الفيروس القادم من تل أبيب مجهول العلاج والتركيبة الوراثية مخاوف وتحذيرات من "الجلدي العقدي" في أشهر الصيف القادم د .نادر نور الدين: يجب تطوير الأمصال كل عام د .خيري حامد: ابحثوا عن بدائل للحوم الحمراء الحمي القلاعية هي مرض معد بين الابقار والأغنام والخنازير خاصة صغار السن من هذه الحيوانات وأثبتت الدراسات انه يوجد 7 أنواع مختلفة لهذا الفيروس من بينها نوع واحد يوجد في مصر هو "أوه وان" . وتشير احصائيات في مختلف البلدان الغربية التي يرتفع فيها معدل استهلاك اللحوم ان اللحوم كمجموعة غذائية تشكل أهم المجاميع الغذائية المسئولة عن حالات العدوي والتسممات الغذائية ففي أمريكا مثلا تشير الاحصائيات الصادرة عن مركز السيطرة علي الأمراض وأكدت منظمة الصحة العالمية ومنظمة صحة الحيوان العالمية ان مرض الحمي القلاعية لا يمثل مشكلة علي صحة الانسان وانه من النادر جدا اصابة الانسان بفيروس الحمي القلاعية الذي يحدث عن طريق ملامسة الفيروس للجلد المصاب بجروح عند التعامل مع الماشية المصابة وكشفت ان الذين أصيبوا من هذا المرض حوالي 40 حالة فقط منذ عام 1921 حتي عام 1969 ولم تسجل أية مضاعفات . أوضحت ان أعراض المرض بسيطة وهي ارتفاع في درجة الحرارة وتقيحات في القدم والفم واليدين ويشفي المريض منه تلقائيا ولا ينتقل من انسان لإنسان ولا عن طريق أكل اللحوم أو شرب اللبن وأنه يتم علاج الاعراض التي تظهر علي المريض . الخبراء اختلفوا في تشخيصهم لمرض الحمي القلاعية من حيث مدي اصابة المرض للانسان حيث أكد البعض ان المرض لا يصيب الإنسان علي الاطلاق بينما أكد البعض الآخر انه من الممكن ان يصيب الإنسان بالكثير من الامراض وتوقعوا انتشار مرض آخر يشبه الحمي القلاعية في فترة الصيف وهو مرض الجلد العقدي حيث ينتشر هذا المرض في كينيا والسودان ومن السهولة ان يصل إلي مصر لذلك لابد أن تحرص الدولة علي التنبؤ بالأزمة قبل وقوعها وتتبع عمليات التحصين المختلفة التي تتبعها دول الجوار موضحين ان أزمة انفلونزا الطيور كانت أزمة مفتعلة ولكن أزمة الحمي القلاعية أزمة حقيقية . يقول دكتور نادر نور الدين خبير الاقتصاد الزراعي أن وزارة الصحة أعلنت رسميا عن تفشي مرض الحمي القلاعية من خلال مصدرين أولا الأبقار المهربة عن طريق الانفاق بين مصر وغزة في سيناء وثبت ان كل هذه الابقار كانت حاملة لفيروس الحمي القلاعية وكذلك فإن بعض الأبقار الفريزيان التي استوردها رجال الأعمال من اسرائيل لمزارعهم الخاصة كانت حاملة لنفس الفيروس بالاضافة الي المواشي التي تم تهريبها من ليبيا عقب الثورة الليبية الي مرسي مطروح واسكندرية وقيل ان هذه المواشي كانت حاملة للمرض مما ادي لانتشاره خاصة وانه فيروس سريع يستطيع الانتشار عن طريق الهواء لمسافة تتجاوز ال60 مترا وإذ قابل مجري مائيا يستطيع أن يتكيف معه وينتشر من خلاله . المصدر الثاني عن طريق المواشي المستوردة خاصة من أثيوبيا حيث انها حاملة لهذا المرض وذلك كان أحد الأسباب التي أدت في عام 2005 لوقف الاستيراد من أثيوبيا نظرا لتفشي المرض في مصر عقب استيراد كميات كبيرة من الأبقار الاثيوبية وتم الايقاف لمدة عام حينها وصرح وزير الزراعة الحالي خلال الأيام الماضية بإعادة إيقاف الاستيراد من اثيوبيا مرة أخري عقب وجود تجاوز في حجم المواشي المستوردة علي مدار العامين الماضيين في حين انه كان شرط التعاقد هو ألا يزيد عمر الحيوانات علي 3 سنوات ورغم هذا تم اكتشاف حيوانات تتجاوز اعمارها ال9 سنوات وبالتالي تكون مناعتها ضعيفة وحاملة للمرض بنسب أكبر . ومن المعروف أن دول الجنوب اثيوبيا وتنزانيا والسودان وباقي دول المنابع هي الموطن الاساسي لهذه الامراض ومن المعروف أنها منطقة امراض حيوانية نظرا لعدم توافر أساليب رعاية بيطرية . كما يتوقع د .نادر نور الدين انتشار مرض "الجلدي العقدي" خلال الفترة القادمة والذي تسبب في انتكاسة كبيرة للثروة الحيوانية في مصر عام 2005 خفضتها من 16 مليون رأس ل8 ملايين حاليا ومن المعروف انه إذا تم السماح بدخول مرض فإنه من المتوقع ان تدخل مجموعة امراض معه مشيرا إلي ان بعض هذه الامراض قد ينتقل للإنسان مثل الجلدي العقدي وهو مرض الجدري في الانسان وبالتالي فهو أخطر من الحمي القلاعية . وأضاف ان الأمراض الفيروسية تتغير باستمرار وبالتالي لا بد كل عام من تطوير الامصال لتعالج الفيروسات المتطورة التي تشهد تغيرا في تركيبها باستمرار . أشار إلي ان فيروس الحمي القلاعية القادم من اثيوبيا يختلف في تركيبه عن السلالة القادمة من اسرائيل وقطاع غزة فالفيروس القادم من اثيوبيا عادي بينما الفيروس القادم من اسرائيل سلالة جديدة يسمي "سات 2" لم يتم اكتشاف امصال لها بعد وبالتالي فإن الحيوانات المصابة بالفيروس القادم من اسرائيل وغزة لا يمكن علاجها لأن المصل للوقاية من المرض وليس معالجته . ليس وباء واختلف معه في الرأي دكتور يحيي متولي استاذ اقتصاديات الانتاج الزراعي أن مشكلات الحمي القلاعية موجودة علي مستوي بعض المحافظات وليست منتشرة في جميعها مؤكدا ان هذا المرض لم يصل لمرحلة الوباء بعد حيث توجد سيطرة كاملة عليه وهو مرض يصيب العجول الصغيرة سنا فقط ولا يمس العجول الكبيرة . توقع ان ترتفع أسعار اللحوم في الفترة المقبلة تأثرا بهذا المرض ولن يكون هناك بديل آخر أمام المستهلك سوي اللجوء للحوم البيضاء ولن يتمكن المستهلك من الاعتماد علي الأسماك كبديل آخر نتيجة لوجود العديد من المشكلات حولها ومن المؤكد ان انتاج اللحوم البيضاء لن يفي استهلاك المعدل الطبيعي للفرد وبالتالي فمن المتوقع أن يستغل التجار هذا الظرف ويقوموا برفع الأسعار ل23 جنيها للكيلو وهو أعلي معدل للأسعار وصلت إليه علي الاطلاق . أكد ان الحمي القلاعية لن تصيب الانسان وهذا ما أكدته الابحاث مؤخرا مشيرا الي ان استمرار وجود هذا المرض سيؤثر علي الانتاج الحيواني في مصر وقد يصل لحد الانقراض في بعض السلالات متوقعا أن يصل سعر اللحوم الجيدة من 75 80 جنيها وسعر اللحوم الأقل جودة من 60 70 جنيها . ومن ناحية أخري أكد ان ارتفاع الاسعار لن تتأثر به سوي الطبقة المتوسطة ومرتفعة الدخل حيث إن الطبقة الفقيرة لا تعتمد علي اللحوم كغذاء لها . شبه متولي هذا المرض بانفلونزا الطيور الذي تعرضت له مصر خلال العام الماضي وأثار حوله العديد من التشويه مشيرا إلي ان الاختلاف بينهما ان الحمي القلاعية مرض حقيقي وموجود في مصر بالفعل أما انفلونزا الطيور فهي أزمة افتعلها النظام السابق لإلهاء المواطنين عن أحوال البلد ويرجع أصل وجود هذا المرض في العجول المصرية الي انه قد يكون خطة مدبرة من أطراف مجهولة للتأثير علي الثروة الحيوانية المصرية واغراق مصر في الأزمات طوال الوقت . بدائل للحوم ويري دكتور خيري حامد استاذ الاقتصاد الزراعي بالمركز القومي للبحوث انه علي المواطنين البحث عن بدائل للحوم الحمراء بحيث يتجهون للحوم البيضاء والاسماك بشكل أكبر . مؤكدا انه علي اجهزة الدولة ان يكون لديها سياسة التعامل مع الأزمات بحيث يكون لديها بعد استراتيجي للتعامل مع هذه الازمات حيث لا بد ان تتنبأ الدولة بالأزمة قبل الوقوع بها وان يكون لديها حلول وبدائل مختلفة للخروج منها بأقل الخسائر موضحا انه لا بد أن تقوم الحكومة بتكثيف الحملات البيطرية علي مربي العجول الصغيرة حيث يوجد حالات كثيرة من الصعب اكتشافها عند التفتيش ومن السهل جدا ان ينتقل هذا المرض من حيوان إلي حيوان آخر . ويضيف دكتور زغلول خضر باحث في صحة الحيوان بجامعة المنصورة انه من السهل جدا تقليل الخسائر الناتجة عن هذا المرض عن طريق التحصين حيث تستخدم كل دول الجوار وسائل عديدة للتحصين موضحا انه إذا اتبعت مصر هذه الطرق ستصل الي الآمان الحيوي . وأوضح ان السعودية من أكثر الدول التي توجد بها العديد من الأمراض المتعلقة بالحيوانات وتعاني الكثير من المشكلات إلا انها عن طريق استخدام اساليب تحصين جيدة تتخطي هذه الأزمات بسهولة والمشكلات المحيطة بها لا تتعدي ال2% ومن المفترض ان تتخذ مصر احتياطات أكبر من السعودية بشكل أكبر . وأشار إلي ان مرض الحمي القلاعية ينقسم الي نوعين من الفيروسات مشيرا إلي ان مرض الحمي القلاعية من الممكن ان تحدث به تطورات فنسبة تحول المرض من الحالة العادية الي الحالة الأخطر تصل الي 90% والعكس صحيح ونسبة تحول المرض من الحالة الاخطر إلي الحالة العادية تصل الي 10% . كما توقع خضر ان يصيب الثروة الحيوانية في مصر خلال الشهرين المقبلين مرض يعرف باسم "المرض الجلدي العقدي" إذا لم تتخذ أدوات التحصين الجيدة وهو ينتشر في الصيف ويوجد حاليا في كينيا والسودان وبالتالي من السهل جدا ان يصل الي مصر وهو مرض يشبه الحمي القلاعية هذا بالاضافة الي ان نسبة 30% من انتاج الدواجن بمصر معرض للخطر بسبب أن الدواجن أيضا تحيطها بعض المشكلات .