إنها واحدة من أشهر الازمات في تاريخ الاقتصاد العالمي التي بدأت تحفر سطورها في أذهان المستثمرين كما هو الحال مع ازمة الرهن العقاري الاشهر والاسوأ علي الإطلاق منذ الكساد العظيم الذي حدث في الثلاثينيات من القرن الماضي . أزمة ديون اليونان التي باتت إحدي أهم الازمات التي مازال التاريخ يسجل لحظاتها حتي ساعة كتابة التقرير كما أوضحت محور اهتمام المستثمرين في الأسواق خاصة في الاشهر الاولي من العام الحالي . في البداية كان مجرد الإعلان عن اتساع عجز الموازنة في احد الاقتصادات العالمية لم يكن يلقي اهتماما في الاسواق بشكل كبير خاصة مع انشغال المستثمرين بمسألة مدي الجهود التي تبذل من قبل البنوك المركزي والحكومات نحو دعم الاقتصاد الذي كان منهارا بفعل أزمة الرهن العقاري والجمود الذي كان يضرب عمليات الائتمان علي نطاق واسع . الآن وبعد أزمة ديون شركة دبي العالمية المملوكة لحكومة دبي التي تم الإعلان عنها في نوفمبر الماضي دفعت بتوجه أنظار المستثمرين لاحدي الازمات المتوقعة التي من شأنها ان تنتشر في دول أخري من العالم، وبالفعل كانت ازمة ديون اليونان والمخاوف والقلق من عدم قدرتها علي سداد ديونها مع اتساع هوة العجز ليسجل الاعلي بين الدول الأوروبية نشأ عنه اهتمام آخر لدي المستثمرين خاصة فيما يتعلق بوضع الدين العام في الدول الأوروبية وبالتالي نشأ نوع جديد من المخاوف في الاسواق نتج عنه تغير في المعادلات والعلاقات تبعا لتغير نفسية المستثمرين . مخاوف حادة . . دولار قوي . . ين ياباني قوي هذه هي المعادلة التي نشأت بعد أزمة الرهن العقاري في أواخر عام 2008 اذا لجأ المستثمرون إلي العملات الادني عائدا في الاسواق كملاذ آمن للاستثمار والعزوف عن تجارة العائد، علي الرغم من أن الثابت علميا وتكرر علي مر التاريخ هو لجوء المستثمرين إلي الذهب الاكثر امنا للاستثمارلكن ذلك لم يحدث . وإن كانت أسعار الذهب قد شهدت قمما تاريخية الاعلي علي الاطلاق في تاريخ التداولات ولم يكن ذلك بفعل المخاوف في الاسواق بل كان اتجاه الحكومات إلي رفع احتياطها من الذهب مثل ما فعلته الهند في شهر نوفمبر الماضي . وكما هو المعلوم من علاقة الارتباط العكسية بين أسعار الذهب وسعر صرف الدولار يبدو وكأن المعادلة قد بدأت في التفكك، اذ إنه بعد ازمة الرهن العقاري حدث ارتفاع كبير لسعر صرف الدولار في الوقت الذي تتراجع فيه أسعار الذهب وفقا للعلاقة العكسية بينهما . ومنذ شهر تقريبا وفي ضوء احتدام وتعاظم أزمة ديون اليونان السيادية بالاضافة إلي اكتواء معظم دول جنوب أوروبا تقريبا بنار تخفيض التصنيف الائتماني بسبب اتساع عجز الموازنة مثل ما نراه في البرتغال واسبانيا ونتجية لذلك باتت الضغوط السلبية تتزايد علي العملة الأوروبية الموحدة اليورو . وإن كان اخر اجتماعات وزراء المالية الأوروبين قد نتج عنه تقديم مجموعة من الإجراءات تبلغ قيمتها 00 .1 تريليون يورو من اجل احتواء ازمة الديون التي تعصف بالدول الاعضاء في منطقة اليورو، وحتي الآن لا تزال الاوضاع ملتهبة في المنطقة الأوروبية . علاقة جديدة في طريقها للظهور رأينا كيف كان انهيار اليورو عاملا رئيسيا في ارتفاع مؤشر الدولار يقيس أداء الدولار الأمريكي أمام 6 عملات رئيسية، ويمثل اليورو وحده نسبة 6 .57% من وزن المؤشر حتي وصل مؤشر الدولار إلي اعلي مستوياته منذ الثلاثة عشر شهرا في تداولات الأمس مسجلا 25 .،85 وكان ذلك بمثابة تسارع للارتفاعات التي شهدها المؤشر علي مدار الشهر السابق . العلاقة الجديدة المحتملة التي ستجيب عنها سلوكيات الأسعار خلال الفترة القليلة القادمة هي ارتفاع وقوة للدولار الأمريكي وفي الوقت نفسه ارتفاع لأسعار الذهب قريبا من أعلي مستوياته علي الإطلاق التي سجلها في ديسمبر عند مستويات 00 .1226$ للاونصة مسجلا الاعلي له أمس عند 00 .1212$ للاونصة تقريبا . هل سنري قمة تاريخية جديدة للذهب . . وهل سنري في الوقت ذاته المزيد من قوة الدولار الأمريكي . . هل عاد المستثمرون مرة أخري إلي الذهب كملاذ آمن رغم قوة الدولار المفرطة . . هل المعادلة الجديدة ستفعل أم لا؟!! اليورو نلاحظ من الرسم البياني المرفق كيف انزلق الزوج تحت مستويات الدعم الحساسة عند 3090 .1 وهي مستويات 4 .76% علي مقياس فيبوناتشي التصحيحي لكامل الصعود من 2460 .1 إلي 5140 .1 التي كانت تمثل مستهدفنا الاول .