في سياق مسلسل الاستفزازات التي تخصص وبرع فيها نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل ، تعهد بمواصلة الاستيطان في القدسالشرقيةالمحتلة وزعم أهميتها بالنسبة لليهود أكثر من أي طوائف دينية أخري. صدر ذلك الاستفزاز خلال جلسة خاصة بالكنيست الاسرائيلي للاحتفال بما يسمونه يوم القدس، وهو الذكري ال 43 لاحتلال الشطر الشرقي من المدينة المقدسة في عام 1967 وضمه لاحقا الي اسرائيل دون اعتراف المجتمع الدولي . في محاولة للترويج لفكرة أن القدس أكثر تقديسا لدي اليهود من المسلمين والمسيحيين، قال نتنياهو إن اسم القدس وبديلها العبري (صهيون) ورد 850 مرة في التوراة، وتساءل كم مرة ورد اسم القدس في الكتب المقدسة للأديان الأخري ، وشدد علي تطلعات الشعب اليهودي للعودة إليها والعيش فيها مستمرة منذ آلاف السنين، قائلا ان عمليات الاستيطان في القدس ستتواصل بهدف جعلها مدينة مزدهرة . المثير للدهشة أن تأتي هذه المزاعم الاستفزازية رغم استئناف المفاوضات غير المباشرة مع الفلسطينيين مؤخرا بناء علي ضمانات نقلها الأمريكيون بتوقف إسرائيل عن أعمال البناء في القدسالشرقية ومستوطنات الضفة الغربية. أعلنت جامعة الدول العربية رفضها للتصريحات التي أطلقها نتنياهو حول احتفاظ إسرائيل بكامل القدس واستمرار الاستيطان ، بالمخالفة للضمانات الأمريكية غير المعلنة والتي قيل أن السبب في عدم اعلانها هو حرص نتنياهو علي ابقاء شركائه في الحكم تحت السيطرة لمرحلة معينة . الجامعة تري أن التصريحات الاسرائيلية السلبية دليل علي عدم جدية إسرائيل في تحقيق أي تقدم علي مسار تحقيق السلام فيما يخص القضية الفلسطينية وتؤكد رغبة إسرائيل في استمرار الصراع العربي الاسرائيلي علي عكس الرغبة الدولية المتصاعدة التي تدفع نحو إنهائه . اعتبرت الجامعة أن تصريحات نتنياهو المستفزة دليل إضافي إلي المجتمع الدولي علي عدم رغبة اسرائيل في تحقيق السلام، فالقدسالشرقية جزء لايتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكل القرارات والمواقف الدولية ذات الصلة وآخرها بيان الاتحاد الأوروبي في ديسمبر الماضي واضحة في أن القدس ستكون عاصمة للدولتين الفلسطينية والإسرائيلية. تحاول السلطات الاسرائيلية باستمرار التشبث بالأساس الديني التاريخي كسند ملكية لفلسطين منذ ظهور الديانة اليهودية ، ويدرك النظام السياسي السائد الآن في العالم وأساسه الدولة الحديثة خطورة ذلك الاتجاه علي الدول لأنه بمثابة دعوة للمتطرفين في كل مكان من العالم للمطالبة بالحقوق التاريخية التي كانت قائمة من آلاف السنين . يتعارض الفكر المتطرف لدي هذه المجموعة من اليهود مع فكرة وحدة الحضارة الانسانية وتطورها الدائم باختفاء أنماط وأجناس وتطورها لتظهر أنماط وأجناس أخري ، لذلك فان ترديد الكلام عن الحقوق التاريخية لليهود في القدس لا يستهوي أحدا في العالم سوي تلك الجماعة المتطرفة التي نجحت في السيطرة علي المكان بالقوة وبمؤازرة القوي الدولية الاستعمارية في ظروف معينة.