ثارت معركة حامية بين الخبراء في عالم الفن بمناسبة عمليات ترميم اللوحات والأعمال الفنية الكبري التي تجري في متحف اللوفر الفرنسي في باريس وأدت المعركة إلي ان تقدم اثنان من كبار خبراء الفن في فرنسا باستقالتيهما من اللجنة الاستشارية التي تشرف علي عمليات الترميم وذلك احتجاجا علي ما وصفوه بالطريقة الوحشية التي يتم بها هذا الترميم والتي يرون أنها تفقد العمل الفني التاريخي جانبا كبيرا من صدقه والاثنان هما سيجو كيين بيرخين لانجل المدير السابق لإدارة حفظ القطع الفنية في اللوفر وفي المتحف القومي الفرنسي وبيير كوزان المدير السابق لإدارة اللوحات في اللوفر وأعلنا الأسباب المجددة وراء استقالتيهما واكد اللوفر الاستقالة لكنه امتنع عن مزيد من التعليق وقال الأول انه في كل خطوة من خطوات الترميم كنت أعد تقريرا مكتوبا للمتحف وأشرح وجهة نظري ومخاوفي بشأن العملية التي اعتبرها متوحشة للغاية ومؤذية للوحات وقيل ان الثاني كان تعيسا بهذه العملية التي يري انه مضيت إلي أبعد من المطلوب للمحافظة علي اصالة الأعمال الفنية وقالت انترناشونال هيرالد تربيون: إن الترميم نتج عنه لوحات براقة تعجب الجمهور. لكنها أغضبت المتخصصين وأثارت قلقهم وكانت عملية ترميم وتنظيف اللوحات قد انتهت في منتصف ديسمبر. وقالت الصحيفة: ان من الشائع ان يعارض الخبراء المدي الذي تذهب إليه عمليات الترميم في الأعمال البارزة في الفن وان عملية كاتدرائية سيستين لمايكل انجلو التي تمت في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي مثلا أثارت انتقادات واسعة بين الخبراء الذين قالوا إن الكثير من صفات العمل الأصلي قد فقدت خلال عملية ازالة أدخنة الشموع والأتربة التي تراكمت علي اللوحة علي مر السنين. لكن الاعتراض الآن بالنسبة لترميم لوحات ليوناردو دافنشي كان غير عادي حيث جاء من داخل دوائر الاستشاريين في اللوفر ذاته ومن جماعة من 20 خبيرا من أصحاب سلطة اتخاذ القرار الذين يحوذون احترافا عالميا واسعا في هذا المجال. واللوحة التي ثار حولها كل هذا الجدل هي لوحة "العذراء والطفل" ليوناردو دافنشي والتي كان يحوزها فرانسيس وان عام 1511 وتعتبر الثانية في الأهمية والشهرة بعد لوحة موناليزا من أعمال ليوناردو دافنشي المتأخرة وكان من المقرر عرضها في معرض اللوفر مارس القادم لذلك كانت هناك عجلة في عملية الترميم.