قال الكاتب والمؤرخ البريطاني تيموثي جارتون آش إن أمريكا لم تكن ترغب في قطع المعونة العسكرية عن مصر، لأن تلك المعونة مفيدة للاقتصاد الأمريكي، وتستفيد منها شركات تصنيع الأسلحة وتوفر عدداً من الوظائف للأمريكيين، ولا يمكن المخاطرة بذلك في العام الذي سيشهد انتخابات الرئاسة الأمريكية. جاء ذلك في سياق مقال للكاتب بصحيفة الجارديان البريطانية تحت عنوان زأمريكا والشرق الأوسط والقصة الغريبة لسام لحودس عن قضية المنظمات المتهمة بتلقي تمويل أجنبي في مصر، واتهام 16 أمريكيين فيها أبرزهم سام لحود، مدير المعهد الجمهوري في مصر، ونجل وزير النقل الأمريكي راي لاحود. وتساءل الكاتب عن سر الموقف الأمريكي الهادئ في التعامل مع تلك القضية برغم تهديدات قطع المعونة السنوية عن مصر التي تقدر ب 1.5 مليار دولار، ويقول مثلا، إن السيناتور الجمهوري جون ماكين، الذي قام بزيارة مصر لبحث تلك الأزمة ضمن وفد من أعضاء مجلس الشيوخ تبني نبرة هادئة علي غير عادته، فماكين الذي يوصف بأنه إنديانا جونز السياسة الامريكية، ويعد آفة الحكام المستبدين، تصرف بشكل هادئ مع مصر التي لا تزال خاضعة للحكم العسكري. فبينما قال ماكين، علي حسابه الخاص علي تويتر، للرئيس الروسي المنتخب فلاديمير بوتين، في ديسمبر الماضي، زعزيزي فلاد إن الربيع العربي قادم إلي بلد قريب منكس، نجده يعلق علي لقائه مع المشير طنطاوي ويصفه باللقاء البناء. ويوضح جارتن أنه ليس خبيرا في شئون الشرق الأوسط ليتحدث عن سر الموقف الأمريكي، لكنه توجه إلي الخبراء لسؤالهم فوجد عدة تفسيرات. وأضاف: هناك من قال إن ماكين كان يهدف إلي إخراج الأمريكيين من مصر أولا، ولذا لم رفض مقترح خفض أو قطع المعونة، وقال في مقابلة مع زسي إن إنس شروط اتفاق كامب ديفيد لا تتفق مع قطع المعونة، وهو ما يعني أمن إسرائيل الذي يعد التزاما معنويا وتاريخيا حيويا من أمريكا يستلزم استمرار تعاونها مع الجيش المصري. وأشار إلي أن أمريكا تتعامل مع مصر منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد علي أنها مقاول من الباطن للحفاظ علي أمن إسرائيل، وبالتالي فإن أهميتها تزداد في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل الآن مخاطر كبيرة بعد فوز الإسلاميين في الانتخابات التي أجريت في دول الربيع العربي. كما أن هناك المرور عبر قناة السويس وغيرها من المصالح الاستراتيجية الأمريكية في مصر، التي ينظر إليها باعتبارها شديدة الأهمية لدرجة لا يمكن المخاطرة بها في الوقت الذي تشعر فيه إسرائيل بتهديد مياشر من الإسلاميين، ومن إيران النووية أيضا. وهناك نقطة أخري لم يتحدث هنا الكثيرون، وهي أن المعونة العسكرية التي تقدمها الولاياتالمتحدة لمصر مفيدة للاقتصاد الامريكي؛ لأنها تستخدم في تصنيع أسلحة أمريكية، وتساعد في توظيف عدد من الأمريكيين، وهو أمر لا يمكن التضحية به أيضا في العام الذي سيشهد إجراء انتخابات الرئاسة