لم تنجح الإجراءات أو التطمينات التي اتخذها وأطلقها مسئولو الاتحاد الأوروبي اليوم في تهدئة المخاوف بشأن اقتصاد منطقة اليورو، حيث واصلت العملة الأوروبية تراجعها بشكل ملحوظ لتهبط بمقدار يزيد علي 15 قرشاً دفعة واحدة وتسجل 7،51 جنيه للشراء و 7،54 جنيه للبيع. وفي المقابل ارتفع الدولا في سوق الصرافات بمقدار قرش واحد ليسجل نحو 5،79 جنيه للشراء ونحو 5،80 جنيه للبيع مستفيدا من هبوط اليورو ورغبة المستثمرين في الاستمساك بملاذ آمن. وكانت العملة الأوروبية الموحدة قد قادت باقي العملات الأوروبية الرئيسية للهبوط ليسجل الجنيه الاسترليني 8،93 جنيه بانخفاض بلغ 7 قروش، كما تراجع الفرنك السويسري بمقدار 4 قروش ليصل إلي 5،74 جنيه للشراء و 5،87 جنيه للبيع. أما الين الياباني فقد ظل قريبا من مستواه أمس عند 6،63 جنيه للشراء و 6،90 جنيه للبيع للمائة ين، في حين اكتسب الريال السعودي دعماً مع صعود الدولار بمقدار نصف قرش ليبلغ متوسط الريال 1،535 جنيه. يأتي ذلك رغم الإجراءات المتعددة التي تم الإعلان عنها من جانب مستوي الاتحاد الأوروبي وتضمنت إقرار خطة للإنقاذ يتم اعتمادها بشكل دائم في حالة المرور بأية أزمات مالية، كما يأتي بعد تبني دول المنطقة خطة مساعدة أيرلندا من أزمتها المالية. وقال عزت أبو زيد مدير شركة برنت للصرافة إن الأسواق شهدت اضطراباً كبيرا من جانب المتعاملين بعد الانخفاضات التي حققتها العملة الأوروبية. ووصف هبوط اليورو بأنه يرجع إلي عدم الثقة الذي يسود الأسواق، خاصة بعد كثرة الإجراءات وتتابع الأزمات داخل دول الاتحاد الأوروبي مما أشاع مناخ عدم الثقة وحالة التوقع بوجود أزمات قادمة علي دول منطقة اليورو واعتبر مدير شركة برنت أن صعود الدولار يأتي في إطار الهبوط القوي لليورو حيث يتعزز لدي المتعاملين الهرولة إلي العملة الأمريكية بوصفها الملاذ الأمن في مثل هذه الحالات. وأشار أبو زيد إلي أن اليورو كسر نقاط دعم قوية أمام الدولار حيث كان مستوي 1،33 دولار أحد النقاط القوية وتلاه مستوي 1،31 دولار وهو الآن عند مستوي 1،30 دولار معتبراً أن كسر هذه النقاط يمثل تراجعاً قوياً وفقاً لمعايير التحليل الفني. أما محمد جابر مدير شركة المصرية للصرافة فاعتبر أن التورات الأخيرة أمس شكلت صدمة لحائزي العملة الأوروبية. بعد الخسائر الكبيرة في قيمة الدولار سواء علي المستوي المحلي أو العالمي. وأرجع هبوط اليورو في الأسواق إلي المخاوف التي ترتبت علي تكرار الأزمات في دول الاتحاد الأوروبي حيث بدأت في إيطاليا واليونان ثم أيرلندا وهناك مخاوف كبيرة من الامتداد لدول أخري. وأشار جابر إلي أن مثل هذه التطورات تؤدي إلي إرباك الأسواق والمتعاملين في سوق العملة بشكل عام. ووصف حالة السوق الآن بأنها حالة ترقب مشوبة بالمخاوف من استمرار هبوط اليورو وما يتبعه من تداعيات، علي العملات الأخري. وعلي المستوي العالمي فقد سجل اليورو أدني مستوياته في 10 أسابيع أمام الدولار والين والفرنك السويسري امس حيث لم تفلح حزمة انقاذ أيرلندا التي اتفق عليها يوم الاحد في تهدئة المخاوف من احتمال لجوء دول أخري في منطقة اليورو الي طلب الانقاذ. وارتفعت العلاوات التي يطلبها المستثمرون لحيازة السندات السيادية الاسبانية والايطالية مقارنة بالسندات الالمانية القياسية الي أعلي مستوي منذ اطلاق اليورو. وتراجع اليورو 0.8% أمام الدولار الي 1.3008 دولار وهو أدني مستوي له منذ 16 سبتمبر. وهبطت العملة الموحدة أيضا الي 1.2990 فرنك سويسري والي 109.35 ين وهما أدني مستويين في 10 أسابيع. وارتفع الدولار 0.5% أمام سلة عملات الي أعلي مستوي في شهرين عند 81.278 مع تلقيه دعما من تدفقات تهدف الي التحوط وظهور مؤشرات في الأونة الأخيرة علي تحسن الاقتصاد الامريكي. وتراجع الدولار 0.2% الي 84.04 ين بسبب اقبال المصدرين اليابانيين علي البيع مع نهاية الشهر لكنه مازال قريبا من أعلي مستوي له في شهرين الذي سجله يوم الاثنين عند 84.41 ين. وتراجع الدولار الاسترالي ذو العائد المرتفع 0.4 الي 0.9595 متأثرا بانخفاض الاسهم الصينية والعزوف عن المخاطرة بسبب أزمة منطقة اليورو.