حاول العراق كثيرا أن يلحق بقطار مجلس التعاون الخليجي، لكن الأمر كان عصيا، وقاوم أهل الخليج رغبة عراق صدام بمنتهي الشراسة، وكانت الجنة أقرب إلي صدام من الفوز بعضوية المجلس! ثم كان أن ترجي اليمن، وحاول طويلا، لكن كل المحاولات باءت بالفشل المبين، والحجج والذرائع لا تنتهي، والمحصلة أن اليمن الذي كان سعيدا استمر تعيسا ببعده عن جنة التعاون! وفي النموذجين العراقي واليمني كان الجغرافيا في صف الانضمام للقافلة الخليجية، لكن الايدلوجيا مرة، والسياسة مرات، ورغبات دولية وربما اقليمية لعبت دورا سلبيا في إبعاد كليهما العراق واليمن عن الالتحاق بركب التعاون! لكن، ورغم أن الجغرافيا لم تكن في صف الأردن، وبالقطاع كانت ضد المغرب، فإن السياسة، وبدقة أكثر الثورات أو "الربيع العربي" جعل البعيد قريبا، ولتذهب الجغرافيا إلي الجحيم! مجلس التعاون قرر شطب الجغرافيا، واعادة رسم الخرائط عبر برنامج اقتصادي تنموي مدته 5 سنوات لدعم الاردن والمغرب، حتي يليقا بعضوية المجلس. البعض ممن فاجأتهم الخطوة قبل عدة أسابيع تساءلوا: هل نحن بصدد مجلس الملكيات العربية؟ غير أن كل من يعنيهم الأمر أشاحوا بوجوهم بعيدا عمن وجه السؤال، ولم يكن في الأمر صعوبة بعد أن غضوا الطرف عن الحقائق الجغرافية التي لا يمكن إغفالها! فجأة تم استدعاء الحديث عن القواسم المشتركة والتحديات الراهنة، وما يفرضه "المنطق" لتطوير العلاقات بشكل يترجم "الانسجام" الاجتماعي والسياسي و... و... ولتسقط الجغرافيا!