أكد بنك اليانس ترست، أحد أكبر بنوك الاستثمار البريطانية أنه سيركز جزءا كبيرا من محفظته الاستثمارية نحو الأسواق الناشئة خلال المرحلة المقبلة، بعد أدائها الجيد أثناء الفترة الماضية، وحققت أسهم البنك التي تستثمر في البورصات الناشئة ارتفاعات وصلت إلي نحو 22%، فيما سجلت صناديق الاستثمار التي تستمر في أسواق الأسهم العالمية الأخري صعودا وصلت نسبته إلي 29% خلال الربع الأول من العام الحالي. وقالت مارجت كيك مدير الاستثمار في البنك، ان معدلات النمو الاقتصادي ارتفعت بدرجة كبيرة جدا في الأسواق الناشئة وهذا شيء لا يمكن تجاهله حيث أصبح الناتج المحلي الاجمالي لدول مثل الصين والهند وروسيا أكبر من ألمانيا وبريطانيا واليابان، وأيضا الناتج المحلي الاجمالي لدول البريك "البرازيل وروسيا والهند والصين"، أكبر من أوروبا، ومن ثم تكون دول البريك والأسواق الناشئة الأخري وعلي رأسها المنافسون لدول البريك تشتمل علي حصة في الاقتصاد العالمي أكبر من الولاياتالمتحدةالأمريكية. وجاء في صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية أن كثيرا من المحللين توقعوا توقف اندماج الأسواق الناشئة خلال الأسابيع المقبلة، حين يسحب الكثير من المتعاملين الأجانب سيولتهم من تلك الأسواق علي أمل عودة قوة التعافي العالمي خلال العام الحالي، كما أن المستثمرين أكثر حذرا حين ترتفع تقييمات العملة، ومن ثم فإن حدوث تحسن في قيمة الدولار في الوقت الحالي يضع قيودا علي تقييم عملات الأسواق الناشئة، إلا أن كبري بنوك الاستثمار البريطانية خالف تلك التوقعات، وقرر الاتجاه نحو البورصات الناشئة. ومن ثم يمكن القول بأن الأسواق شهدت تطورا بعد الأزمة العالمية، خاصة بعد أن أدلت بلدان عديدة منها وعلي رأسها الصين والهند ببيانات تهنئ فيها نفسها علي تفاديها أسوأ ما في الأزمة المالية العالمية الأخيرة، ومنذ العام الماضي وهي تسير بهدوء نحو العديد من الاصلاحات المالية التي تبني المؤسسات لتحقيق المزيد من الفعالية والنشاط في أسواق المال، حيث اعترف العديد من مديري شركات الاستشارات المالية في البلدان الناشئة بأنهم شهدوا مزيدا من الإصلاح المالي منذ انهيار بنك ليمان براذرز الأمريكي، وذلك مقارنة بالأعوام الثلاثة الماضية.