نشرت العديد من الصحف مؤخرا أنه سوف يسمح بالاتجار في التمساح النيلي لتحقيق عوائد اقتصادية عديدة بعد حظر تام استمر لسنوات في تربيته أو الاتجار فيه بالرغم من انتشار مزارع التماسيح في غالبية دول إفريقيا وبعض دول آسيا, ورواج تجارة جلود التماسيح عالميا. فسوق منتجات "الرفاهية" لم يتأثر بظروف الأزمة الاقتصادية العالمية, فقد ارتفعت أرباح شركات دباغة جلود التماسيح في سنغافورة بنسبة 20%, كما أعلن اتحاد مزارع التماسيح في دولة زيمبابوي ارتفاع معدلات صادرات جلود التماسيح لزيادة إقبال بيوت الأزياء العالمية في فرنسا وإيطاليا علي استيراده, وتقديم لحومها كأطباق فاخرة في المطاعم العالمية كما يتم استخدام دهون التماسيح في صناعة مستحضرات التجميل. وفي مصر هل يقبل رجال الأعمال علي إقامة مثل هذه المزارع؟ وهل لدينا كوادر بشرية مدربة للتعامل مع تلك الصناعة الخطرة؟ وقد حاولت العالم اليوم "الأسبوعي" التعرف علي الشروط والمواصفات التي سوف تضعها وزارة البيئة لإقامة مثل هذه المزارع ولكنها لم تجد سوي تهرب المسئولين في الإدارة المركزية للمحميات الطبيعية عن الرد بمجرد ذكر لفظ التماسيح النيلية دون إبداء الأسباب. سايتس مرحلة ثانية دكتور سامر المفتي أستاذ الحياة البرية ونائب جمعية محبي المحميات الطبيعية يوضح أن مصر عضو في اتفاقية سايتس الدولية لتنظيم التداول والتجارة في الحيوانات البرية حول العالم والتي بلغ حجم التداول فيها ما يقارب 200 مليار دولار. في حين لا تتعدي الحدود المسموح بها مبلغ 80 مليار دولار، والحيوانات المعرضة للانقراض يتم وضعها في ملحق(1)من الاتفاقية، وبالتالي لا يسمح بصيدها أو تصديرها، ولكن أعداد التماسيح النيلية خلف السد العالي تزايدت بشكل كبير، ولذا تتقدم مصر بشكوي في المؤتمر الدولي لاتفاقية سايتس المقام بدولة قطر، لانتقال صيد التماسيح إلي الملحق (2) الذي يسمح باصطيادها وتصديرها ولكن بشكل منظم غير جائر، فاليابان سمحت بصيد الحيتان عندما تكاثرت أعدادها بشكل خطير. تماسيح أمهات وذريعة دكتور عمر تمام أستاذ مساعد المحميات الطبيعية بجامعة المنوفية يؤكد أن التماسيح خلف السد تستهلك أطنانا من أسماك البحيرة بكميات كبيرة، كما تسبب الطفيليات العالقة بأجسام التماسيح أمراضا للأسماك والأفراد, وتتراوح أعدادها بين 80 90 مجموعة، وكل مجموعة مؤلفة من ذكر و7 إناث فهي تعيش في مجموعات صغيرة أي ما يقارب 1000 تمساح، بالإضافة إلي 30 ألف ذريعة تماسيح صغيرة وهي أرقام تقريبية لصعوبة حصرها. ومزارع التماسيح منتشرة في جميع دول حوض النيل, حيث يتم تربية ذريعة التماسيح سن( 2- 2.5 سنة) حتي يصل طولها إلي متر، و يتم تربية الجزء الآخر حتي سن البلوغ عمر( 7-8) سنوات لتكوين قطعان من التماسيح الأمهات، وتتغذي علي مخلفات مزارع الدواجن ومخلفات المجازر، أو يتم إطعامها من لحوم التماسيح التي تم ذبحها وسلخ جلودها، كما يمكن إقامة مشاريع سياحية لمشاهدتها, ويفضل الاستعانة بخبراء في مزارع التماسيح من أفريقيا وآسيا فلا يوجد في مصر بيطريون متخصصون في أمراض الزواحف إلا نادرا، ولوتمت إقامة مدابغ للجلود بجوار المزارع بدلا من تصديرها بعد تمليحها فقط لكان المشروع ذت جدوي اقتصادية أكبر. منطقة حرة وتصدير حمدي حسونة المدير التنفيذي لمركز تكنولوجيا صناعة الجلود يقترح أن يتم تخصيص من 3-5 أفدنة علي بحيرة ناصر كمنطقة حرة صناعية بنظام حق الانتفاع لمدة 5 سنوات علي سبيل المثال بجوار مزارع التماسيح التي سوف تتم إقامتها, علي أن يتم تصدير الجلود بعد تمليحها wet blue