قلاش: مراجعة المؤتمرات السابقة ضرورة لإنجاح المؤتمر العام السادس للنقابة    أماني ضرغام: تكريمي اليوم اهديه لكل إمراة مصرية| فيديو    وزير الدفاع يلتقي قائد القيادة المركزية الأمريكية لبحث الأزمة الراهنة في غزة    البنك المركزي يربط ودائع بقيمة 655.6 مليار جنيه بفائدة تصل إلي 27.75%    مع ضعف الطلب.. استقرار أسعار النفط بسبب التوتر في الشرق الأوسط    تحقق العدالة والكفاءة.. ننشر مبادئ الوثيقة المُقترحة للسياسات الضريبية «2024 2030»    الشعب الجمهورى : ما تفعله إسرائيل من جرائم بشعة ضد قواعد القانون الدولي    موظفة استخبارات سابقة: ادعاءات أمريكا بخطط روسيا لمهاجمة الناتو كاذبة    وزير الخارجية: ضرورة تكثيف الجهود لتخطي أزمة الشغور الرئاسي اللبنان    وسام أبو علي يمنح الأهلي هدف التقدم في شباك الاتحاد    «عبدالمنعم» يتمسك بالإحتراف.. وإدارة الأهلي تنوي رفع قيمة عقده    بعد الإفراج عنه.. أول تعليق من زوجة عصام صاصا    إليسا تطرح ألبومها الجديد «أنا سكتين»    بعدالإعلان عن إصابته بالسرطان.. محمد عبده يطمئن جمهوره: «أنا بصحة جيدة»    خالد الجندى يشيد بمواقف الدولة المصرية فى دعم القضية الفلسطينية    كيف خلق الله الكون؟ رد قوي من محمود الهواري على المنكرين    نائب رئيس جامعة الأزهر السابق: تعليم وتعلم اللغات أمر شرعي    حكم التدخل في خصوصيات الناس.. «الإفتاء» توضح    وزير الصحة يشهد تدريب العاملين بالوزارة على توحيد مفاهيم الجودة    في اليوم العالمي للربو.. مخاطر المرض وسبل الوقاية والعلاج    من المطبخ الفرنسي.. طريقة عمل دجاج كوك في الفرن    السفير المصري ببوليڤيا يهنئ الأقباط بعيد القيامة    جامعة القاهرة تعلن انطلاق فعاليات مهرجان المسرح الجامعي للعروض الطويلة    إصابة 4 أشخاص في حادث سقوط سيارة داخل ترعة في قنا    البورصات الخليجية تغلق على تراجع شبه جماعي مع تصاعد التوتر بالشرق الأوسط    وفد النادي الدولي للإعلام الرياضي يزور معهد الصحافة والعلوم الإخبارية في تونس    محافظ أسوان: تقديم الرعاية العلاجية ل 1140 مواطنا بنصر النوبة    كيف يمكنك ترشيد استهلاك المياه في المنزل؟.. 8 نصائح ضرورية احرص عليها    «مهرجان التذوق».. مسابقة للطهي بين شيفات «الحلو والحادق» في الإسكندرية    وضع حجر أساس شاطئ النادي البحري لهيئة النيابة الإدارية ببيانكي غرب الإسكندرية    انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الخامس لتحلية المياه بشرم الشيخ    سب والدته.. المشدد 10 سنوات للمتهم بقتل شقيقه في القليوبية    وائل كفوري ونوال الزغبي يحييان حفلًا غنائيًا بأمريكا في هذا الموعد (تفاصيل)    بدء تطبيق نظام رقمنة أعمال شهادات الإيداع الدولية «GDR»    وزير الدفاع البريطاني يطلع البرلمان على الهجوم السيبراني على قاعدة بيانات أفراد القوات المسلحة    9 أيام إجازة متواصلة.. موعد عيد الأضحى 2024    الرئاسة الفلسطينية تحمل واشنطن تبعات الاجتياح الإسرائيلي لرفح    انطلاق فعاليات المؤتمر السادس للبحوث الطلابية والإبداع بجامعة قناة السويس    ضبط متهم بالاستيلاء على بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني الخاصة بأهالي المنيا    انطلاق الأعمال التحضيرية للدورة ال32 من اللجنة العليا المشتركة المصرية الأردنية    الأمم المتحدة: العمليات العسكرية المكثفة ستجلب مزيدا من الموت واليأس ل 700 ألف امرأة وفتاة في رفح    المشاكل بيونايتد كبيرة.. تن هاج يعلق على مستوى فريقه بعد الهزيمة القاسية بالدوري    3 ظواهر جوية تضرب البلاد.. الأرصاد تكشف حالة الطقس على المحافظات    نصائح مهمة لطلاب ثانوي قبل دخول الامتحان.. «التابلت مش هيفصل أبدا»    حفل met gala 2024..نجمة في موقف محرج بسبب فستان الساعة الرملية (فيديو)    9 عروض مسرحية مجانية لقصور الثقافة بالغربية والبحيرة    بعد الإنجاز الأخير.. سام مرسي يتحدث عن مستقبله مع منتخب مصر    بكتيريا وتسمم ونزلة معوية حادة.. «الصحة» تحذر من أضرار الفسيخ والرنجة وتوجه رسالة مهمة للمواطنين (تفاصيل)    عادات وتقاليد.. أهل الطفلة جانيت يكشفون سر طباعة صورتها على تيشرتات (فيديو)    الجدول الزمني لانتخابات مجالس إدارات وعموميات الصحف القومية    صدقي صخر يكشف مواصفات فتاة أحلامه.. وسبب لجوئه لطبيب نفسي    تفاصيل نارية.. تدخل الكبار لحل أزمة أفشة ومارسيل كولر    عبد الجليل: استمرارية الانتصارات مهمة للزمالك في الموسم الحالي    زعيم المعارضة الإسرائيلي: على نتنياهو إنجاز صفقة التبادل.. وسأضمن له منع انهيار حكومته    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    هجوم ناري من الزمالك ضد التحكيم بسبب مباراة سموحة    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    شكر خاص.. حسين لبيب يوجه رسالة للاعبات الطائرة بعد حصد بطولة أفريقيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صفحات من كتاب "50 سنة سينما"
نشر في العالم اليوم يوم 22 - 09 - 2012

منع عرض فيلم "الله معنا" لمدة عامين بسبب الخلافات في مجلس قيادة الثورة
أنور السادات كتب تقريراً يسمح فيه بعرض فيلم "ميرامار"
جمال عبدالناصر سمح بعرض فيلم "شيء من الخوف" بعد مشاهدته في عرض خاص
جمد فيلم "حائط البطولات" حتي الآن بسبب ابرازه لدور الدفاع الجوي في حرب أكتوبر
في عصر المعلومات تقاس الحضارة بما لدي الدولة من موسوعات حول ثقافتها ولأن ثقافة السينما تحتاج إلي كثير من التعريف لدي الجماهير العريضة التي تشاهد الأفلام السينمائية ولكنها لا تعرف شيئا عما يدور في كواليس هذه الأفلام.
ولأننا نعيش في بلد لا يميل إلي الموسوعات.. والمكتبات المصرية تحتاج إلي المزيد من الموسوعات في جميع المجالات ولأن السينما فرع مهم من فروع الثقافة.. فإنه من الضروري والحتمي تقديم معلومات قد تكون مجهولة بالنسبة للملايين من الذين يعشقون السينما.. ورغم أن السينما في مصر قامت بإنتاج أكثر من ثلاثة آلاف فيلم حتي الآن إلا أن القليل منها أصاب المسئولين بقلق من الأفلام التي تعرضت لهم.. ونخص بالذكر عشرة أفلام من أهم الأفلام التي هزت المسئولين وجعلتهم يعيدون النظر في هذه الأفلام.. ورغم أن الآن هذه الأفلام كانت قد صورت من خلال كتب لكبار الكتاب إلا أن انتشار الكتب أصبح حقيقيا في مجتمعنا.. وأن توزيع الكتاب لا يزيد في حال من الأحوال علي عشرة آلاف نسخة أما الفيلم فيشاهده الآلاف المؤلفة وقد يصل إلي الملايين خاصة في مجتمع تسوده الأمية.. فالفيلم السينمائي أصبح أكثر خطورة من الكتاب.. ولهذا فقد اهتم المسئولون في مصر بما تقدمه السينما لأنها أصبحت أكثر تأثرا في الجماهير.
ولم يكن اهتمام المسئولين في مصر بالسينما وليد منتصف القرن الشعرين وإنما كان نفي نهاية الثلاثين من القرن الماضي.
وكان أول فيلم آثار اهتمام القصر الملكي في مصر في عام 1938 من القرن الماضي فيلم "لاشين" وهو مأخوذ عن فكرة لكاتب الماني اسمه (هنريش فون ماين) واخرجه الألماني فريتز كرامب والذي استقدمه طلعت حرب للعمل في شركة مصر للتمثيل والسينما عندما أنشأها وقام ببطولة الفيلم حسن عزت ونادية ناجي وحسين رياض ومنسي فهمي وعبدالعزيز خليل.. والذي آثار القصر الملكي حول الفيلم أن موضوعه يتعرض لشخصية لاشين قائد الجيش وأن الذي يدير الحكم في البلاد رئيس الوزراء الذي يتاجر بقوت الشعب في حين أن الحاكم لا يعلم شيئا وهو ضعيف الشخصية ومتعدد العلاقات النسائية كما لا يستمع الحاكم إلي رأي الأغلبية وعندما يبلغ لاشين الحاكم بفساد رئيس الوزراء يتم القبض علي قائد الجيش ويودع السجن إلا أن الشعب يثور ويستغل المجاعة التي يعيش فيها الشعب ويتم القبض علي رئيس الوزراء ويخرج قائد الجيش من السجن.
وقد أوغر السياسيون في ذلك الوقت صدر الملك فاروق وأوهموه أنه هو المقصود بالحاكم الفاسد.. وأن الفيلم يقصده شخصيا ويحرض الشعب عليه.. مما كان من الملك إلا أن طلب من أحمد حسنين باشا رئيس الديوان بأن يصدر قرارا بوقف عرض الفيلم وأخذ موقف من شركة مصر للتمثيل والسينما.. وقد حاولت الشركة بعد ذلك إصلاح موقفها من الملك فاروق حيث استغلت فيلم "غرام وانتقام" والذي قام ببطولته يوسف وهبي واسمهان وأنور وجدي ومحمود المليجي حيث قام يوسف وهبي بتصوير استعراض غنائي للأسرة المالكة بدءا من محمد علي باشا ومرورا بالخديوي إسماعيل والملك فؤاد وحتي وصول الملك فاروق إلي سينما ستوديو مصر لمشاهدة عرض الفيلم.. وكلف يوسف وهبي مدير تصوير الفيلم سامي بريل بتصوير هذه المشاهد وطبعها وتحميضها باستديو ناصيبان. الكائن بمنطقة الفجالة وعلي أن لا يستغرق ذلك أكثر من ساعة حتي يلحق عرضه في الفصل التاسع من الفيلم وقد تم ذلك.. وعندما انتهي الفيلم صافح الملك فاروق يوسف وهبي ومنحه لقب بيه وأصبح يعرف بيوسف بيه وهبي كما هنأ المسئولين عن شركة مصر للسينما.
واقفل باب عناد القصر الملكي مع الشركة.
أما الفيلم الثاني الذي آثار ضجة أيضا فيلم "الله معنا".. الذي كتبه إحسان عبدالقدوس واخرجه أحمد بدرخان وقام ببطولته عماد حمدي وفاتن حمامة وحسين رياض ومحمود المليجي وسراج منير وزكي طليمات الذي قام بتجسيد شخصية اللواء محمد نجيب الذي كان أول رئيس لثورة يوليو 1952 وأول رئيس جمهورية لمصر.. إلا أن دوره تم حذفه تماما من الفيلم بعد أن توقف عرض الفيلم لمدة تزيد عن عامين بسبب الخلافات التي حدثت بين مجلس قيادة الثورة واللواء محمد نجيب والاطاحة به.. وتدور أحداث الفيلم حول الأسلحة الفاسدة التي آثارها إحسان عبدالقدوس في روز اليوسف بعد انتهاء حرب فلسطين عام 1948 وتدور أحداثها حول ضابط اشترك في حرب فلسطين إلا أنه بسبب الاسلحة الفاسدة تسببت في قطع يده.. ويعرض الفيلم لتشكيل الضباط الاحرار والذي قام بثورة 1952.. وتسبب وجود شخصية محمد نجيب في الفيلم إلي وقف عرض الفيلم ولم يتم عرضه إلا في عام 1955 وذلك بعد حذف عدد كبير من مشاهد الفيلم والتي تعرضت لدور اللواء نجيب في الفيلم.. وكان الفيلم من إنتاج شركة مصر للتمثيل والسينما إلا أن تم عرضه بعد تصفية الشركة.. ولم يجد إقبالا من الجماهير لأنه فقد مصداقيته.
والفيلم الثالث الذي آثار المسئولين هو "الشيخ حسن" الذي قام ببطولته حسين صدقي وليلي فوزي وهدي سلطان وتدور أحداث الفيلم حول الشيخ حسن الذي يهتم بتعليم أبناء منطقته الدين وهو علي خلاف مع والده مما جعله يترك منطقته إلي منطقة أخري ويتزوج من فتاة مسيحية اسمها لويزا ويلقي معارضة شديدة من أسرتها المسيحية ويضطر إلي الانفصال عنها وتصاب "لويزا" بمرض عضال وقبل وفاتها تنجب طفلا وتطلب من اسرتها بتسليم الطفل إلي والده الشيخ حسن ورغم أن الفيلم من إنتاج 1951 إلا أن الفيلم توقف عرضه تحسبا للفتنه الطائفية ولولا تدخل المقدم علي شفيق مدير مكتب عبدالحكيم عامر وهو ابن شقيقة الفنان حسين صدقي وزوج ابنته قبل أن يتزوج الفنانة مها صبري لما رأي الفيلم النور.. وقد تغير اسم الفيلم من الشيخ حسن إلي "ليلة القدر" ولم تفكر السينما المصرية بسبب ماحدث في فيلم الشيخ حسن في الاقتراب بين العلاقة بين المسلمين والمسيحين بسبب هذا الفيلم.. رغم أن هذا الفيلم لقي ترحيبا شديدا من الكتاب والمهتمين بالسينما في حينها لأنه قدم الشخصيات سواء الشيخ حسن أو لويزا باحترام شديد دون اي مساس بالعقيدتين.
والفيلم الرابع الذي لقي مضايقات من المسئولين فيلم "ميرامار" والذي تم اعداده عن رواية لنجيب محفوظ وقامت بإنتاجه المؤسسة المصرية العامة للسينما وقامت ببطولته شادية ويوسف وهبي وعماد حمدي وعبدالمنعم إبراهيم... حيث كان "ميرامار" بنسيون (نموذج مكان مواز القهوة وكافية لها في الدلالة حيث تضم الشخصيات المتعلقة بالاحداث من خلال زهرة التي يطمع فيها الجميع "الاقطاعي العجوز طلبة رضوان والاقطاعي الشاب حسني علام والانتهازي الذي خلعته الثورة سرحان البحيري.. ولا يستثني من الطامحين فيها عدا عامر وجدي الشيخ الوفدي القديم الذي تأثر بأحداث الزمن ورموزه وتعليقا علي الأحداث تفسير إدارها مها والتي أفادت زمنها القديم بما لا ينسها الافادة من زمنها الجديد.. وفي ميرامار لا تمسع صوت زهرة الذي يدور حوله الجميع كي يقطعوه أو يسحقوه لكي لا يسد الطريق علي مقره الضوء الواهن الذي يخترق الجدران المستحيلة.
وينتهي الفيلم برحيل زهرة من ميرامار ويتقدم بائع الصحف للزواج.
وقد أثار أعضاء الاتحاد الاشتراكي اللفظ الذي أطلقه "عامر وجدي" وهو الشيخ الوفدي المخضرم حيث قال طظ في الاتحاد الاشتراكي.
وقد طلب الرئيس عبدالناصر بعد إلحاح أعضاء الاتحاد الاشتراكي بمنع عرض الفيلم إلا أن الرئيس عبدالناصر كلف أنورالسادات بمشاهدة الفيلم وكتابة تقرير عنه.. حيث كان مشهورا بين أعضاء مجلس الثورة يوليو 1952 بحبه الشديد للسينما وكانوا يذكرونه دائما بوجوده في سينما الروضة مساء 22 يوليو 1952 هو وزوجته جيهان السادات لمشاهدة فيلم "ليلة الحنة" لشادية رغم علمه بموعد قيام الثورة في هذه الليلة وقام بافتعال مشكلة مع احد رواد السينما وقام بتحرير محضر في قسم مصر القديمة تحسبا أما لنجاح الثورة أو فشلها وفي حالة نجاحها فإنه سيلحق بالثوار بعد أن يقتحم يوسف صديق وزارة الدفاع والقبض علي كبار الضباط الموجودين بها.. وإذا فشلت فإنه قد أثبت وجوده في سينما الروضة والدليل المحضر الذي حدث في قسم مصر القديمة لأن السادات كان يقطن وقتها في منزل الروضة.
وبعد أن شاهد السادات الفيلم كتب تقريرا إلي الرئيس عبدالناصر وكتب فيه عدم وجود اساءات للاتحاد الاشتراكي في الفيلم لأن شخصية عامر وجدي الوفدي القديم ابدي رأيه لأنه من المعروف موقف الوفد من ثورة يوليو وقد اجيز عرض الفيلم.
ومن الأفلام التي اثارت ضجة عند عرضها الفيلم السينمائي "شئ من الخوف" الذي قامت ببطولته شادية ومحمود مرسي واخرجه حسين كمال عن رواية ثروت اباظة.. وقد اشار المفكرون حينها والنقاد إلي أن الفيلم يميل إلي الرمزية في الشخصيات التي يقدمها والتي قدمها ثروت أباظة في روايته "شئ من الخوف".. حيث يشبه العمدة الديكتاتور بجمال عبدالناصر ويشبه فؤاده بمصر وركز علي جملة يرددها الناس في القرية جواز عتريس من فؤادة باطل.. وقررا أن المؤلف يقصد أن حكم عبدالناصر بمصر باطل.. وقد رد عبدالناصر يومها علي الذين قدموا عل التحليل قال بالنص: إنا لو زي عتريس استحق الحرق.
وجسدت كل محاولات التخلص من فيلم شيء من الخوف وضرب ثروت أباظة أيضا لأنه كان من المعروف عنه انه من أسرة وفدية فهو ابن الدسوقي اباظة باشا أحد اقطاب الوفد وكان وزيرا في حكومات الوفد أيضا.. ومر الفيلم أيضا دون أن يتم حذف أي جملة منه.
ومن فيلم "ثرثرة علي النيل" الذي تم اعداده عن رواية لنجيب محفوظ أيضا والذي أخرجه حسين كمال وقام ببطولته عماد حمدي وأحمد رمزي وعادل أدهم وميرفت أمين وانتج عام 1971.. كان نجيب محفوظ من الذين وقعوا علي بيان توفيق الحكيم الشهير الرافض لحالة اللاسلم واللا حرب وكان جزاؤه منع نشر روايته في جريدة الأهرام خاصة رواية المرايا ووقف عرض أفلامه في التليفزيون وكان فيلم ثرثرة فوق النيل قد انتهي تصويره.. وكان عدد كيبر من اعضاء الاتحاد الاشتراكي قد هاجموا الرواية عند نشرها واعتبروها ضد ثورة 23 يوليو 1952 حيث كانت تدور أحداث الرواية علي مجموعة من البشر يعيشون علي هامش المجتمع حيث تلتقي هذه المجموعة في عوامة علي النيل وهي عبارة عن مركز للذة يهربون من واقع حياتهم اليومية ويتناول المبررات والتهكم علي شئ في المجتمع ويبدأ كل واحد منهم في تخيل المجتمع الذي ينشده.
ورغم محاولات الرقابة علي المصنفات الفنية إلي حذف بعض العبارات وأيضا مشاهد تدخين المخدرات والتي كانت السمة الأساسية في الفيلم إلا أن الفيلم عند عرضه لاقي اقبالا جيدا من جماهير السينما والتي قد لا يعرف الظروف التي مر بها الفيلم والمضايقات التي تعرضت لها الشركة المنتجة للفيلم.
ولأن المسئولين بدأوا يدركون أن السينما أصبحت من أعظم المدارس في العالم بحيث تفاوتت أعمار تلاميذها لدرجة غريبة حتي تبين أنه يوجد منهم من لم يتجاوز الحلقة الأولي من عمره وكذا تجربتهم من تجاوز الحلقة السادسة فالسينما أصبحت المدرسة الليلية التي يتعدد مدرسوها ومدرساتها وانتشروا في جميع أنحاء العالم كل يلقي علي الجماهير دروسا قيمة لا تقدر بثمن ولها من التأثير ما يخلد أثره في النفس.. وهذا ما جعله الأكثر حساسية بالنسبة للمسئولين.. وبالاضافة إلي الأمثلة التي ضربناها في الأفلام سابقا يضيف الفيلم السينمائي "البريء" الذي قام ببطولته أحمد زكي ومحمود عبدالعزيز والهام شاهين وجميل راتب وممدوح عبد العليم فقد أصاب المسئولين في وزارة الداخلية بالقلق لأن أحداث الفيلم تصور التعذيب الذي يجري في السجون.. وما أصابهم بالقلق أن أحداث الفيلم تروي أن شاب مجند في الأمن المركزي التابع لوزارة الداخلية في أحد المعتقلات التي تضم مجموعة من السياسيين حيث يركز قائد المعتقل علي اقناع جميع الحراس من الجنود بأن النزلاء من المعتقلين أعداء للوطن ويجب معاملتهم بقسوة اذا لزم الأمر.. وحدث أن حاول أحد المعتقلين الهرب مما لحق به جنود الأمن المركزي وتقتله.. في نفس الوقت تصل مجموعة جديدة إلي المعتقل من الشباب وبينهم صديقه للجندي القاتل في طفولته والمعروف بقضيته فيرفض الاشتراك في تعذيبه ويحكم عليه بالاعدام رميا بالرصاص ويودع نفس زنزانة المعتقل صديقه الذي يفسر له وبقوله العائد للجنود الجدد عن المعتقلين السياسيين ويموت المعتقل السياسي اثر لدغة ثعبان ويخفف الحكم علي الجندي صديقه إلي اسبوعين لكن الجندي لا يجد مفرا إلا أن يطلق الرصاص علي ضباط المعسكر.
وقد رأت وزارة الداخلية حينها خطورة الفيلم فهي دعوي لاطلاق الرصاص علي الضباط الذين يعاملون المعتقلين السياسيين بقسوة شديدة وطلبت منع عرض الفيلم من منطلق خطورته علي ضباطها عند عرضه.. أو تخفيف أحداثه وخاصة النهاية وقد ظل الفيلم فترة طويلة حبيس العلب إلا أن وجدت الشركة انه لابد من تخفيف أحداث التعذيب في السجن وما يردده الضباط حول المعتقلين السياسيين خاصة أن الفترة التي تم انتاج الفيلم فيها كانت السجون المصرية مليئة بالمعتقلين السياسيين.
الغريب أن الفيلم لقي اعجابا شديدا واقبالا منقطع النظير من جماهير السينما.. واعجابا شديدا أيضا بمخرجه عاطف الطيب لأن المرة الأولي التي يتعرض فيها فيلم مصري عن المعتقلين السياسيين.. وما يقوله النظام عنهم من اتهامات باطلة.
4
واذا كان البريء قد انضم إلي قائمة الأفلام القليلة التي اثارت قلق المسئولين فإن فيلما آخر تم انتاجه في نفس الوقت أثار مخاوف رئيس الدولة نفسه.. حيث كان يردد دائما أن الرئيس السابق حسني مبارك هو صاحب نصر أكتوبر 1973 حيث كان صاحب الضربة الجوية وهي الضربة الأولي في الحرب.. لأن اسرائيل كانت مشهورة دائما بالضربة الأولي في حروبها مع مصر، إلا أن فيلما تم انتاجه تحت اسم "حائط البطولات" تدور أحداثه عن الصواريخ التي اقيمت في مصر بعد نكسة 1967 وذلك في آخر ليلة للهدنة في الحرب بين مصر واسرائيل وكان قائد الدفاع الجوي في ذلك الوقت الفريق محمد علي فهمي حيث تدور أحداث الفيلم حول دور الدفاع الجوي في حرب 1973 وانها كانت أحد الأسباب الرئيسية في الانتصار في الحرب واذا كان الفيلم قد ركز علي صواريخ الدفاع الجوي فإنه لم يغفل دور الطيران أيضا في الحرب.. وقصة الفيلم كانت تدور حول الدفاع الجوي وأوعز المحيطون بالرئيس السابق حسني مبارك بأن صناع الفيلم أرادوا أن يصوروا للشعب المصري كذب الضربة الأولي وان الدفاع الجوي كان عاملا أساسيا في الحرب وان الفريق محمد علي فهمي هو صاحب تقديم عرض الفيلم.
وحاول منتجه د.عادل حسني والذي دفع حوالي12 مليون جنيه في انتاج الفيلم وبطل الفيلم محمود يس ومخرجه محمد راضي محاولات كثيرة لاقناع المسئولين بأن الهدف الأساسي هو حرب أكتوبر 1973 والتي لم تأخذ حظها في السينما المصرية ولم يفكر أحدا من صناع هذا الفن في انتاج فيلم عنها إلا أن حاشية حسني مبارك أصدرت أوامرها بعدم عرض الفيلم لدرجة أن الكاتب الصحفي سمير رجب استعان به المنتج عادل حسني وهو صديقه في كتابة تقرير إلي الرئيس السابق لاقناعه بعرض الفيلم لأنه كان من حاشيته إلا أنه فشل في اقناع الرئيس السابق ولا حاشيته في الافراج عن الفيلم، وتردد أخيرا أن الفيلم سيتم عرضه في احتفالات أكتوبر 2012 بمناسبة الاحتفالات بانتصار أكتوبر.
واذا كانت الأفلام التي تعرضت علي هامش من السياسة قد تسببت في حساسيته لدي المسئولين في مصر.. فما بالك بفيلم تدور أحداثه حول التاريخ الإسلامي فقد منع عرضه في مصر بسبب الحساسية التي أصبحت مرضا يصاحب المسئولين.. الفيلم الذي أقصده هو "الرسالة" الذي قام ببطولته الممثل العالمي "انطوني كوين" وتدور أحداثه حول حرب المسلمين مع قريش وخاصة غزوة أحد التي قتل فيها سيدنا حمزة عم رسول الله وكان يطلق عليه سيف الله المسلول بحجة أن الأزهر أصدر قرارا بمنع ظهور آل البيت من بيت رسول الله في الأعمال الفنية رغم أن المخرج السينمائي د.مدكور ثابت عندما كان مديرا في الرقابة علي المصنفات الفنية وبناء علي طلب من المخرج مصطفي العقاد والذي يختص بالبحث عن الخطاب الذي وجهه الأزهر بمنع الفيلم من العرض ولم يجد أي خطابات من الأزهر بهذا الخصوص.. وقد تم منع الفيلم بناء علي قرار قد أصدره د.جمال العطيفي والذي كان وزيرا للثقافة في عام 1976 تحت رقم 220 بشأن القواعد الاساسية للرقابة علي المصنفات الفنية حيث تنص المادة الأولي من القرار علي عدم عرض إنتاج أي مصنف يتضمن الدعوات الالحادية والتعرض بالأديان السماوية والعقائد الدينية وأعمال الشعوذة كما تضمن عدم اظهار صورة الرسول صلي الله عليه وسلم صراحة أو رمزا أو صور أحد الخلفاء الراشدين وأهل البيت والعشرة المبشرين بالجنة أو سماع أصواتهم وكذلك اظهار صورة السيد المسيح أو صور الأنبياء عموما علي أن يراعي الرجوع في كل ذلك إلي الجهات الرسمية.. وحتي تصبح الصورة أكثر وضوحا وأن قرار د.جمال العطيفي صدر بمناسبة قيام هيئة المسرح حينها بتقديم مسرحية "الحسين ثائرا" التي كتبها الكاتب الكبير عبدالرحمن الشرقاوي وكان المخرج كرم مطاوع سيقوم بتقديمها علي المسرح القومي وقام بإجراء البروفات عليها حيث أسند شخصية سيدنا الحسين صوتا إلي عبدالله غيث.. وصوت السيدة زينب صوتا إلي سميحة أيوب.. وفي ليلة البروفة أصدر د.العطيفي هذا القرار حيث تم منع المسرحية من العرض وأسند منع العرض إلي الأزهر الشريف وإلي شيخ الأزهر د.عبدالحليم محمود.. وكان ذلك سببا في أزمة بين عبدالرحمن الشرقاوي ود.عبدالحليم حمود وتناولتها الصحف حينها.. واستندت الرقابة في منع عرض فيلم الرسالة في مصر إلي قرار د.جمال العطيفي.. وحتي اليوم لا يزال الفيلم ممنوعا من العرض في مصر وإن كان قد تم تداوله علي أشرطة الفيديو.
وحاول منتجه د.عادل حسني والذي دفع حوالي12 مليون جنيه في انتاج الفيلم وبطل الفيلم محمود يس ومخرجه محمد راضي محاولات كثيرة لاقناع المسئولين بأن الهدف الأساسي هو حرب أكتوبر 1973 والتي لم تأخذ حظها في السينما المصرية ولم يفكر أحدا من صناع هذا الفن في انتاج فيلم عنها إلا أن حاشية حسني مبارك أصدرت أوامرها بعدم عرض الفيلم لدرجة أن الكاتب الصحفي سمير رجب استعان به المنتج عادل حسني وهو صديقه في كتابة تقرير إلي الرئيس السابق لاقناعه بعرض الفيلم لأنه كان من حاشيته إلا أنه فشل في اقناع الرئيس السابق ولا حاشيته في الافراج عن الفيلم، وتردد أخيرا أن الفيلم سيتم عرضه في احتفالات أكتوبر 2012 بمناسبة الاحتفالات بانتصار أكتوبر.
واذا كانت الأفلام التي تعرضت علي هامش من السياسة قد تسببت في حساسيته لدي المسئولين في مصر.. فما بالك بفيلم تدور أحداثه حول التاريخ الإسلامي فقد منع عرضه في مصر بسبب الحساسية التي أصبحت مرضا يصاحب المسئولين.. الفيلم الذي أقصده هو "الرسالة" الذي قام ببطولته الممثل العالمي "انطوني كوين" وتدور أحداثه حول حرب المسلمين مع قريش وخاصة غزوة أحد التي قتل فيها سيدنا حمزة عم رسول الله وكان يطلق عليه سيف الله المسلول بحجة أن الأزهر أصدر قرارا بمنع ظهور آل البيت من بيت رسول الله في الأعمال الفنية رغم أن المخرج السينمائي د.مدكور ثابت عندما كان مديرا في الرقابة علي المصنفات الفنية وبناء علي طلب من المخرج مصطفي العقاد والذي يختص بالبحث عن الخطاب الذي وجهه الأزهر بمنع الفيلم من العرض ولم يجد أي خطابات من الأزهر بهذا الخصوص.. وقد تم منع الفيلم بناء علي قرار قد أصدره د.جمال العطيفي والذي كان وزيرا للثقافة في عام 1976 تحت رقم 220 بشأن القواعد الاساسية للرقابة علي المصنفات الفنية حيث تنص المادة الأولي من القرار علي عدم عرض إنتاج أي مصنف يتضمن الدعوات الالحادية والتعرض بالأديان السماوية والعقائد الدينية وأعمال الشعوذة كما تضمن عدم اظهار صورة الرسول صلي الله عليه وسلم صراحة أو رمزا أو صور أحد الخلفاء الراشدين وأهل البيت والعشرة المبشرين بالجنة أو سماع أصواتهم وكذلك اظهار صورة السيد المسيح أو صور الأنبياء عموما علي أن يراعي الرجوع في كل ذلك إلي الجهات الرسمية.. وحتي تصبح الصورة أكثر وضوحا وأن قرار د.جمال العطيفي صدر بمناسبة قيام هيئة المسرح حينها بتقديم مسرحية "الحسين ثائرا" التي كتبها الكاتب الكبير عبدالرحمن الشرقاوي وكان المخرج كرم مطاوع سيقوم بتقديمها علي المسرح القومي وقام بإجراء البروفات عليها حيث أسند شخصية سيدنا الحسين صوتا إلي عبدالله غيث.. وصوت السيدة زينب صوتا إلي سميحة أيوب.. وفي ليلة البروفة أصدر د.العطيفي هذا القرار حيث تم منع المسرحية من العرض وأسند منع العرض إلي الأزهر الشريف وإلي شيخ الأزهر د.عبدالحليم محمود.. وكان ذلك سببا في أزمة بين عبدالرحمن الشرقاوي ود.عبدالحليم حمود وتناولتها الصحف حينها.. واستندت الرقابة في منع عرض فيلم الرسالة في مصر إلي قرار د.جمال العطيفي.. وحتي اليوم لا يزال الفيلم ممنوعا من العرض في مصر وإن كان قد تم تداوله علي أشرطة الفيديو.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.