تحقيق النهضة الشاملة لا يمكن أن يتم بمعزل عن العلماء والبحث العلمي فهم الذين وضعوا الأولويات والخطط التي دفعت مسيرة التنمية في كل دول العالم المتقدم.. وعلينا أن نعلم أن الاستثمار في الابتكار والإبداع والبحث العلمي هو أعلي استثمار في العالم، فهو الذي قاد دول العالم المتقدم الي تحقيق مستويات نمو مرتفعة، وهو الذي استطاع أن ينتشل دولا كثيرة من خطر الإفلاس مثل ماليزيا والصين والبرازيل وتركيا . الإبداع والبحث العلمي والتطوير كانت أيضا من أهم مطالب ثورة 25 يناير التي أكدت أن الاهتمام بمجالات البحث العلمي أصبح أمرا حتميا في ظل المتغيرات والتطورات الكبيرة التي تشهدها الأسواق العالمية . ومن هنا تأتي أهمية المؤتمر الأخير الذي عقدته جمعية شركاء النجاح للتنمية الاقتصادية الأسبوع الماضي تحت مسمي (دور وجهود المجتمع في دعم ورعاية وتطبيق مجالات الإبداع والابتكار) بمشاركة العديد من مجتمعات رجال الأعمال والمستثمرين في مختلف الأنشطة، حيث أكد الخبراء والمختصون ل "العالم اليوم" أن أهم ما سعوا لتأكيده من خلال هذا المؤتمر هو كيفية تقديم الدعم الفني والتسويقي لموضوعات الابتكار بالتعاون مع جمعيات المستثمرين في مختلف المحافظات، بالاضافة الي القاء الضوء علي بعض الأنظمة والبرامج التعليمية والتدريبية التي تساعد في إيجاد وتحفيز كوادر الإبداع والابتكار مع تأكيد ضرورة مسايرة التطورات والاتجاهات العالمية للدول المتقدمة وتطوير وتعديل النظم والبرامج التعليمية بما يسهم في دعم تلك الكوادر، فهل حقا ستشهد الفترة القادمة مزيدا من الاهتمام بمجالات دعم الابتكار والبحث العلمي مع أن الظروف الحالية غير مناسبة؟ بداية، يري المهندس علي حمزة عبدالكريم عضو مجلس إدارة اتحاد المستثمرين ورئيس لجنة تنمية استثمار الصعيد ضرورة تبني برامج شاملة لتطوير وتنمية قدرات المبدعين والمبتكرين خاصة في المؤسسات مع الأخذ بعين الاعتبار الاستفادة من التجارب الإقليمية والعالمية الرائدة في هذا المجال وضرورة الاهتمام بتدريب وإعداد القادة لتولي المناصب القيادية.. إضافة الي الاهتمام بإعداد استراتيجيات خاصة موجهة إلي استكشاف القيادات الواعدة المبدعة والموهوبة والعناية بها تأهيلا وتدريبا وتحفيزا وضرورة تطوير قيادات الصفين الثالث والرابع ووضع استراتيجية تعمل علي تطبيق ثقافة التغيير والإبداع والتميز المؤسسي المستمر . وطالب عبدالكريم بضرورة تزويد القيادات المبدعة بالاتجاهات الإدارية الحديثة المبنية علي علم الإدارة الحديثة وتكنولوجيا المعلومات التي تؤدي الي تطوير آلية العمل الإداري لدي الموظفين والإداريين في مجال الخدمات الإلكترونية التي تشكل ركنا أساسيا من أركان التطور المعرفي للمؤسسات والدوائر الحكومية . وشدد عبدالكريم علي اختيار الأشخاص الذين يتوافر لديهم الاستعداد للقيادة من خلال اجتيازهم اختبارات تكشف هذا الاستعداد والاهتمام بإعداد تقارير تقييم الأداء للموظفين في المؤسسات بشكل جاد حتي يمكن الاستفادة منها في معرفة مدي توافر الصفات القيادية . ولفت عبدالكريم الي أهمية اختيار القيادات الإدارية المستقبلية ووضع الخطط اللازمة لتنمية وتطوير أدائهم القيادي، إذ إن برامج تنمية وتطوير القيادات الإدارية تسهم بفعالية في إيجاد رأسمال بشري من خلال صقل المعارف والمهارات والقدرات واجراء التغيير المرغوب في اتجاهاتهم وسلوكياتهم حيث تسهم في الاكتشاف المبكر للذين لديهم مواهب وطاقات كامنة وقدرات تمكنهم من ان يكونوا مديري المستقبل. من جانبه، أكد محمد القاضي مدير عام الموارد البشرية بإحدي شركات القطاع الخاص أن تنمية الموارد البشرية وحثها علي الإبداع والابتكار عامل مهم في تعزيز القدرات الإنتاجية والتنافسية للمنظمات والمجتمعات وبالتالي أصبح استقطابها وتوظيفها والمحافظة عليها وتدريبها وتحفيزها أمراً في غاية الأهمية مشيرا إلي أن الأولوية التي يحتلها الرأسمال البشري في الاقتصاد المعرفي أدت إلي صراع عالمي حول الموهوبين ولفت إلي أن الإدارة بأي مؤسسة