حذرنا في مقالنا السابق من التعامل ب "براءة" مع كثير من التقارير الأجنبية ومن بينها "مؤشر الدول الفاشلة" الذي تصدره مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية بالتعاون مع "وقفية السلام" بصورة سنوية ابتداء من عام ،2005 وصدر مؤخراً التقرير السنوي السادس لهذا المؤشر الذي يقوم بترتيب الدول بحسب درجة فشلها في أداء الوظائف المنوطة بها. وبعيداً عن الوقوع في براثن "نظرية المؤامرة"، فإننا قد طالبنا من يطالع هذا التقرير بأن يتوخي الحذر في التعامل مع مقدماته ومع نتائجه علي حد سواء. لكن هذا الحذر المطلوب لا يمنع من أن نخضع هذا المؤشر لقراءة فاحصة ومتمعنة.. علي الأقل لكي نري صورتنا في عيون الآخرين، فما بالك إذا كان هذا الآخر هو من لا نكف عن وصفه بأنه "حليفنا الاستراتيجي" الأول.. بصرف النظر عن مدي نصيب هذا التوصيف من الصواب. *** وكما رأينا سابقا فإن المؤشر يضم 177 دولة يتم تقسيمها وفقاً لنفس الفئات الفرعية للفشل التي تعكس درجة ما تمثله الدولة من تهديد للسلام والأمن الدوليين، وهي وفقا للموقع الالكتروني لوقفية السلام فئة الدول المستنفرة، وفئة الدول المنذرة بالخطر، وفئة الدول المتوسطة، وفئة الدول المستقرة. وتبعا لهذا التصنيف تقع مصر في الفئة الثالثة. أما تصنيف مجلة "فورين بوليسي" فيقوم علي تقسيم الدول ذاتها إلي خمس فئات: الفئة الأولي تضم الدول التي في "وضع حرج"، والفئة الثانية "دول في خطر"، والفئة الثالثة دول "علي حافة الخطر"، والفئة الرابعة "دول مستقرة"، والفئة الخامسة والأخيرة دول "مستقرة جدا". وتبعا لهذا التصنيف تقع مصر ضمن فئة "الدول التي في خطر". والمعيار الذي يتم اللجوء إليه لترتيب هذه الدول هو مجموع مؤشرات الفشل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تحصل عليها الدولة وفقا للبيانات التي يتم تجميعها خلال العام السابق علي اصدار التقرير من ما يقرب من 90 ألف مصدر إخباري. وكما يبين المقياس المجموع الكلي الذي حصلت عليه كل دولة وترتيبها في القائمة فإنه يبين كذلك الرقم الذي يدلل علي كل مؤشر من المؤشرات الفرعية وعددها إثنا عشر مؤشرات مقسمة إلي ثلاث مجموعة أساسية، هي المؤشرات الاجتماعية والمؤشرات السياسية والمؤشرات الاقتصادية ويخصص لكل مؤشر فرعي عشر نقاط يقاس عليها كل حالة. وهذه المؤشرات الفرعية هي علي النحو التالي: المؤشرات الاجتماعية: 1- الضغوط السكانية "زيادة عدد السكان - سوء توزيعهم الجغرافي - توزيع مراحلهم السنية - النزاعات المجتمعية الداخلية.. إلخ". 2 - معدل نزوح اللاجئين "الحركة العشوائية للاجئين أو الحركة غير النظامية للأفراد التي تخلق معها حالة طوارئ تسفر عن تفشي الأمراض ونقص الغذاء والمياه الصالحة، والتنافس علي الأرض.. إلخ". 3- ظلم الجماعات الفرعية "عدم العدالة - التهميش السياسي والمؤسسي - سيطرة أقلية علي الأغلبية .. إلخ". 4- الفرار الدائم والعشوائي للناس "هجرة العقول - الاغتراب داخل المجتمع.. إلخ". المؤشرات الاقتصادية: 1- عدم المساواة في التنمية "غياب التنمية الاقتصادية لدي الجماعات المتباينة - عدم المساواة في التعليم والوظائف والدخل - وارتفاع مستويات الفقر.. إلخ". 2- التدهور الاقتصادي "ومؤشرات ذلك من خلال أرقام الدخل القومي وسعر الصرف والميزان التجاري ومعدلات الاستثمار ومعدل النمو والتزامات الدولة المالية.. ومؤشرات الشفافية والفساد.. إلخ". المؤشرات السياسية: