يبدو أن سوق الذهب سيعاكس أمنيات التجار الذين كانوا ينتظرون نشاط الصيف الحالي، خصوصا مع عودة المغتربين وزيادة المناسبات الاجتماعية، لدخل في ركود من جديد بسبب الانفلات الأمني وتذبذب الأسعار الذي ألقي بظلاله علي الأسعار في السوق المحلية، وكانت عمليات الشراء والبيع في نطاق محدود. وقال جرجس ميخائيل تاجر ذهب إن الاقبال علي بيع وشراء الذهب مازال ضعيفا والسبب في ذلك يعود إلي ركود الأسعار في الأسواق العالمية والتي تنعكس مباشرة علي الأسعار في السوق المحلية مسببة حالة من عدم الطمأنينة للراغبين في البيع والشراء، إلا بنسب قليلة من قبل المقبلين علي الزواج. وقال لا أنتظر رواجا الموسم الجاري وأتوقع أن يكون ركودا أكبر من موسم العام الماضي. أكد أن الكساد يضرب سوق الذهب بعد انصراف الشباب المقبل علي الزواج عن شراء الذهب في ظل الظروف الحالية والاكتفاء بتقديم دبلة وخاتم أو شراء الذهب الصيني وقد أحجم الزبائن عن شراء الذهب لعدم وجود فائض في ميزانية الأسرة والاهتمام بمصروفات التعليم والدروس الخصوصية والامتحانات وتوفير الطعام. ويقول طاهر الامبابي صاحب محل ذهب بعد ارتفاع أسعار الذهب ظهرت موضة تأجير الشبكة كاملة في اليوم الواحد بسعر 500 جنيه لمواجهة عدم استقرار سعر الذهب وهناك محال تقوم بتأجير الشبكة بعد توقيع الشاب ايصالات أمانة بقيمة الشبكة. أضاف إن عمليات بيع الذهب زادت للمحال لاستفادة الفتيات من ارتفاع سعر الذهب هذه الأيام خاصة أن عمليات تغيير الذهب قلت لارتفاع سعر المصنعية وتنشيط حركة السوق ليست بأيدي أصحاب محال الذهب إنما لابد من توافر سيولة وفائض مادي مع الناس لشراء الذهب. دبلة وخاتم أشار يوسف جميل بائع بمحل ذهب إلي أن أسعار الذهب نار بعد الارتفاع الأخير فمنذ خمس سنوات كانت هناك حركة بيع جيدة أما الآن فمعظم الزبائن أحجمت عن شراء الذهب بسبب عدم استقرار الأسعار والاهتمام بمصاريف المأكل والتعليم والدروس الخصوصية وقد انحسرت عمليات بيع الذهب في الدبلة والخاتم للشباب المقبل علي الزواج بعد رفض الأغلبية من الشباب شراء شبكة كاملة للعرائس بسبب الظروف الاقتصادية وقلة الدخل. ويؤكد باسم عاطف صاحب محل ذهب أن أسعار الذهب المرتفعة المصحوبة بالركود والانفلات الأمني أدت إلي خراب بيوت العاملين بسوق الذهب فلا توجد عمليات شراء بعد أن أحجم الزبائن عن شراء الذهب وتمر أيام متتالية دون أن يدخل المحل زبون واحد لشراء ذهب وكثير من محال الذهب قامت بطرد العمال القدامي لديها بعد أن فشلت في دفع مرتباتهم بسبب كساد السوق. عام قياسي الخبراء من جانبهم قالوا إن حالة عدم الاستقرار قد تستمر لفترات حتي تنتهي التوترات في ليبيا. يؤكد الدكتور أيمن فرج الباحث الاقتصادي بجامعة القاهرة أن الذهب يلحق الكوارث، فمن الطبيعي أن يرتفع في الوقت الجاري، موضحا أنه في حال حدوث عدم استقرار سياسي أو اقتصادي يغدو الذهب ملجأ للأموال السائلة، وبالتالي يشكل ارتفاع، أمرا لابد منه، وتحصيل حاصل. وقال إن الأمر الآخر أن المنطقة تحوي كمية هائلة من السيولة، مع الالتفات إلي أن هذه الأموال محاصرة وبعدد محدود من الفرص الاستثمارية، وتمثل الأوضاع غير المستقرة عالميا ومحليا، ضغطا علي سعر الذهب، ويزيد الاقبال علي شرائه، متوقعا أن يكون العام الحالي عاما قياسيا في ارتفاع أسعار الذهب، والمعادن إجمالا، ومنها الفضة، والنحاس والتي ترتفع بشكل واضح، يثير القلق المتزايد تجاه حدوث تضخم، أكثر تأثيرا خلال الفترة المقبلة. ويقول الدكتور أيمن عبدالحميد الباحث الاقتصادي إن العام الماضي كان الطلب علي شراء الذهب كبيرا، وحقق ارتفاعات عالية جدا، متوقعا أيضا أن يتفوق هذا العام علي العام الماضي، من حيث زيادة الطلب، والضغط علي الأسعار، وذلك في حال استمرار الأمور علي ما هي عليه إذ يزيد ذلك الطلب علي الذهب إجمالا، إضافة إلي تأثير المضاربة الهائلة. وشدد علي أن لا أحد يمكنه التنبؤ بما ستؤول إليه أسعار الذهب، خاصة ونحن لا نعلم متي تتوقف الأحداث، وهل ستستمر وتشتد مستشهدا أنه في العام الماضي لم يتوقع أحد أن يتجاوز سعر الأوقية الألف دولار، وعلي الرغم ذلك بلغت 1100 دولار مشيرا إلي أن شراء الذهب بعقود مستقبلية، ازداد كثيرا، وعندما يتحرك السعر بهذا الشكل، فهو يزيد اقبال المضاربين، وخاصة ونحن نتحدث عن خيارات العقود الآجلة والمستقبلية لافتا إلي احتمالية ارتفاع أسعار السلع الأساسية أيضا.