظمه النقابة العامة يوم ،15 17،16 نوفمبر الجاري ضد تعنت وزارة السياحة وغرفة شركات السياحة لرفضهما تطبيق قرار وزير السياحة السابق منير فخري عبدالنور برفع يومية المرشد السياحي ل 300 جنيه عن اليوم الواحد للعمل، وضد الانفلات الامني، تناول اجتماع النقابة الفرعية التنسيق للاضراب بالتعاون مع النقابة العامة والنقابات الفرعية بالمحافظات، لانجاح الاضراب والضغط علي كل من وزارة السياحة وغرفة شركات السياحة لتحقيق مطالبهم.. وتتضمن الاماكن والمناطق السياحية التي يشملها اضراب النقابة الفرعية "معبد ادفو، معبد كوم امبو، معبد فيلة، معبد كلابشة، المسلة الناقصة، متحف النوبة"
غير مرخصة
في البداية يشن مؤمن محروس نقيب المرافقين السياحيين هجوما شديدا علي وزير السياحة لان الوزير ادلي بتصريحات اكد فيها ان مهنة مرافقة الافواج السياحية لا يستطيع المصريون القيام بها وان من يجب ان يقوم بها من الالف الي الياء هي العمالة الاجنبية، مستنكرا طلب زعزوع من وزير القوي العاملة ان يجد حلا لوجود العمالة الاجنبية بشكل شرعي من خلال استخراج تصريح للعمالة الاجنبية بثلاثة شهور ويراعي تجديده، وقال إن ذلك يأتي في الوقت الذي ضبط فيه مؤخرا جهاز الامن الوطني ووزارة القوي العاملة وشرطة السياحة 65 عاملا اجنبيا يمارسون عملهم دون ترخيص، وذلك في حملات مفاجئة علي الفنادق والمنتجعات السياحية الكبري بشرم الشيخ، لضبط العمالة الاجنبية غير المرخصة، ويحذر مؤمن محروس من العمالة الاجنبية غير المرخصة، مؤكدا ان عددها يتجاوز 10 آلاف شخص، حيث تهدد العمالة المصرية، وتعرض الامن القومي للضرر، مشيرا الي ضبط عملاء للموساد بينهم، وكان آخر هذه الوقائع قضية "ادوارد تشيكوكوف" الاوكراني المتهم بالتجسس لاسرائيل.
أكبر من حجمها
ويؤكد المهندس احمد بلبع رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الاعمال ان مشكلة العمالة الاجنبية والتي ادت الي بعض الاحتجاجات والاضرابات اخذت اكبر من حجمها.. مشددا علي ان الوزير هشام زعزوع حريص علي العمالة المصرية التي تعمل في قطاع السياحة كما يحرص علي ضرورة تشجيع المستثمرين لافتتاح مشروعات جديدة تستوعب اكبر قدر من العاملين.. كما انه يشدد دائما حل مشكلة البطالة لن يتأتي الا بتشجيع الاستثمار وارتفاع معدلات السياحة وزيادة الدخل وفي نفس الوقت يطالب بايجاد وضع حل عاجل لتصاريح عمل الاجانب خاصة انهم يقوموا باعمال مغايرة للعمالة المصرية فهم لا يقومون بشغل وظائف المصريين.
ويوضح بلبع اننا نجد في جميع دول العالم وليس مصر فقط مرافقين للمجموعات السياحية من نفس الجنسيات وبنفس اللغة والعادات والتقاليد حيث إن السائح يرتاح الي ابن بلده.. ولكن ما يحدث حاليا نجد ان جميع هذه الشركات المنظمة للرحلات يعمل بها مصريون ايضا وعندما يثبت أي من المصريين العاملين بها كفاءته يتم ترقيته وزيادة دخله وبالتالي يمكن الاستغناء عن المرافق الاجنبي.
ويحدد بلبع أن هذه الأمور لا يجب أن تأخذ أكبر من حجمها لأن هذا سوق مفتوح وحر ولا نستطيع أبدا أن نجبر أي شركة أجنبية علي عدم إرسال مرافقين لها نهائياً.
ويضيف د. عاطف عبداللطيف عضو جمعية مستثمري السياحة بمرسي علم أن ما يؤكد حرص وزير السياحة علي العمالة المصرية ووضعها ضمن أولوياته القصوي فقد حرص علي الالتقاء مؤخراً في أكثر من اجتماع مع خالد الأزهري وزير القوي العاملة لبحث عدد من المشروعات المشتركة والتي من شأنها تحقيق أداء أفضل للعاملين بالقطاع السياحي من خلال تنفيذ طلباتهم.. كما بحث الوزير مقترح صرف العلاوة الاجتماعية 15% المقررة للعاملين بالمنشآت السياحية ودراسة موضوع 12% رسوم الخدمات.. مشيراً إلي أن اللقاء تناول أيضاً آلية تفعيل الحوار المجتمعي بين أصحاب المنشآت السياحية والعالمين بالقطاع وهو ما يعزز ثقافة التفاوض مما يؤدي إلي الوصول لحلول أفضل للمشكلات التي تواجه العاملين بالقطاع، وكذلك مناقشة عمل النقابات الحرة لتقييم مساهمتها في إنجاح منظومة العمل السياحي.
تضارب في الفهم
ويؤكد مجدي حنين رئيس لجنة السياحة بالغرفة المصرية البريطانية أن مشكلة العمالة الأجنبية تحتاج إلي مزيد من التوضيح من وزارتي السياحة والقوي العاملة معاً حتي لا يحدث أي لبس أو خلط ويضرب الناس أخماسا في أسداسا ولكن هذا لا يعني اللجوء للإضرابات أو الاحتجاجات تحت أي ظرف من الظروف.
أما بالنسبة للوقفة الاحتجاجية التي نظمتها نقابة "المرافقين السياحيين" فيري حنين أن هذه الأزمة فيها نوع من التضارب في الفهم لدي البعض كما أن هناك مغالطات كثيرة يجب توضيحها.. أولاً شركات السياحة العالمية ترسل مع مجموعاتها ما يسمي "المندوب" مندوب الشركة الأجنبية المرافق للمجموعة حيث تكون مهامه التفاهم مع أعضاء المجموعة السياحية وتسهيل مهمة الشركة المصرية في التعامل مع هؤاء السائحين والرقابة علي حسن الأداء وجودة الخدمات المقدمة للسائحين وعمل التقارير اللازمة عن إقامة هذه المجموعات بالكامل.. كما تقوم الشركة المصرية بتنفيذ الخدمة عن طريق مرشد سياحي ومرافق للمجموعة أيضاً في السفريات والانتقالات التي لا تقع علي مسئولية المرشد السياحي وحده أي أن المرشد له دور والمرافق والمندوب له دور منفصل والثلاثة وهم "المندوب المرشد المرافق" يعملون علي خدمة المجموعات السياحية والعلاقة بينهم وبين الفنادق والمزارات السياحية.. ولذا فإن دور المندوب القادم مع المجموعة أو المقيم بالفندق دور إيجابي لا يمكن للوكيل الخارجي الاستغناء عنه وألا تنقطع الصلة بينه وبين المجموعة ولا يستطيع معرفة أداء الخدمة وجودتها من عدمه وأن تقرير المندوب عن الأداء المرافق والمرشد هو أساس الخدمة واستمراريتها.. وإذا كان تقرير المندوب سلبي عن المرشد والمرافق فلا يتم التعامل معهما مرة أخري وتقوم الشركة الأجبنية بدفع جميع مرتبات وبدلات هذا المندوب طوال فترة تواجده مع المجموعة.. وكلها مصاريف علي عاتق الشركة الحالية فلا يوجد تضارب بين وظيفة المرشد والمرافق المصريين والمندوب الأجنبي للمجموعات السياحية وأن التعامل والتناغم بينهما أساس نجاح الخدمة للوكيل السياحي المصري.. إذن لا داعي لاعتراضات المرافقين وأن الخدمة الجيدة لا يمكن أن تقدم بدون المرشد والمندوب والمرافق لأنهما جميعا يكملون بعضا.
المصري أولاً!
من جانبه ينفي وزير السياحة هشام زعزوع نفياً باتا صحة ما تردد مؤخراً حول أسباب الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها نقابة المرشدين السياحيين، موضحاً أنه لم يتطرق في لقائه مع وزير القوي العاملة إلي زيادة العمالة الأجنبية أو تقنين أوضاعها، مؤكدا حرصه الشديد علي العمالة المصرية وتقديره الكامل لكفاءة المرشدين والمرافقين السياحيين المصريين ودورهم المؤثر في تطوير السياحة المصرية باعتبارهم الصورة المشرفة واللسان الناطق باسم الحضارة والثقافة المصرية.
كما يؤكد زعزوع أن من أهم محاور استراتيجية وزارة السياحة هي الحفاظ والحرص علي حقوق العاملين بقطاع السياحة علي جميع مستوياته، كما أن صناعة السياحة هي أكبر مجال لإيجاد فرص عمل وعليه فلا يمكن أن يكون هناك أي انحياز للعمالة الأجنبية علي حساب نظيرتها المصرية.. ويعرب وزير السياحة عن أسفه الشديد لصدور مثل هذه التصريحات غير المسئولة التي من شأنها إثارة البلبلة ويهيب بجميع وسائل الإعلام تحري الدقة في نشر الأخبار والتصريحات حرصا علي تداول المعلومات بشكل صحيح.
ويشير إلي أن وزارة السياحة قد استجابت بالفعل لعدد من الطلبات التي سبق وأن تقدمت بها نقابة المرشدين السياحيين ومنها تقديم دعم مادي للنقابة إلي جانب تخفيض رسوم الدورات التي يحضرها المرشد وتحمل الوزارة لتكلفة الدورات التي ستعقد خارج القاهرة "في الأقصر وأسوان والإسكندرية والغردقة" علاوة علي اقتصار الدورات التي يحضرها المرشد السياحي لتجديد الترخيص علي دورتين فقط منذ منحه الترخيص بدلا من حضورها كل خمس سنوات.