هل صحيح أن العرب أمة لا تقرأ هذا ما تؤكده أرقام طبع وتوزيع الكتب في العالم العربي.. في كل يوم تصدر أرقام جديدة حول القراءة في العالم العربي وما وصلت إليه.. كل الارقام تؤكد ان مستوي القراءة يتراجع وان الانسان العربي لا يهتم كثيرا بالكتاب.. ان مباريات كرة القدم والاغاني الهابطة والافلام الرخيصة أهم كثيرا من الكتاب.. هذا قارئ يحكي قصته مع الكتاب. الاستاذ فاروق جويدة بعد التحية منذ عشرون عاما تقريبا كان نصيب الفرد المصري من القراءة نصف كتاب في العام. بينما تقول آخر الاحصائيات إن الانسان العربي لا يقرأ اكثر من ثلاثة أو أربعة صفحات في الشهر الواحد.. وقيل ان نصيب الفرد العربي انخفض إلي أقل من صفحة واحدة في الشهر. بينما نصيب الالماني 89 كتابا في السنة الواحدة.. وان الشعب السويسري هو الشعب القارئ.. والغريب ان مبيعات الكتاب في الولاياتالمتحدةالامريكية بلغ 24 مليار دولار في عام ،2000 أما الخطير ان سعر كيلو الشحن للكتب من مصر إلي الخارج هو 365 قرشا، بينما سعر كيلو التصدير للخضار إلي الخارج 125 قرشا علما بأن هذا غذاء الجسد وذاك غذاء للروح، أما الذي دفعني للكتابة في هذا الموضوع شاهدت امرأة مصرية تطلب حجز كتاب من إحدي المكتبات المصرية قيمته 125 جنيها مصريا اعتبرته علي الفور مرجعا مهما أو مخطوط قديم من المخطوطات العلمية النادرة.. خاصة انه توجد بالمكتبات عشرات الكتب الموجودة علي الارفف منذ سنوات لا تزيد قيمتها عن 7 جنيهات.. حتي عشرون جنيها.. تتحدث عن التاريخ والفقه والدين والفلسفة وأمهات الكتب لمشاهير الكتاب والأدباء والعلماء لا يقترب منها أحد تعجبت وسألت المرأة المصرية قائلا: هذا الكتاب باهظ الثمن.. هل هو من التراث القديم أم مرجع تاريخي مهم فضحكت المرأة وقالت: إنه كتاب "فن الطهي" للشيف سعيد! هنا تأكد لي سر انتشار ثقافة الفساد العربي ولماذا لا يقرأ الانسان العربي اكثر من 6 دقائق في العام مع ان المعايير الدولية نصت علي ضرورة وجود مكتبة عامة لكل 6000 آلاف نسمة.. لم انزعج عندما علمت ان العالم العربي يصرف 5% من الدخل القومي لبلادهم علي التعليم.. بينما تصرف إسرائيل 7% علي البحث العلمي فقط.. البحث العلمي وليس التعليم! ولذلك حصلت علي المركز الرابع عالميا في البحث العلمي.. بينما نصرف نحن العرب علي قوات الأمن والجيوش العربية 50% من الدخل القومي! ولذلك انتشر الجهل وثقافة الفساد العربي بعد خنق الديمقراطية في الأمة العربية.. قتلوها بنشر الجهل وصرف المليارات علي قوات الامن لحماية الانظمة والمؤسسات الحاكمة وخنق الحريات عند شعوبهم والسماح بنشر الاغاني الهابطة والافلام الفاسدة.. لقد انزعجت عندما سمعت أغنية عن الحمار وحب الحمار وليس الوطن وحب الوطن والعلم ومطرب آخر يروج للحشيش في أغنية أخري لنشر ثقافة الفساد. * علي سليم بورسعيد