تزامن ارتفاع سعر الذهب مع ارتفاع غير مسبوق لأسعار الفضة منذ 30 عاما، حيث اشتعلت أسعار الذهب خلال يومين فقط وسجل سعر الجنيه الذهب 1607 جنيهات وارتفع سعر الجرام بنحو 4 جنيهات خلال يومين فقط وفسر أعضاء شعبة المشغولات الذهبية الزيادة بارتفاع أسعار البورصات العالمية وارتفاع سعر الذهب والفضة الخام وسط توقعات بزيادة أكبر خلال الفترة القادمة وتوقع التجار ان تسود سوق الذهب والفضة حالة من الركود نظرا لزيادة الاسعار واحجام المستهلكين عن الشراء، فضلا عن توقف عمليات البيع فإن هناك تخوفا من الارتفاع المستمر في الاسعار ومما زاد الوضع سوءا ارتفاع اسعار الفضة التي كان يتخذها المستهلك بديلا عن المعدن الاصفر إلا ان تزامن ارتفاع سعر الذهب مع ارتفاع غير مسبوق للفضة منذ 30 عاما ليصل سعر الفضة إلي 60.21 دولار للاونصة وحول أسباب ارتفاع أسعار الذهب والفضة وتوقعات انخفاضها مرة أخري رصدت "العالم اليوم" اراء المتخصصين وكان هذا التحقيق:. بداية يقول رفيق عباس رئيس شعبة الذهب بالغرفة التجارية إن الذهب في مصر تحكمه العديد من العوامل من بينها سعر البورصات العالمية والدولار والعرض والطلب في السوق المحلية، ونوه إلي اننا نستورد الذهب بالدولار، ويتم تحويله إلي الجنيه المصري عند البيع لذلك توجد علاقة طردية بين أسعار الدولار والذهب مؤكدا انه عندما يكون الطلب متزايدا علي الذهب فإن التاجر يضيف تكلفة النقل عند البيع لذلك فإن الجرام يرتفع بواقع جنيهين فقط وبالنسبة لانخفاض الطلب.. يهبط الجرام جنيهين ايضا. وأوضح ان سعر الاوقية يقترب حاليا من 1301 دولار وينخفض أو يرتفع بنسبة 10% فقط لافتا إلي انه لا يمكن التنبؤ بأسعار الذهب أو إلي أين تسير خاصة انها مرتبطة بعمليات الشراء والبيع أو التخزين التي يقوم بها بعض رجال الاعمال أو المستهلكين لأن المستهلك في مصر يتعامل مع الذهب علي انه مخزن لقيمة أو وديعة مستقبلية وانه لا يمكن التوقع بأسعار الذهب. وشكا من تكبد التجار خسائر يومية ناتجة عن عمليات البيع المتزايدة دون ان تقابلها عمليات شراء، لافتا إلي ان التجار ينتجون 30% فقط من الكميات المعتاد انتاجها في نفس الفترة من كل عام كما ان العديد من المستهلكين تراجعوا عن شراء الذهب نظرا لزيادة سعره التي لا تقابلها بالفعل زيادة في الاجور، مشيرا إلي ضعف حركة البيع والشراء وقال إن التجار انفسهم بدأوا يمتنعون عن شراء المشغولات الذهبية من المواطنين خوفا من الخسائر المادية، مؤكدا ان بعض التجار يواجهون كارثة حقيقية أدت بهم للتفكير الجدي في إغلاق محالهم وتسريح العمالة بها، لافتا إلي انها أزمة لا يستطيع البعض تخطيها وأكد عباس ان الاسعار ستزيد خلال الايام القادمة مدللا علي ذلك بالارتفاعات التي تشهدها سوق الذهب حاليا بالاضافة إلي انهيار البنوك والعقارات عالميا مما يزيد من ثقة الحكومات في المعدن الاصفر ويدفعهم لتضاعف المخزون لديهم مثل حكومات شرق آسيا التي تخزن وتشتري مئات الاطنان من الذهب، مشيرا إلي ان أمريكا لديها أكبر مخزون من الذهب والهند تسعي للوصول إليها كما ان الصين اعلنت انها خلال ال 10 سنوات القادمة سيكون لديها أكبر مخزون من الذهب. بينما يري شريف السرجاني عضو شعبة الذهب بالغرفة التجارية انه إذا توقفت عملية البيع والشراء معا فالمستهلك يخشي البيع خوفا من عدم انخفاض الاسعار مرة أخري، مشيرا إلي ان ارتفاع أسعار الذهب بفارق واسع ينذر ببطء الحركة المتوقعة في السوق، فالاقبال مازال قليلا في ظل البدائل عن شراء المجوهرات أو اللجوء للإكسسوارات وهو ما يطلق عليه الذهب المقلد. وأكد ان الوضع بالنسبة للتاجر أكثر سوءا من المستهلك فالتاجر مضطر لشراء ذهب خام لأن هذا هو رصيده ويتم الشراء بنفس الاسعار لانه تاجر فهو غير مضارب مرجعا سبب ارتفاع الاسعار إلي بورصات الذهب العالمية التي نفتقدها محليا مما يؤكد تبعيتنا للبورصات العالمية. ويقول بطرس حنا تاجر ذهب وفضة إن الاقبال علي شراء الذهب قليل جدا ومع ارتفاع الفضة الملحوظ إلا ان سوق الفضة يشهد رواجا بالمقارنة بسوق الذهب الذي انعدمت فيه الحركة لأن الناس في حالة ترقب ولبائع يترقب ارتفاعا آخر في السعر والمشتري يترقب هبوطا وهذا بحد ذاته ولد نوعا من التخوف في عمليات البيع والشراء.