منذ تولي الرئيس محمد مرسي مرشح حركة الاخوان المسلمين السلطة في مصر، وحركة حماس في غزة لاتكف عن حصد ثمار هذا النصر الكبير بالنسبة لها، والذي يعزز من مكانتها ويثبت أقدامها علي الارض في الاستقلالية وكسب الشرعية التي طالما بحثت عنها منذ الانقلاب الذي نفذته في قطاع غزة في منتصف عام 2006 علي السلطة الفلسطينية الشرعية، فالجولات المكوكية التي تطرق أبواب القاهرة من قبل قادة الحركة، واللقاءات المكثفة التي جمعت هذه الوفود بالرئيس مرسي أكبر دليل علي ذلك، وقد بدأت القيادة المصرية جهودا حثيثة للوساطة بين حركتي فتح وحماس لإغلاق ملف الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية التي يؤيدها الرئيس مرسي تأييدا كاملا. ومن هنا تأتي توقعات حركة حماس كبيرة وضخمة في أن يكون الرئيس مرسي هو المنقذ والملاذ لفلسطيني قطاع غزة برفع الحصار عنه، ثم ربطه بكهرباء مصر بما يعرف بالربط الثماني فضلا عن مد القطاع بأنوب من الغاز المصري، علي أن يتم تحقيق ذلك بعد استقرار الأوضاع في مصر. تدرس حركة حماس الاعلان عن قطاع غزة جزءا محررا من الأراضي الفلسطينية عام 1967 وقطع الارتباطات التجارية بين القطاع واسرائيل، لكن ما يؤخر الإعلان عن هذه الخطوة، المعارضة الشديدة من جانب المؤسسة المصرية والسلطة الفلسطينية في رام الله. وبدأت حماس مناقشة الاعلان عن قطاع غزة محررا منذ عامين لكنها لم تعلن ذلك بسسب المعارضة الشديدة من الاستخبارات المصرية التي تتولي الملف الفلسطيني في المؤسسة المصرية , غير أن الحركة اليوم تري هذه الخطوة أكثر واقعية بعد فوز الدكتور مرسي مرشح الاخوان في انتخابات الرئاسة المصرية. الاعلان عن قطاع غزة محررا، وفتح مسار تجاري في معبر رفح مع مصر إضافة إلي معبر الأفراد كان النقطة الرئيسية علي جدول اللقاء الذي عقده وفد من المكتب السياسي للحركة مع الرئيس المصري الجديد وكذلك علي رأس أولوية البحث مع رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية، فالعلاقة مع مصر الجديدة كما تراها حماس تقوم علي توازن الحاجات وقطاع غزة في حاجة إلي معبر تجاري مع مصر ومصر بحاجة إلي من يحفظ أمن الجبهة الشرقية وكان هنية قد شدد علي ذلك أثناء زيارته الاخيرة للقاهرة ولوح إلي أهمية سيناء وأمنها . ويقول قادة في جماعة الإخوان المسلمين في مصر إن الأمر متروك للرئيس مرسي واعتبارات السياسة المصرية، لكن هذا لايعني أن الاخوان سيتركون قطاع غزة محاصرا ومعزولا , بل يعملون علي رفع الحصار عن سكانه وهو من أولويات مناقشات الوفود المسافرة من غزة وتلتقي بالرئيس مرسي بلا كلل ولا ملل . في الضفة الغربية شأن آخر إذ تعارض الرئاسة والحكومة وحركة فتح بشدة فتح قطاع غزة بصورة كاملة مع مصر خشية أن تستغل اسرائيل هذا الانفتاح وتعزل قطاع غزة وفصله كليا عن الضفة الغربية. ونذكر جميعا أن اسرائيل كانت قد وافقت في جولات المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية السابقة علي فتح ممر آمن بين الضفة الغربية وقطاع غزة عبر اسرائيل لكن مسئولين اسرائيليين أعلنوا في مرات عدة بعد الانسحاب الاسرائيلي من القطاع عام 2005 رغبتهم في القاء غزة في الجانب المصري وفصلها كليا عن الضفة الغربية وهذا يصب في مصلحة اسرائيل لأنه سيعفيها بصفتها دولة احتلال مسئوليتها تجاه القطاع وسيؤدي إلي انهاء حل الدولتين وانفتاح القطاع علي مصر بصورة كاملة لابد أن يكون ضمن مصالحة كاملة تحافظ علي الارتباط الوثيق بين جزئي الوطن الضفة وغزة وتحول دون حدوث الانفصال . تبرر حماس تأييدها للاعلان عن القطاع بقعة محررة بأن إبقاء غزة تحت الاحتلال لايفيد الفلسطينيين من سكان القطاع ولايفيد مصر ولا السلطة وتعتبر أن الوحدة بين غزة والضفة والشتات محفوظة من خلال منظمة التحرير الفلسطينية التي تمثل كل الفلسطينيين وتسعي إلي تحقيق أهدافهم الوطنية، أما تحرير قطاع غزة بالكامل وفصله عن الاحتلال وتنظيم العلاقات التجارية مع مصر فهو لايعيق الأهداف الوطنية بل يعمل علي تحقيقها !.