كشف مصدر دبلوماسي أفريقي بالقاهرة عن رفض كل من مصر وليبيا خلال الأيام الماضية لضغوط أوروبية وطلبات عديدة خاصة من قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا بشأن منع حضور الرئيس السوداني عمر البشير فعاليات القمة الأوروبية الأفريقية المقرر عقدها في سرت بليبيا أواخر الشهر الحالي. وكشف المصدر بأن هناك اتصالات سياسية ودبلوماسية يقوم بها عدد من قادة دول الاتحاد الأوروبي مثل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ورئيس وزراء إيطاليا سلفيو بيرلسكوني ورئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون وغيرهم مع العقيد الليبي معمر القذافي لاقناعه بعدم حضور ومشاركة الرئيس السوداني عمر البشير في هذه القمة بسبب ملاحقته من قبل المحكمة الجنائية حتي لا يتسبب هذا الأمر في إحراج قادة أوروبا الذين ينوون حضور القمة أو مشاركتهم في أي لقاءات تجمعهم مع الرئيس السوداني. وأضاف المصدر أن الجانب الأوروبي ألمح للجانب الليبي الذي يترأس القمة إلي إمكانية أن تؤثر مشاركة البشير علي مستوي تمثيل الدول الأوروبية في القمة. وقال المصدر إن العقيد رفض بالفعل خلال اليومين الماضيين بعض الطلبات الأوروبية واعتذر عن عدم تلبيتها، فتحولت الضغوط الأوروبية حاليا باتجاه القاهرة للطلب من الرئيس مبارك التدخل لدي القيادتين السودانية والليبية لمعالجة هذا الأمر. وتأمل أوروبا في عدم حضور الرئيس البشير القمة والاعتذار عن المشاركة فيها واختيار أحد مساعديه لرئاسة وفد السودان. وأضاف المصدر الأفريقي بأن القاهرة رفضت الطلب وأبلغت بعض الدول الأوروبية أنها لم توافق علي قرار المحكمة الجنائية بشأن البشير في الأساس، وتستقبله في مصر في أي وقت وأن السودان دولة أفريقية كبري وعضو بالاتحاد الأفريقي ومن حقها المشاركة في كل أنشطة واجتماعات قمم الاتحاد، بالإضافة إلي أن كل دول الاتحاد الأفريقي لا تعترف أو تقبل بقرار المحكمة الجنائية الدولية وطلبات الملاحقة. وتتوقع المصادر المصرية والأفريقية في القاهرة أنه في ضوء تعقد الموقف بشأن طلب عدم حضور الرئيس البشير ورفض ليبيا ومصر أن تواجه القمة الأفريقية الأوروبية مأزقا حيث سيمتنع قادة الدول الأوروبية الكبري عن المشاركة فيها وتكون نسبة المشاركة الأوروبية متدنية علي مستوي الوزراء. وأشار المصدر إلي أن هناك اتجاها للخروج من هذا المأزق بتوجيه الدعوة للبشير لحضور القمة مع الطلب من الجانب السوداني بطرق ودية بألا يترأس البشير وفد بلاده، علي أن ينيب بدلا عنه أحد مساعديه، مثلما حدث في قمة فرنسا أفريقيا التي شهدت تعثرا في البداية عندما رفضت مصر الطلب الفرنسي بعدم دعوة البشير مما استتبع طلب مصر نقل القمة لفرنسا التي تفاوضت مع السودانيين علي عدم حضور البشير والذي كلف نائبه حضور القمة. وتتساءل "العالم اليوم" حول ما إذا كان موقف الدول الأوروبية من البشير سيتكرر مع رئيس زيمبابوي روبرت موجابي والذي سبق له المشاركة في القمة التي عقدت بمدينة لشبونة البرتغالية عام 2007 رغم معارضة بريطانيا وقتها لمشاركته في القمة الأفريقية الأوروبية والذي أدي إلي تعطل عقد القمة لأكثر من أربع سنوات وقفت مصر والدول الأفريقية خلف الرئيس موجابي وقتها.