السفير جمال بيومي: الخليج لن يكون بديلا للاستثمار الأجنبي د. عبدالمطلب عبدالحميد: بوادر إعلان حكومة دينية في السلطة يزيد من مخاوف المستثمرين العرب يماني فلفلة: تمهيد الطريق للمستثمري المحلي هو البداية الصحيحة عادل العزبي: لا يمكن جذب أي استثمارات ومازالت الصورة غير واضحة المعالم محمد الشيخ جذب الاستثمار الأجنبي المباشر هو الحلم الذي يجب أن تركز عليه كل القوي الوطنية خلال الفترة القادمة حتي نستطيع إعادة عجلة الاقتصاد المصري للدوران بكل قوة.. خاصة اذا كنا نحلم بعودة معدلات النمو إلي ما كانت عليه قبل الثورة فيجب أن نصل بمعدلات الاستثمار "المحلي والأجنبي" إلي نسبة 25% من الناتج المحلي الإجمالي ومما يزيد من صعوبة تحقيق هذا الحلم أن الأزمة العالمية مازالت تلقي بظلالها علي الشريك الرئيسي لمصر وهو الاتحاد الأوروبي.. والبديل العربي يمر هو الآخر بمتغيرات سياسية وهو ما كشفه عنه تقرير المؤسسة العربية لضمان الاستثمار مؤخرا حيث توقع أن تتراجع تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر خلال 2011 في المنطقة العربية بمعدل يتراوح بين 10% و15% مقارنة بالتدفقات الواردة عام 2010 بسبب التطورات السياسية الأخيرة التي ألقت بظلالها في المدي القصير علي مناخ الاستثمار في المنطقة. وهذا الحلم بدأت حكومة شرف منذ توليها المسئولية بالتركيز عليه من خلال الزيارات المتكررة لدول الخليج وآخرها البحرين والامارات حيث دعت البحرين باستثمار 3 مليارات دولار في مصر خلال الفترة القادمة.. وكل هذه الزيارات هي محاولات لاجتذاب المزيد من الاستثمارات الخليجية خاصة أنهم الأقرب والأفضل في القدرة المالية من أجل الإسهام في دفع عجلة التنمية الاقتصادية بمصر في مرحلة ما بعد الثورة. ولكن هناك عدد من التساؤلات التي أثيرت بالتوازي مع هذه الزيارات.. هل العرب خائفون حتي هذه اللحظة من زيادة استثماراتهم في مصر خاصة مع ظهور بعض الاتجاهات المعادية لهم؟! هل الهجوم المتلاحق والمتواصل الذي يتعرض له بعض رجال الأعمال العرب مثل الوليد بن طلال يمكن أن تدفع المستثمرين الجادين للاحجام عن زيادة استثماراتهم في مصر؟! هل نحتاج بالتوازي مع هذه الزيارات إلي مزيد من الإجراءات لتشجيع زيادة الاستثمارات العربية في مصر؟! بداية يؤكد السفير جمال بيومي الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب ان الاستثمارات العربية لن تكون بديلا عن الاستثمار الأجنبي خاصة أن الاستثمارات الأجنبية لها ولكنها تبحث عن الامان في الأساس.. مشيرا إلي أن الزيارة الأخيرة التي قام بها الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء حققت عدة نتائج وعلي رأسها أنها ردت بطريقة مباشرة علي دعاوي الخلاف بين مصر والبحرين والامارات حيث أكدت كل من البحرين والامارات دعمهما لاستقرار الاوضاع في مصر واستعدادهما لدعم مشروعات الاستثمار المشترك.. كما أعلنت البحرين عن ضخها 3 مليارات دولار استثمارات جديدة خلال الفترة القادمة وهذا الرقم في مقدور البحرين خاصة أنها أكبر سوق مالي في المنطقة العربية. وطالب بيومي الحكومة بتوسيع دائرة التوجه العربي لتشمل كل الدول العربية وليس دول الخليج فقط مثل جنوب السودان وليبيا وتونس التي تمتلك خبرة كبيرة في مجال التجارة الدولية.. مؤكدا أن الخليج يأتي علي رأس قائمة مصادر التمويل خلال الفترة القادمة. أما الدكتور عبدالمطلب عبدالحميد مدير مركز البحوث الاقتصادية بأكاديمية السادات أكد أن جهات عربية عديدة أعلنت عن ضخ استثمارات جديدة في مصر بعد الثورة وعلي رأسها مجموعة من رجال الأعمال السعوديين الذين أعلنوا عن نيتهم تأسيس بنك بقيمة مليار جنيه في القاهرة لمساعدة الحكومة المصرية إلا أن الدعوة اختفت بعد الهجوم المتواصل والملاحقات التي يتعرض له بعض رجال الأعمال مثلما حدث مع الوليد بن طلال بخلاف بعض الدعوات لمراجعة أعمال مجموعة شركات الخرافي والتي أثرت إلي حد كبير في ثقة رجال الأعمال بالاقتصاد المصري. وأضاف عبدالمطلب أن عددا من رجال الأعمال العرب أعلنوا في العديد من المؤتمرات عند تخوفهم من ظهور بوادر من شأنها إعلاء حكومة دينية في السلطة بمصر مما قد يزيد من عدم الثقة بالاقتصاد المصري لأن ذلك يؤدي إلي مد وقت الصراع في الشارع المصري وبالتالي عدم استقرار الأوضاع وهو ما يمكن أن يخيف المستثمرين العرب بصورة خاصة. أما يماني فلفلة رئيس مجلس الأعمال المصري المغربي يري أن البداية الصحيحة لجذب أي استثمارات أجنبية أو عربية هو تمهيد الطريق أولا أمام المستثمر المحلي.. مؤكدا أنه لن يبني مصر إلا سواعد أبنائها وذلك من خلال ايجاد مناخ جاذب للاستثمار المحلي وأكد فلفلة أن كل إجراءات الاستثمار تحتاج إلي تعديلات والقوانين تحتاج للمراجعة خاصة أنها أصبحت قوانين "مذرية" من كثرة تعديلها.