ارتفع راتب الرئيس التنفيذي لمجموعة "سيتي جروب" المصرفية، فيكرام بانديت من دولار واحد في السنة علي مدي العامين الماضيين نتيجة الأزمة المالية، إلي 1،75 مليون دولار سنويا والسبب كما قال ريتشارد بارسونز، رئيس مجلس إدارة المجموعة، يتمثل في ان بانديت عمل بجد لانقاذ سيتي جروب ووضعها علي المسار الصحيح مرة أخري، وقاد عملية إعادة الهيكلة التي عادت بالشركة إلي الربحية، ولمن لا يعلم فقد كان وضع المجموعة عندما قبل بانديت التحدي صعبا للغاية وحصلت في نهاية ،2007 علي واحدة من أكبر حزم الانقاذ من الحكومة الأمريكية بقيمة 45 مليار دولار، ونجحت جهود الرجل في أن تتمكن المجموعة من سداد قيمة حزمة الانقاذ وفوق كل ذلك جنت الحكومة الأمريكية أرباحا بقيمة 12 مليار دولار بعد بيع أسهمها في حزمة الانقاذ! ولا أدري هل توجد نماذج مصرية من هذا النوع أم لا؟ ولا أنكر أنني مثل كثيرين يرون الرواتب الخيالية تذهب لأشخاص مهمتهم الأولي انقاذ المواقع التي تولوها ويقال دائما إن هذه الكفاءات يجب أن تحصل علي أجرها الحقيقي في سوق العمل وهو مبدأ صحيح ولكن ليس في كل الأحوال حيث جاءت قيادات وحصلت علي راتبها تتلقاه في حسابها شهريا ولو قامت بتسييله لوضعته في شوال أو شيكارة أسمنت ثم ذهبت دون أن تحقق الهدف الذي جاءت من أجله والصندوق مفتوح بالطبع لتكرار الأمر نفسه مع آخرين من المحظوظين. ولا أدري فقد أكون مخطئا في الذي أقوله وقد تكون هناك نماذج تعمل في صمت بل وتفوق نموذج المحترم بانديت مع سيتي وبالتالي ليس ذنبي أو ذنب غيري إذا قالوا ما قلته خاصة لهؤلاء الذين يتولون مناصب في أعمال خدمية للفقراء والمهمشين وأصحاب المشروعات الصغيرة! ويحتاج الأمر إلي أبراز النماذج المضيئة مثل بانديت ان كانت موجودة لدينا بحيث بضع الكل بطيخة صيفي في بطنه ويعلم أن الأجر العالي مقابل أداء عالي بحيث نقدم النموذج والقدوة ولا يمكن بعدها أن نسمع حكاية شاب تقدم لوظيفة وفي الامتحان سألوه متي يكون حاصل ضرب 3 * 3 = 10؟ فقال: عندما تكون الإجابة خاطئة.. قالوا: ما هو الشيء الذي أكثر من جناح ولا يطير؟ قال: الفندق.. قالوا: ما هي الكلمة المكونة من أربع حروف إذا أكلت نصفها تموت، وإذا أكلتها كاملة لا يصيبك شيء؟ قال: سمسم.. قالوا:من هو الرجل الذي يستطيع أن يقف علي الأرض ورأسه فوق النجوم؟ قال: الضابط.. قالوا: ما هو أكبر عدد من المواليد يمكن أن تضعه النعامة؟ قال: النعامة تبيض ولا تلد.. قالوا: ما هو الشيء الذي بدونه لا تستطيع أن تحصل علي الوظيفة؟ قال: الواسطة.. قالوا: وهل هي عندك؟ قال: لا.. قالوا: طيب، اقفل الباب علي مهلك وانت طالع! وربما الذي خرج مثل هذا الشاب لديه نفس قدرات بانديت وقادر علي أن يحقق نفس انجازه ولكن المناخ أو الثقافة السائدة أو سموها ماشئتم وكيف شئتم جعلته يدخل ثم يخرج ويغلق الباب من ورائه بكل لطف ووداعة وانكسار! تتوقف هنا سطور تلك المقالة التي نشرتها بجريدة الأخبار الاثنين 24 يناير وقال بعدها الشباب كلمته وقد ودع الانكسار ونفخ غضبه في شرايين الوطن ليدشن علي أرض الواقع ويكتب في صفحات التاريخ ثورة الخامس والعشرين من يناير! ويتوقف الشباب لالتقاط الأنفاس وسوف يستمر في طرق الأبواب بحثا عن فرصة عمل وسوف يتحرك القائمون من أجل توفيرها لهم وأخشي ما أخشاه أن تستمر الأسطوانة المشروخة من شكاوي ضيق ذات اليد وكلنا يعلم أن لصوص الدولة الذين يتقاضون مرتبات ومكافآت شهرية بملايين أو مئات الآلاف من الجنيهات بوصفهم من المحظوظين أو من الكفاءات التي تود خدمة وطنهم وهو قول كاذب لأنهم حصلوا علي وظيفتهم من بوابة "الكوسة والقتة" ويمكن توفير ملايين من فرص العمل إذا حصلوا علي أجر عادل وليس فاجرا من كل تلك الصناديق والمنح والأجهزة التي تنص قوانينها علي أن تكون مرتباتها بعيدا عن نظام العاملين في الدولة! أرجو من الرجل المحترم والنظيف الفريق أحمد شفيق أن يقول للشباب الذي انكسر لعشرات السنين أن ما حدث من جرائم ضد حقوق الشباب وقتل حقهم في فرصة العمل واغتيال الكفاءات لن يتكرر ويعلن لهم ولكل الوطن نتيجة تحقيق جاد وموضوعي عن هؤلاء المحظوظين من الشباب والعواجيز من "أهل الكوسة" وأن ترد الأمور إلي نصابها الصحيح. المطلوب ليس فقط توفير فرص عمل ولا تحسين رواتب ولكن تنظيف البيت وقلع جذور الكوسة والواسطة وفضحها حتي لا نجد من يقول لأي شاب أو مواطن ليست له واسطة ولا يمتلك الكوسة والظهر الذي يحميه اقفل الباب علي مهلك وانت طالع أو اخرج وأغلق الباب من ورائك بكل لطف ووداعة.. فقد مضي عهد الانكسار والاحتقار للوطن والمواطن والفضيلة والرجولة واختفي عهد بابي ومامي وعسكري الشرطة أبورجل مسلوخة!