أحيا الفلسطينيون الذكري الثانية والستين للنكبة ، ذكري تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من بلداتهم في عام 1948، بمظاهرة ضخمة وسلسلة فعاليات في قطاع غزة نظمتها الفصائل الفلسطينية مجتمعة، بما فيها حركتا فتح وحماس . انطلقت المظاهرة بمشاركة عدة آلاف من أمام مقر المجلس التشريعي في مدينة غزة باتجاه مقر الأممالمتحدة في المدينة، حيث سلم ممثلو كافة الفصائل، في محاولة لإظهار وحدتها، رسالة موجهة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تؤكد علي "حق العودة"، وتطالب بالتحرك لرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني المشرد.. وتأكيد حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس . تحدث المشاركون من مختلف الفصائل عن أن انهاء الانقسام هو سلاح فلسطين الوحيد في مواجهة التحديات واستعادة أرضنا، وأن حق العودة مقدس ولا يملك أحد أن يتنازل عنه مؤكدين أن عودة اللاجئين لا يمكن أن تتحقق بالمفاوضات بل بالمقاومة، لأن العدو لا يعرف إلا لغة القوة. أبدي المتظاهرون عدم انخداعهم بوهم أن اسرائيل ستلتزم بقرارات الأممالمتحدة، لكنهم يعلقون الآمال علي وحدة شعبهم والتمسك بخيار المقاومة حتي اعادة فلسطين لأصحابها . أفادت تقارير صحفية أن المتظاهرين حملوا مفتاحا خشبيا كبيرا مكتوب عليه "عائدون". الجدير بالذكر أن اليهود في عصر اضطهادهم في أوربا أيام محاكم التفتيش كانوا يغيرون أسماءهم اليهودية الي أسماء أخري تبعد عنهم شبهة الهرطقة، وكانت العائلات تحتفظ بالأسماء الحقيقية سرا، وتخبيء مفاتيح بيوتها التي اضطرت الي هجرها لحين تتحسن الظروف، وكانت تلك المفاتيح تتوارثها الأجيال انتظارا لحق العودة . يبدو أن ذاكرة هذا الجيل من اليهود تتعمد نسيان التاريخ وتتشدق بالمآسي التي تعرض لها الشعب اليهودي دون التماس العبرة والكف عن التنكيل بالآخر وايقاع الظلم به مثلما يحدث في الأراضي المحتلة التي يتعرض أهلها للطرد والتهجير من بيوتهم لكنهم يحتفظون بالمفاتيح ويورثونها لأبنائهم ، نفس الموروث الشعبي اليهودي. من جهة أخري، أبرزت فعاليات احياء ذكري النكبة التي شارك فيها الفلسطينيون بمختلف انتماءاتهم الفصائلية اختلاط الشعارات وتكاملها، وهو مايغيب عن الاجتماعات الرسمية، فالمفاوضات لا تسلب حق المقاومة ,استرداد الأرض والحقوق المسلوبة له طرق متعددة تصبح فعالة شرط التكامل بينها وتوثيق الوحدة بين الشعب بدلا من الانقسام والتشرذم . الجدير بالذكر أن السلطات المصرية تفتح معبر رفح استثنائيا كلما اقتضت الضرورة ذلك نظرا لأن طرد حماس لممثلي السلطة الوطنية الفلسطينية من المعبر أدي الي انهيار اتفاقية المعبر، تحاول مصر اقناع حركة حماس بضرورة توقيع اتفاق مصالحة بينها وبين السلطة الوطنية كشرط دولي أساسي لفتح المعبر بصورة رسمية منتظمة، لكن الانتظار لا يزال سيد الموقف، انتهاء معاناة الفلسطينيين علي معبر غزة مرهون بقرارمن حركة حماس و ليس بغير ذلك.