علي الرغم من وجود خلافات حدودية، وتجدد الأزمات من حين لآخر مع أي ظهور، أو نشاط للدالاي لاما، الذي يقيم في الهند ومرور ستين عاما علي إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والهند، فإن العلاقات التجارية بين بكين ونيودلهي، تتزايد بصورة كبيرة حيث بلغ حجم التبادل التجاري بينهما من 9.2 مليار دولار أمريكي عام 2000 إلي 78.51 مليار دولار أمريكي عام 2008، أي ازداد بنسبة 43% سنويا. وتشير التقارير الاقتصادية الصادرة من البلدين إلي أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والهند، في السنوات الأخيرة اصبح نقطة مشرقة في العلاقات بين البلدين و أصبحت الصين أكبر شريك تجاري للهند، بينما كانت الهند الشريك التجاري العاشر للصين، رغم أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين تعرض لبعض تأثيرات الأزمة المالية عام 2009، فإنه لايزال علي مستوي عال نسبيا، وبلغ 38.44 مليار دولار أمريكي وسيبذل الطرفان جهودا معا عام 2010 لتحقيق زيادة الحجم التجاري بينهما الذي حدده الطرفان، وهو 60 مليار دولار أمريكي. ففي السنوات الأخيرة، تقدم الاستثمار المتبادل بخطوات ثابتة، حيث تجاوز إجمالي الاستثمار الهندي المباشر في الصين 300 مليون دولار أمريكي، بينما بلغ الاستثمار الصيني في الهند 250 مليون دولار أمريكي، مشيرة الي وجود أكثر من 100 شركة هندية لها أعمال في الصين، وتوجد أكثر من 60 شركة صينية تمارس أعمال التطوير، ومقاولة المشروعات في الهند، حيث يمتلك كلاهما أسواقا ذات قوة كامنة جبارة، وتوجد تكاملية اقتصادية قوية نسبيا بينهما، لذلك يتفق تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري وتحقيق المنفعة والكسب المشترك مع مصالح البلدين . واشارت وكالة انباء شينخوا الصينية إلي انه في النصف الثاني من عام 2009 كانت بعض وسائل الاعلام تبالغ في وصف المشكلات في العلاقات الصينية الهندية، الأمر الذي شوش علي العلاقات بين الدولتين، فبالنسبة لمشكلة الحدود أقامت الدولتان آلية معنية للحوار، حيث عقد مندوبو الدولتين الخاصون لمشكلة الحدود 13 جلسة مفاوضات، الأمر الذي حقق تقدما إيجابيا؛ حيث اتفق الطرفان علي حماية السلم والاستقرار في المنطقة الحدودية معا، قبل حل مشكلة الحدود، واعتبرا أن مشكلة الحدود يجب ألا تؤثر علي التطور العام للعلاقات بين الدولتين وتعوقه. فالواقع يؤكد أنه بجهود الطرفين المشتركة تعيش منطقة الحدود الصينية الهندية، بصورة عامة، سلما واستقرارا، ولم تشهد مواجهة وتوترا، وكانت وسائل الإعلام تبالغ كثيرا في هذا الأمر. وفيما يتعلق بمشكلة التبت، أعلنت حكومة الهند مرات عديدة أنها تعترف بأن منطقة التبت ذاتية الحكم جزء من أرض جمهورية الصين الشعبية، وتعهدت بأنها لن تسمح لزمرة الدالاي لاما باستخدام أرض الهند، لممارسة أنشطة سياسية ضد الصين. وتأمل الصين التزام الهند بتعهداتها، وتعرف طبيعة الدالاي لاما بوضوح، وتمنع، انطلاقا من الوضع العام لحماية تطور العلاقات بين الدولتين، زمرة الدالاي لاما من أي أقوال وأفعال تضر بمصلحة الصين وتضر بالعلاقات بين الدولتين. وقال رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الهندي سوماناهالي كريشنا الذي قام مؤخرا بزيارة للصين إن صداقة حُسن الجوار والتنمية المشتركة تتفق مع مصالح البلدين، وآسيا، والعالم بأسره.