استمرت أمس حالة الركود مسيطرة علي تعاملات سوق الصرف حيث اشتكي مسئولو الصرافات من تراجع حركة المعاملات علي مختلف العملات الأجنبية والعربية علي حد سواء وهو ما يدفعهم في النهاية لتوريد العملات إلي البنك وهو الخيار الأسوأ لهم ولكنه الأوحد في ظل الركود الذي خيم علي أسواق الصرف طيلة الأسبوع الحالي. وأكد مسئولو الصرافات أن شهري يناير وفبراير عادة ما يشهدان ركوداً تاماً في حركة المعاملات حيث تتراجع حركتا الاستيراد والتصدير لحصول العديد من الدول الأوروبية والآسيوية علي إجازات في هذا التوقيت من كل عام، بجانب سوء الأحوال الجوية الذي يؤثر سلبا علي حركة النقل والملاحة ومن ثم ينعكس ذلك الأثر علي حركة التجارة البينية. وفيما يخص الأسعار فقد شهدت أمس تراجعا طفيفا للدولار حيث فقد نصف قرش من قيمته في الوقت الذي ارتفع فيه كل من اليورو قرشين والاسترليني 3 قروش وذلك عقب تراجع مؤشر الدولار مقابل سلة من العملات الأوروبية. وأرجع المتعاملون حالة الركود التي سيطرت علي سوق العملات إلي ارتباط العديد من المستثمرين مصدرين ومستوردين بعقود تنتهي مع نهاية كل عام ومن ثم يفضلون الانتظار حتي يتحدد مسار العملات ارتفاعا أم هبوطا، بالإضافة للاستفادة من الأموال وتوظيفها طوال تلك الفترة. يقول محمد جابر العضو المنتدب للشركة المصرية للصرافة: إن الأيام الماضية شهدت هدوءا شديدا في حركة المعاملات بلغ درجة الركود حيث تراجع الطلب علي مختلف العملات في حين تفوق المعروض نسبيا، وهو ما تضطر معه الشركات إلي بيع الفائض لديها من العملات للبنوك خشية حدوث تقلبات سعرية مفاجئة تعرضهم لخسائر طائلة. ويشير جابر إلي أن الدولار فقد نصف قرش من قيمته أمس ليسجل 548 قرشا للشراء و549 قرشا للبيع وسط حالة من التراجع الملحوظ في التعامل عليه وإن كان هناك توازن بين حركتي العرض والطلب علي العملة الأمريكية بالصرافات أمس. وفي المقابل ارتفع اليورو قرشين ليسجل 746 قرشا للشراء و758 قرشا للبيع حيث سجل زيادة في الطلب عليه من قبل المتعاملين بالسوق المحلي وهو الطلب الذي يفوق العرض في حين قفز الاسترليني 3 قروش دفعة واحدة أمس رغم إحجام المتعاملين عن بيعه أو شرائه وسجل 858 قرشا للشراء و875 قرشا للبيع. ومن جهته أكد فرج سنجر مدير عام شركة الرضا للصرافة أن حركة التعاملات شهدت تحسنا نسبيا أمس عن ذي قبل حيث بدأت الحركة تدب في التعامل علي اليورو من جديد بعد فترة من الهدوء الشديد في التعامل عليه وهو الأمر الذي أدي لارتفاعه قرشين أمس وذلك علي الرغم من الضغوط التي تتعرض لها العملة الأوروبية الموحدة بفعل المخاوف بشأن اليونان ودبي. وأشار سنجر إلي أن ارتفاع الاسترليني 3 قروش دفعة واحدة لم يجد له مبررا منطقيا حيث إن الحركة علي الاسترليني شبه منعدمة وتقتصر فقط علي مواسم الدراسة حيث تشترط بعض المدارس والجامعات الأجنبية سداد بعض الأقساط بالعملة البريطانية. كما أكد سنجر وجود عرض كبير من العملات العربية وخاصة الدرهم الاماراتي والدينار الكويتي حيث يحصل العاملون المصريون في الدول العربية علي اجازات في هذا التوقيت مشيرا إلي أن الأسعار ثابتة ومستقرة دون تغيير وان الفائض من العملات العربية يتم توريده للبنوك.