سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مؤكدا تمسكه بزيادة الضرائب علي الأغنياء من العام القادم 2012...أوباما يعلن خطته لعلاج العجز المالي الأمريكي والجمهوريون يعتبرونها إعلانا للحرب بين الطبقات!
بعد شهور من المناوشات غير الحاسمة بين الجمهوريين والديمقراطيين سواء داخل الكونجرس او خارجه لايزال الجدل قائما بين الطرفين والمعركة مستمرة، والجديد في الامر ان المعركة وصلت الي مرحلة الجد، ففي يوم 13 إبريل أعلن الرئيس أوباما وفريقه رؤيتهم طويلة الامد سواء في شأن الدين العام او عجز الموازنة وكان الجمهوريون في مجلس النواب قد سبقوهم بأسبوع واعلنوا رؤيتهم في الشأن ذاته وهكذا صارت الخطوط الفاصلة بين المعسكرين وخطوط التماس بينهما واضحة ومحددة علي حد قول مجلة "الايكونوميست" في عدد 16 إبريل. وفيما يخص خفض عجز الموازنة لم تختلف الارقام كثيرا بين خطة اوباما وخطة النواب الجمهوريين، فالرئيس اوباما يريد خفض العجز بمقدار 4 تريليونات دولار علي امتداد 12 سنة بينما الجمهوريون يرون ان يكون الخفض 4.4 تريليون دولار وعلي مدي 10 سنوات فقط ولكن اساليب ادوات كل من الفريقين في تحقيق هذا الخفض تختلف عن بعضها جدا، ففي حين يريد الجمهوريون خفض الضرائب يسعي اوباما لزيادتها بمقدار تريليون دولار او يزيد، كذلك يريد اوباما تقوية الخطة الاصلاحية التي نفذها في مجال التأمين الصحي وبالمقابل يريد الجمهوريون إلغاءها كليا، واقترح اوباما ايضا خفض الانفاق العسكري بينما كان الجمهوريون عزوفين عن المساس بهذا البند من الانفاق العام، وعلي غرار ما فعل بول ريان عضو الكونجرس الذي صاغ خطة الجمهوريين فإن خطة الرئيس اوباما اعتنت بخفض الدين العام وخفض عجز الموازنة معا وفي آن واحد وان كانت اساليب اوباما في تحقيق هذا الهدف قد جاءت مؤكدة لعقائد الديمقراطيين وصارمة لمنافسيهم في الكونجرس. وقد حرص الرئيس اوباما وهو يقدم خطة معالجة العجز المالي الامريكي علي ان يوضح مرارا وتكرارا نقاط خلاف خطته مع خطة الجمهوريين وادانة صورة امريكا التي جسدتها مقترحاتهم في هذا المجال، وقال الرئيس اوباما ان الامريكيين الاغني عليهم ان يدفعوا ضرائب اكثر وليس اقل من الامريكيين الافقر الذين يتعين ايضا الا نلسعهم بنيران خفض الانفاق وكرر الرجل ان خطة الجمهوريين ستخرج 50 مليون امريكي من مظلة التأمين الصحي وستترك الطرق والكباري من دون اصلاح او تطوير وستسمح لبلدان مثل البرازيل والصين وكوريا الجنوبية بالتفوق علي امريكا في مجال التعليم والتكنولوجيا وكل ذلك من اجل خفض الضرائب علي الاغنياء. وبدلا من ذلك اقترح الرئيس اوباما خفض الانفاق بمقدار تريليون دولار مع زيادة الضرائب بمقدار تريليون واحد قائلا: ان الخطوتين معا ستخفضان عبء خدمة الدين بمقدار تريليون دولار، وفيما يخص خفض الانفاق اقترح اوباما اقتطاع 400 مليار دولار من ميزانية القوات المسلحة مقابل 480 مليار دولار من الرعاية الصحية ونحو 360 مليار دولار من البنود الاصغر مثل الدعم الزراعي واقتطاع 770 مليار دولار من البنود التقديرية للميزانية التي تتغير من عام الي عام، اما الزيادة في الإيرادات فستأتي كلها من سد الثغرات الموجودة في القوانين الضريبية، وقد أكد اوباما انه قد يبدأ في زيادة الضرائب علي الاغنياء اعتبارا من العام القادم 2012 مثلما هو مقرر ان يحدث حسب الاتفاقات السابقة مع الجمهوريين ولكن هذه الانفاقات كما هو معروف تتضمن رفع الضرائب علي الجميع أغنياء وفقراء وطبقة وسطي وهو ما تراجع عنه اوباما مقررا رفع الضرائب علي الاغنياء في المقام الاول ولانه يفترض ان ذلك سيحدث حتما علي الرغم من معارضته الجمهوريين فإن الرئيس اوباما لم يذكر الزيادة الضريبية المقترحة في ارقام خطته. وتقول مجلة "الايكونوميست" ان اصعب نقاط الخلاف بين اوباما وخصومه الجمهوريين هي ما يخص التأمين الصحي، فخطة بول ريان تقترح منح كبار السن الامريكيين كوبونات لشراء تأمين صحي من شركات القطاع الخاص المعنية بدلا من دفع نصيب الاسد من فواتير علاجهم بصورة مباشرة والفكرة في ذلك انه يمكن التحكم في زيادة قيمة هذه الكوبونات وجعلها تزيد ببطء في حين ان تكاليف العلاج ستزيد بسرعة اكبر حسب قوانين السوق ومؤدي ذلك ان كبار السن سيتحملون جزءا اكبر من تكاليف علاجهم نيابة عن الدولة، وهنا يقول اوباما انه لن يترك المسنين تحت رحمة شركات التأمين الصحي الخاصة ويكتفي بإعطائهم دعما تتناقص قيمته لتغطية اعباء تتزايد تكاليفها، وبدلا من